صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

العُقولُ المُتَحَجِرَةِ ، ماذا نَصْنَعُ مَعَها؟!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي: إذا إستهدفت أمريكا أو إسرائيل قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" بطائرة من دون طيار في سوريا او العراق، فإن إيران قد ترد عبر ضرب سفارة أو ربما مبنى لترامب. وبهذا فإن الموقع يكشف عن سيناريو يدرسهُ البيت الأبيض، لإغتيال قائد فيلق القدس اللواء "قاسم سليماني" في العراق وسوريا، نظراً لعدائية رجال الإدارة الأميركية الجديدة إزاء إيران.

   نحنُ كعراقيين ومراقبين للأحداث الجديدة، على الصعيدين المحلي والإقليمي، يجب أن يكون لنا موقف واضح مما يجري، فالكثير يسأل: ماذا سيتبع موقف العبادي الذي صرَح بهِ من الإلتزام بتطبيق العقوبات الأمريكية على إيران؟ وهل هو جادٌ فيما قال أم هو مجرد تصريح يرضي بهِ الإدارة الأمريكية؟

   العبادي جادٌ فيما قال، وبالفعل تم الإلتزام بتصريحهِ فقد أوقف البنك المركزي العراقي التحويلات المالية إلى إيران، وأوقف إستيراد البضائع، والموقف في تصاعد مستمر.

   الشعب العراقي بشيعتهِ وسنتهِ متعاطف مع الشعب الإيراني، خصوصاً وأنهُ عاش فترة 13 عاماً تحت سوط الجوع والحرمان، من نفس الإدارة التي تريد أن تذيق الشعب الإيراني ويلات هذا الشؤم، ولكنَّ تعاطف الشعب شئ وموقف الحكومة شئٌ آخر.

   لاحظنا كيف بدأت التظاهرات في العراق وإيران في نفس الوقت تقريباً، فهل كان ذلك مصادفةً؟ أنا لا أؤمن بالصدفةِ أبدا، إنهُ مخطط مدروس يسعى لتحقيق هدف معين، فبالسيطرة على العبادي وفق ثلاث خطوات:

  1. إتكأ العبادي على النصر على داعش، لكن ماكنة الأعلام الممول أمريكياً طحنت هذا النصر، وهي تقول: لا... عن أي نصرٍ تتحدثون؟ لقد خسرتم المال والأولاد! وسيتم إعمار المناطق المحررة وأنتم يا من ضحيتم بأموالكم وأولادكم، لا تمتلكون أدنى حقوقكم كتوفير الخدمات وهكذا! فقامت المظاهرات في الجنوب، وأضعفت العبادي بشكل خاص والأحزاب الإسلامية ومن ورائها إيران بشكل عام.
  2. إتكأ العبادي على الإنتخابات وأنهُ سيسحق منافسيهِ، فطحنت الماكنة نفسها عملية الإنتخابات متهمةً إياها بالتزوير.
  3. إتكأ العبادي على حزب الدعوة وضعف المالكي من جهةٍ، وعلى دعم السنة من جهة أُخرى، فتدخلت السياسة الأمريكية وشتت قائمتهِ

 بهذه الخطوات الثلاث لم يتبقى أمام العبادي(الطامح للولاية الثانية) إلا الرضوخ للإرادة الأمريكية، وبالفعلِ فحينما رضخ العبادي تخلص من العوائق الثلاث، سكتت المظاهرات، وتمت المصادقة على الإنتخابات، وزادت حظوظهُ في نيل الولاية، لكن هل فكّرَ فيما لو تفاقمت الأزمة مع إيران، كإقدام أمريكا على إغتيال قاسمي فعلاً، ماذا سيحصل؟!

بقي شئ...

العبادي حدد مصيرهُ بالوقوف مع الجانب الأمريكي، وبغض النظر عن كونه أصاب أو أخطأ بقرارهِ هذا، لكن ماذا عن الباقين، الذين ليس لهم موقفٌ ثابت ولا رأيٌ يُستدل بهِ؟ أرى أنهم كما قال الفرزدق للحسين(ع): قلوبهم معك وسيوفهم عليك. لكن هؤلاء لا قلوب لهم، فيصح القول: ألسنتهم معك وقلوبهم وسيوفهم عليك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/13



كتابة تعليق لموضوع : العُقولُ المُتَحَجِرَةِ ، ماذا نَصْنَعُ مَعَها؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net