الكاميرا الخفية من وجهة نظر اجتماعية
حيدر حسين سويري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حيدر حسين سويري

يرى المجتمع المتحضر ضرورة أن تكون البرامج التليفزيونية هادفة وذات رسالة أخلاقية، فهي تدخل لكل بيت وتلامس كل فرد، فضلا عن انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك المواقع التي بات يستخدمها الجميع، بل ويظل عاكفاً عليها لساعات وكأنها إله يُعبد من دون الله!
لذا يرى المجتمع وجوب تسخيرها لفائدة الناس ولترسيخ مبادئ المجتمع الجيدة، ونشر الاخلاق الفاضلة الراقية التي تسمو بالفرد والمجتمع، لا تلك السلوكيات الفاسدة التي تنحدر بالفرد والمجتمع الى مرحلة البهيمية، فحديثي اليوم مؤلم صراحةً عما أراه وألمسه من تصرفات مشينة يقوم بها أفراد يظهرون على الشاشات ذوي تأثير عظيم على أفراد مجتمعنا، نعم بكل تأكيد توجد جهود خيرة تتنافس على نشر الاخلاق الفاضلة ولكن مع الاسف ينطبق علينا اليوم قول الشاعر:
متى يبلغُ البنيان يوماً تمامهُ ..... إذا كُنت تبنيه وغيرك يهدمُ
من البرامج التي لاقت رواجاً كبيراً هو برنامج الكاميرا الخفية، لا سيما في شهر رمضان (ولا أعرف ما ربطها بهذا الشهر الكريم، الذي من المفترض أن يكون شهر عبادة!)، والذي يعتمد عمل مقالب في بعض الشخصيات المعروفة، أو حتى الناس العاديين، فكان بعضها هادفاً كما فيما يعرف بـ(التجربة الاجتماعية)، وهذه البرامج ذات هدف واضح، وتربية صحيحة للمجتمع في أغلبها؛ لكن ما نريد الحديث عنه هو الكاميرا الخفية، تلك التي كان مزاجها الضحك والاستخفاف بالآخرين ومشاعرهم، ثم تحولت الى استعراض لمفاتن بعض المشهورات من الفانشيستات وغيرهن، حتى باتت الكاميرا (الخلفية) وليست الكاميرا الخفية. فكانت ردود الناس واضحة، في التهكم والرد القاسي على مثل هذه البرامج، فقد عبَّر أحدهم عن رأيهِ قائلاً:
(ثمة فرق شاسع بين الكاميرا الخفية و(الكاميرا الخلفية)، حيث تنتشر مقاطع الكاميرا الخفية المضحكة في أغلب بلدان العالم، الأوربية والعربية، والغاية منها (على ما ارى) هي نشر الابتسامة، والتغيير من الروتين الذي يعيشه أغلب أفراد المجتمع، كذلك نقل صورة جميلة عن ثقافة شعوبهم، ومدى رحابة صدورهم في تلقي تلك المواقف، وحسن التصرف تجاهها، أما في بعض البلدان (منها بلدنا) فتمتاز الكاميرا (الخلفية) بتصوير مفاتن أجسام البلوكَرات و(الفاشن ستات) لنشر الفساد الاخلاقي، ولتقيل احترام أبناء البلد أمام شعوب البلدان الاخرى، حيث تنقل هذه الكاميرا أحداث بعيدة كل البعد عن الكاميرا الحقيقية (الواقع)، وتنقل صورة سيئة عن البلد، وكأنما لا توجد فيه ثقافة ولا اخلاق ولا مبادئ اسلامية! فيكون هدف هذه البرامج هو جمع المشاهدات، والترويج الفاضح لمقاطع مفاتن أجسام البلوكَرات، اللواتي يعتقدن أنه الطريق الوحيد للحصول على ما يردن من شهرة ومال، ولكن بالعكس فقد جعلنَّ من أنفسهن سلعة رخيصة تباع وتشترى في سوق النخاسة الجديد،
فهل هذا ما تريد كاميرتنا (الخلفية) إيصاله لمجتمعنا ولمجتمعات العالم؟!)
بقي شيء...
لا أعرف لماذا لا يحاسب القانون هؤلاء؟ ويطالهم تحت بند المحتوى الهابط؟ وايقاف مثل هذه البرامج التي دمرت وتدمر الفرد والعائلة والمجتمع؟!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat