صفحة الكاتب : نبيل عبد الكاظم

الشباب والدين  بين الوعي والغفلة.
نبيل عبد الكاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 مفهوم الدين عبارة عن رؤية فكرية وممارسة عملية،فكر ينظم التوجه الحياتي للانسان اي رؤية كونية تحدد له انتمائه الثقافي ضمن الموسعة الثقافية الإنسانية،وممارسة تعكس طبيعة الالتزم والاهتمام بتعاليم تلك الثقافة او ذاك الفكر.

اما مفهوم الشباب فهي المرحلة التي يقوى فيها عود الإنسان وتكتمل فيها كافة قابلياته واستعداداته المعرفية والعاطفية والعملية.

أصناف الشباب والعلاقة بالدين.
وعليه يمكن تقسم فئة الشاب من حيث الاهتمام الديني -وفقا للتتبع الحياتي-الى ستة أقسام. 

الاول: شاب الموسم .
هذا الصنف من الشباب يتفاعل مع القضية الدينية فقط في بعض مواسمها كموسم عاشوراء...فقط تجده في أيام المحرم مثلا... 
اما خارج نطاق هذا الموسم لا تجد له نفسا دينيا ولا روحا دينيا
بل ربما يكون شخصا آخر، محرك السلوك الديني له هو الموسم لا غير لذا ترى شكله الخارجي يعكس حجم وعيه وطبيعة ثقافته واخلاقه.
نعم الموسم هنا يكون مقدمة إعداد وتهيئة لجذب هذا الصنف من الشباب إلى ساحة الدين لكن المشكل يبقى شاخصا أمام رغبات وميول هذا الشاب لذا البعض يتقدم خطوة لكن صاحبنا يبقى موسميا. 

الثاني: شاب اللقاء.
هذا الصنف من الشباب أكثر ارتباطا بالدين من الصنف الآخر من جهة كثرة اللقاءات بخط الدين لكن مجال عمله، رؤيته، انطباعه هو اللقاء بالآخرين من الشباب عبر عدة قنوات مثلا عن طريق تنظيم الزيارات او الدورات او المواكب او العزاءات من دون أن يرتفع رصيده الثقافي او المعنوي. البعض من هذا الصنف يتملك الرغبة ان يتصدر المشهد في ذلك كله.
المشكلة في هذا الصنف تكمن في أمرين:
الاول : انه لا يمتلك كما ووعيا ثقافيا على المستوى الأدنى. 
الثاني: إن عزمه ،إرادته تنمو بلقاء الآخرين وتقوى بحظورهم.
وفي حالة ارتفاع اللقاء وجفاف الحظور يرتفع عنه العزم والإرادة...اي قوة دينه معلقة بالآخر.
لذا تراه يشرق تارة،ويغرب أخرى،يعيش اذا تصدر المشهد متقلب المزاج غير مستقر النفسية ..واذا غاب عن الصدارة لا تجد له صوتاً،المشكلة الأساس لهذا الصنف انه يستمد وجوده الديني من عملية اللقاء.

الثالث: شاب النقد.
هذا الصنف ليس له حظ الا النقد والأشكال لا تجد له فعلا ثقافيا ولا عمليا،دوره النقد فقط لا غير ،وظيفته في الحياة هي النقد، نقد الخطاب، نقد الشعائر،نقد الممارسة،نقد بدون حلول بل لا يستمع لصوت الحل،الأشكال راس ماله،والاثارة عنوان حياته،ويتصور في نفسه انه حاملٌ للهم الديني،واعي للمشكل الثقافي،دراكٌ لطبيعة الحلول.

الرابع:شاب الانفعال والعاطفة والمزاج.
هذا الصنف خطرٌ للغاية على نفسه وعلى مجتمعه وعلى دينه،الانفعال هو عنوان هذا الشاب،والحماسة هي ادآته في ساحة الميدان،هذا الصنف قسم منه لا يقبل النصح،وقسم آخر كثير الاعتذار،وثالث كثير العثرة.يحرج نفسه ،ويحرج غيره،يثير المشكلة ولا يعرف مخرجا لها، 
كثير الكلام،كثير الحركة،لكنه قليل النفع او نفعه أقل من ضره،
نعم هذا الصنف من الممكن أن يمتلك ثقافة جيدة لكن المشكل أن تلك الثقافة اسيرة العاطفة وسجينة الانفعال،يتأثر بالدعاية،يحرك مشاعره الخبر الكاذب،التاثر بطبيعة الحدث سابق للغاية تحليل الحدث،الحكمة عنده مجرد كلام لا حالة عيش وهدف سعي،المشكلة الام لهذا الصنف انه لا يملك مشروعا ثقافيا وعمليا بل أحيانا أن المشروع يتحطم أمام 
حاكمية المزاج او الانفعال.

الخامس: شباب فضول الاختصاص.
هذا الصنف من الشباب يعش الوهم الثقافي،فإذا قرأ كتابا ما او اطلع على موضعا هناك تصور انه وقف على مفاصل ومنابع الثقافة.يعيش التقلب الثقافي يوما هنا وآخر هناك ،لا ترى له استقرارا لان التكبر او اللاوعي خلق في نفسه وهما كبيرا وتصورا بالغا بأنه يمتلك رصيدا ثقافيا واسعا لذا تراه متطفلا على الحقولالثقافية .ويبقى هذا الشاب اسير ذلك الوهم إلى أن يأتي اللطف الإلهي فيأخذ بيده إلى بر التواضع ووعي الفقر الذاتي.

السادس: شاب الهم والوعي والخدمة. 
هذا الصنف يمتلك الكم والنوع الثقافي الذي يمكنه أن يدخل به ميدان الحوار والجدل او انه سعى في ذلك، موسم حياته الدين كله،وميدان خدمته سنين عمره،ونقده إيجابي وبنائه فعال،عاش الدين بوعي وهم ،وعاش الفكر والثقافة بتأصل و فهم،سعى في إصلاح نفسه، وإصلاح مجتمعه،يمتلك مشروع عمل،يعيش المشكلة ويبحث عن حلها،هدفه كسب الآخر بتوفير مقدمات الكسب لا التنازل عن حق المشروع،اتخذ مشروعا واضحا في حياته هو خدمة الدين ثقافة وسلوكا بوعي وهم وحكمة واتزان ،المشورة شعار عمله ،والعزم سلاحه
أمام مضعفات الزمن.الامل معقود على هذا الصنف من الشباب في كسب وتربية بقية الاصناف من إخوته بغية تحقيق الدين القوي الثابت ،دين الوعي ،دين الالتزام،دين العمل،دين التضحية، دين 
الانتماء والولاء..دين الانتظار...
واخيرا...
نتمنى من شبابنا التقدم بجدية وعشق نحو العلم النافع والعمل الصالح وان يجد نفسه في خضم تداول الأيام.
¤محرم على الأبواب او في بدايته انه صناعة الإنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من قيمة وإبعاد وخزين تاريخي وارث حضاري،فالحسين الإمام -ع -أمام العطاء والفتح،عطاء لا ينفد،وفتح لا ينضب،لذا على شبابنا أن يرسم له مشروعا مع بداية سنة الهجرة، هجرة الذات من السلب إلى الإيجاب ،بان يجعل( الموسمَ حياةَ وعي) ، و(النقدَ بناءاً )،و(واللقاء عمارة القلوب)و(العاطفةَ شعلةً منيرةً)،(والثقافة هداية وتواضع)حتى يصبح الشاب شاب الوعي والهم والعمل بل يصبح شاب الدين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل عبد الكاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/05



كتابة تعليق لموضوع : الشباب والدين  بين الوعي والغفلة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net