صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

احاديث عن الثورة والشعائر الحسينية (5)
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يقول الشهيد مطهري :(( الكل يعرف ان فلسفة اقامة المآتم الحسينية ، واحياء  ذكرى الامام الحسين ( ع ) التي اوصانا بها الائمة الاطهار ( ع ) بالمداومة عليها عاما  بعد عام  ،  انما هي  فلسفة  تربوية  يقصد  منها  التعلم وادراك المعارف من ذلك الدرس التأريخي الكبير جدا ، ولكي يستطيع الانسان الاستفادة من أي درس لا بد له اولاً من فهم واستيعاب ذلك الدرس جيداً )).
 ومن ضرورات استيعاب الدرس الحسيني للاستفادة منه في حياتنا وواقعنا ، ان نفهم ونستوعب بواعث الثورة الحسينية  ، سبق ان تطرقنا في الاحاديث السابقة ، الى قسم من بواعث الثورة  الحسينية واليوم نبحث عن قسم اخر من هذه البواعث التي دفعت  بالحسين (ع) للثورة .
هل ثارالحسين لأن يزيد طلب منه البيعة ، فرفضها الحسين  (ع ) ، ام انه  ثار بسبب رسائل اهل الكوفة  التي وصلت  اليه وتدعوه الى القدوم  ليكونوا جندا  له في  الثورة على السلطة الجائرة،ام انه ثار طلباً للسلطة والحكم،ام انه ثاربحكم شعوره بمسؤوليته كأمام بعد ان رأى انحراف السلطة الحاكمة عن خط الاسلام الذي اختطه النبي( ص) ام انه ثار لهذه الدوافع مجتمعة ، ام  ان هناك  دوافع اخرى غير معلنة ، هذه  الاسئلة وغيرها بحاجة الى بحث وجواب ، لو دققنا النظر جيدا في احداث  العاشر من محرم وفي الخطب التي القاها الامام في هذا اليوم لم نرَ الامام (ع) قد تطرق الى  بيعة يزيد  ولا الى رسائل اهل الكوفة ،انما  يشير انه خرج  بهدف الامر بالمعروف والنهي عن  المنكر لان الحكومة القائمة حكومة تدعي الاسلام ، وهي بعيدة كل البعد عن الاسلام  الذي اراده الله تعالى للناس .
ولو دققنا في تأريخ ثورة الحسين ( ع ) ، نرى ان بداية نهضة الحسين كانت في شهر رجب  ، عندما مات معاوية  واوصى بالخلافة من بعده لولده يزيد ، ولم يذكرالحسين موضوع البيعة هذه الّا مرة واحدة ، عندما طلب  منه  والي المدينة الوليد بن عتبة بن ابي سفيان ان يبايع ليزيد ، فردّ عليه الامام بقوله :  (( ايها الامير انا اهل  بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي بنا فتح الله وبنا ختم  ،  ويزيد  رجل فاسق فاجر شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن بالفسق والفجو ، ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون اينا احق بالبيعة والخلافة )) .
يقول الشيخ المطهري وباحثون اخرون ان الحسين( ع ) لم  يذكر موضوع  البيعة الّا في هذه المحاورة ، والتي سبقت الثورة الحسينية في ( 10 ) محرم  بستة اشهر تقريبا  لان الحوار جرى في شهر رجب والثورة في العاشر من محرم، فأذن موضوع البيعة لم يكن سببا رئيسيا بل كان ثانويا ، نعم انه سبب من اسباب الثورة لكنه لم يكن رئيسيا في رأينا ورأي اخرين ، فلو ان يزيد على سبيل الفرض لم  يطلب البيعة  من الحسين  ولم يتطرق اليها فهل ان الامام سيسكت ويقبل بالوضع ولا يتحرك للثورة ؟
طبعا الجواب بالنفي لان باعث الثورة الحسينية الرئيس هو الامر بالمعروف  والنهي عن المنكر،قال الامام :(( اني ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وانما خرجت لطلب  الاصلاح  في  امة  جدي ، اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر  واسير بسيرة جدي وابي علي بن ابي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق  ومن ردّعليّ هذا اصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين  ))
اما العامل الثاني من بواعث الثورة الحسينية فهو رسائل اهل الكوفة،كذلك هذا العامل لا يمكن ان  نقول عنه  انه  من اسباب الثورة  الرئيسية ،  انما هو عامل مساعد على الثورة بل ان الحسين بدأ بخطوات نحو الثورة قبل رسائل  اهل  الكوفة  ، عندما  كان الحسين ( ع ) في المدينة المنورة ، حيث رفض بيعة يزيد وغادر المدينة المنورة الى مكة المكرمة ، وكان ذلك في شهر رجب ،عندما هلك معاوية واصبح يزيد حاكما بعد ابيه ، وبعد بضعة ايام من بيعة يزيد  ورفض الامام  هذه البيعة ، وبمجئ  الامام  الى مكة  اراد ان  يستفيد من وفود الحجيج  والمعتمرين  ليبث الوعي  بأتجاه  رفض حكم يزيد  ، وعندما  كان  الامام  في مكة  وصلت رسائل اهل الكوفة يطلبون من الحسين القدوم اليهم لرفض بيعة يزيد ،  واعلان  الثورة عليه  ،  ورأى  الامام  ان  الظروف الموضوعية في الكوفة هي افضل من مكة ، حيث كثرة المؤيدين  لخط الامامة ، كما انه  بامكان  يزيد  واعوانه وانصار الحكم الاموي ان  بقي في  مكة قتله بدم بارد من دون ان يعلم بهم احد ،  فيضيع دمه خاصة في موسم  الحج ،  وبذلك  تضيع الاهداف التي اراد الامام تحقيقها من الثورة ، سيما وان الحسين (ع) يعرف ثمن  رفضه لبيعة يزيد وهو سفك دمه الطاهر ،  والروايات الموثوقة  تؤكد هذا  الرأي حيث  قال الامام في اكثر من موقف : (( وأيم الله لو كنت في جحر هامة لا ستخرجوني ، حتى يقضوا بي حاجتهم ، والله ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود في السبت )) .
 من هذا يظهر ان دعوة اهل الكوفة للحسين بالمجئ الى العراق لم  تكن  سببا  رئيسيا للثورة ، بل ان اهل الكوفة دعوا الامام بعد شهرين من القيام بنهضته ، اذ لا يزال هو في مكة بعد انتقاله من المدينة المنورة  ،  وفي  رأينا  ان نهضة الحسين  وسماع اهل الكوفة بها ربما تكون هي السبب في دعوة  اهل الكوفة للحسين  بالمجئ  الى  العراق لاعلان الثورة من هناك ، وقبول الحسين بذلك لاسباب موضوعية منها كثرة الموالين لاهل البيت في العراق ، ولاسباب موضوعية اخرى تطرقنا لها اثناء حديثنا هذا ، اما العامل الثالث لنهضة الحسين  (ع) وهو العامل الرئيس للنهضة فهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، اذ لو استعرضنا كلمات وخطب الامام  ، نرى انه  يحصر سبب ثورته في الظلم والفساد المستشري في جسد الحكومة الاسلامية ،والمتمثل في رأسها يزيد ، لعدم اهليته ليكون حاكما للدولة الاسلامية ، فرأى الامام وجوب التغيير لاعادة الامة الى خط الاسلام الاصيل،لان استمرار حكومة يزيد في نهجها باسم الاسلام هو استمرارللزيف والتزويروالتشويه لحقيقة الاسلام النبوي، وابعاده عن مبادئه الاصيلة التي جاءت من اجل الانسان ،واظهار الاسلام كدين ينصر الظالم على المظلوم ويقر الحاكم الظالم على ظلمه وجبروته،فاستمرار الحاكم الاموي في نهجه الذي سار عليه معاوية ومن بعده ابنه يزيد هو تأكيد لابعاد الاسلام عن مبادئه السامية التي تدعو الى العدالة ونبذ الظلم ، والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية  للانسان  في الدولة الاسلامية اما الامويون  فقد ارادوا التأسيس لاسلام  الشكليات والرسوم لا غير ، الحسين ( ع ) اراد بثورته تصحيح المسار ، وتوظيف الاسلام لمصلحة الانسان  وحاجاته  الفطرية  وكذلك الحاجات الانسانية المستجدة مع  تطور الزمن ، والتطور المدني  للحياة  ، لذا فنهضة الحسين هو لتصحيح  هذا المسار واصلاح  الوضع العام  للامة  ، وقد صرح عليه السلام عن هدفه هذا بصورة جلية وواضحة حين قال : (( اني ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر ، واسير بسيرة جدي وابي ، فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق، ومن ردّعليّ هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين )) .
فالمسألة اذن ليست دعوة اهل الكوفة ، او رفض بيعة يزيد ، بل نرى ان رفض البيعة هي مظهر او وجه من وجوه الاصلاح الذي دعى له الحسين (ع)  تحت عنوان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فمثل الامام الحسين لابد وان يرفض بيعة يزيد كجزء من واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والاستجابة لطلبات  اهل الكوفة هي جزء  من  نصرة  مبدأ الامر  بالمعروف والنهي عن المنكر ، فعندما تتوفر متطلبات وحيثيات  الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابد  من  الاستجابة  لهذه  المتطلبات ليتحقق الغرض والغاية من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فثورة الامام الحسين تحت هذا العنوان هي  من اجل  تثوير الامة وتنويرها ، وجعلها  تقف بشجاعة وصلابة بوجه الظلم والطغيان الاموي، نهضة الامام تحت هذا العنوان الاسلامي  الكبير خَلْق  للوعي في  الامة ، اذا وعت  الامة  تنبهت  وطالبت  بحقوقها  ورفضت  الظلم  الواقع عليها ، فالتحرك تحت عنوان  الامر  بالمعروف  والنهي عن المنكر لا يعني بالضرورة  اعلان الحرب او اللجوء الى السلاح ، لأن في حالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكرلا  نلجئ  الى السلاح الّا  في  حالة  الدفاع  عن  النفس والامام  والامام  الحسين  (ع)  وُضِعَ في هذا الموقف ، اذ اصبح بين موقفين لا ثالث لهما ، اما القبول بشرط يزيد والاعتراف بشرعية حكمه ،وهذا مارفضه الامام ، واما القبول بالمواجهة العسكرية ونتيجتها معلومة وهو الموت،وهذا ما صمم عليه الحسين تنفيذا لمسؤوليته الشرعية ، وتأسيسا للثورة على كل ظالم في المستقبل ، وابلغ الناس بهذا الامر ،لان كثيرا من الناس اتوا ولا يعلمون  ان  هناك  حربا  ستقع  ،  فاخبرهم بالمصيرالذي ستؤول اليه المواجهة حتى لا يقول احد اني لم اعلم بهذا المصير فتفرق الناس عنه ولم يبق معه الّا اصحابه واهل بيته الذين اتوا معه من المدينة ، اذ اصرّوا على الاستشهاد معه ، اما العامة من الناس فقد تركوه وذهبوا الى بيوتهم، الّا اصحاب المواقف والمبادئ، كالحر الرياحي واخرون فقد ابوا ان يتركوه،اما بقية الناس والذي وصفهم الشاعر الفرزدق للحسين (ع) بقوله : (( قلوب الناس معك وسيوفهم عليك ))  فقد وقفوا متفرجين على الامام حتى استشهاده ، بعدها  اندفعوا للبكاء  والعويل ،  لكن ما فائدة ذلك وقد القى الامام عليهم الحجة ،ولم ينفع معهم حركة الحسين لأجل تنبيههم وخلق حالة الوعي والشعور بالمسؤولية في نفوسهم ، اما  السلطان  فقد  واجه  الناس بموقفين ، الاول تهديدي ، والثاني ترغيبي ، وقد  استجابوا  لهذين  الموقفين ،  الامام الحسين يريد تحريك الامة من اجل الثورة ،والسلطان تحرك باتجاه التهديد والترغيب فانساقت الامة نحو السلطان اما خوفا  من تهديده ، واما رغبة  في  امواله  وامتيازاته  وفي النهاية بقي الحسين وحيدا مع ثلّة من اهل بيته واصحابه  ، وهو ينظر الى الناس كيف باعوا دينهم بدنياهم ، وفي هذا الموقف اصبح الحسين امام خيارين لا ثالث لهما  اما الصبر والصمود والموت من اجل الدين ونصرة الحق ، وبذلك  يؤسس لكل ثورة ومقاومة بوجه الظلم والظالمين ، واما ان يبقى سالما ويعود الى بيته ، وبذلك  يؤسس للخنوع والقبول بالظلم واقراره ، وهذا  الموقف  ما لا يمكن ان  يقبل  به الامام ، لان ذلك يتنافى ودوره كأمام مسؤول امام الله في رعاية الدين وحمايته وايصاله الى الامة والاجيال اللاحقة بصورته الصحيحة ، فكان قراره بالاستشهاد  ،  وقد  بلّغ  اهل بيته واصحابه بهذه النتيجة، وسمح لمن يريد ان يسلم بحياته، بتركه والعودة الى بيته  لكن اهل بيته واصحابه رفضوا الّا الموت معه لنيل درجة الشهادة مع الامام ،اذن الحسين لم يخرج محاربا بل فرضت عليه الحرب،وكان بين خيار الحرب والاستشهاد بشرف وشهامة نصرة للدين ورفضا للظلم ، او بين الذلة والخنوع ، وطبيعي ان يختار الامام طريق الشهادة ، وبذلك بقي خالدا ورمزا  لكل  ثائر في العالم  ، فالحسين الثائر خرج بعنوان  الامر  بالمعروف والنهي  عن المنكر ،  وهو عنوان عام  يشترك  فيه  جميع المسلمين ، وخرج  بعنوان خاص هو كونه  اماما  معصوما ، ومن  مسؤوليته  تعديل المسار ومنع الانحراف تحت لافتة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،  لكن فرض على  الامام  القتال  فقاتل حتى  استشهد ، لان الاستسلام في هكذا موقف يعني القبول بالظلم والتأسيس لذلك ، من هذا يظهر ان ثورة الامام الحسين ( ع )  ،  ونهضته هي استمرار لنهج الثورة في التأريخ، ثورة التزام خط الله تعالى ، وخط الخير والاصلاح وبناء الانسان ، بوجه خط الظلم والجور والفساد والانحراف ، من عهد آدم  الى عهد محمد (ص) ، وخليفته في خط الثورة علي بن ابي طالب (ع) ، لذا نرى زيارة وارث تجسد هذا المسار في نهج الثورة ، عندما نخاطب الحسين (ع) في هذه الزيارة :
               السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله
               السلام عليك يا وارث نوح نبي الله
               السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله
               السلام عليك يا وارث موسى كليم الله
               السلام عليك يا وارث عيسى روح الله
               السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله
               السلام عليك يا وارث علي ولي الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/01



كتابة تعليق لموضوع : احاديث عن الثورة والشعائر الحسينية (5)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net