بولص يعتبر السيد المسيح ليس نزيها في صومه
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

عجبي لا يزول من أمة النصارى التي تتعبد بدين بولص وإنجيله مع انهم يقرأون نصوص كثيرة جدا يقوم فيها بولص بإهانة السيد المسيح ويعتبره ليس نزيها ويقوم بالتشنيع عليه لأنه تعرض للتجربة من قبل الشيطان وصام أربعين يوما فصيامه كان بأمر من إبليس وليس من الله.
بولص قرأ في الاناجيل بأن الشيطان اخذ السيد المسيح إلى الصحراء حيث لا ماء ولا طعام ليُجرّبهُ فصام المسيح أربعين يوما لا يأكل ولا يشرب. حيث تقول الاناجيل : (ثم أصعد يسوع إلى البرية ليجرب من إبليس. فبعد ما صام أربعين نهارا وأربعين ليلة، جاع أخيرا.) (1) فأعتبر بولص أن السيد المسيح بإذعانه لإبليس وصومه اعتبره غير نزيه حيث نقرأ ذلك في قوله : (لكي تتفرغوا للصوم والصلاة، لكي لا يجربكم الشيطان لسبب عدم نزاهتكم).(2) فاعتبر بولص أن الصوم وسيلة من وسائل الشيطان للايقاع بالناس.
صحيح ان النص في أساسه محاولة منع الناس من الزواج كما يقول : (فحسن للرجل أن لا يمس امرأة ... لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا). اي عزاب غير متزوجين لان بولص مات عازبا في محاولة للتشبه بالمسيح. ولكن بولص كعادته في استغلال النصوص لتشويه صورة المسيح والمسيحية حشر جملة صيام المسيح بأمر الشيطان. وهذا الفصل كله عمد فيه بولص إلى الغاء الكثير من تشريعات السيد المسيح ومنها الختان أيضا.
والغريب أن امة المسيحية كلها تعرف أن كلام بولص هنا ليس وحيا وهو يعترف بذلك حيث يقول : (ولكن أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر). يعني حسب رأيه الشخصي ان صيام السيد المسيح هو نموذج لعدم النزاهة في استجابته للشيطان ومن هنا نرى القديس أغسطينوس يقول : ( قول بولص ليس وصية إلهية بل على سبيل الاذن الشخصي).
ولكن كيف فات على امة النصارى أن بولص يقول : (كل الكتاب هو موحى به من الله).(3) فهو يقول بأن كل ما يقوله وحي من الله. فلا ندري من الذي نُصدقهُ هل نُصدق القديس أغسطينوس الذي يقول بأن كلام بولص ليس وحيا بل رأيا شخصيا . أم نصدق بولص الذي يقول بأن الكتاب كله موحى به من الله.
المصادر :
1- إنجيل متى 4: 1
2- رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5 .
3- رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat