الجولاني، ام الشرع، أم أبن ابيه!؟
حسين فرحان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسين فرحان

ارتدى زيا رسميا، وأطلق العنان لخطاب تحرري حاول فيه مزاحمة الخطابات التحررية لمشاهير قادة الانقلابات والثورات في العالم، لكنه نسي او تناسى أن سوريا من أكثر الأماكن في العالم غير المناسبة لوجوده في أعلى هرم السلطة؛ حيث ينبغي أن يكون هناك شخص آخر لا يشبه الأسد ولا يشبه البغدادي.
حاول (الجولاني) السلفي، المتطرف، الفوضوي أن يظهر باسم (الشرع) المدني، الدستوري، النظامي في تطبع كاذب غلبه الطبع بمجرد اعتلاء منصات الحكم الرسمية.. فالرجل غير قادر على اقناع نفسه بأنه ليس ذلك السلفي المتطرف وأنه لا ينتمي لفكر دموي يؤمن بسفك الدماء، وإن استطاع أن يظهر خلاف ذلك لأيام أو أشهر فأنه لن يستطيع المواصلة دون أن يبدي ما أضمر وذلك؛ "في فَلَتَاتِ لِسانِهِ، وصَفَحاتِ وَجْهِهِ"..
ولو سلمنا - جدلا- بأنه قد عقد العزم على اخفاء وجه الذئب ما أمكن له ذلك، فإنه سيعجز عن السيطرة على اتباعه وأشباهه من قادة ومسلحين في الفصائل التي صارت تأتمر بإرادته.. فهؤلاء لم يوقعوا على صكوك و تعهدات سياسية على طاولات الدول التي أتت به، ولا يمكن للكبار منهم قبل الصغار ضبط إيقاعهم الطائفي بطريقة أو أخرى، فهم وبمجرد تواجدهم في أماكن يقدسها خصومهم تنطلق ألسنتهم - وبلا وعي منهم- بذلك الخطاب الطائفي الثأري، وتظهر عليهم بوادر الانفعال والتشنج بحيث لا يتركون شيئا الا دنسوه بالقول والفعل، و ما تم بثه من مقاطع في مواقع التواصل كاف لبيان هذه الحقيقة.
وهؤلاء - وبمجرد مواجهتهم لخصومهم- سيفقدون السيطرة على أنفسهم فيطلقون العنان للصراخ الحاقد والتشفي، ويطلقون العنان للرصاص وهو يخترق الجماجم و للسكاكين وهي تحز الرقاب، و لدويلة (ابن أبيه) أن تقول للعالم: نحن عاجزون عن منع إظهار حقيقة كوننا نعشق الدماء.. وهذا أيضا تم توثيقه ونشره بهواتف صبيتهم الذين انتابتهم (هستيريا) القتل والتمثيل بالجثث..
(الجولاني) وعلى هذا النحو لن يستمر طويلا، فالرجل جاء لمهام محددة زمنيا من قبل قوى الاستكبار العالمي للقضاء - بحجة التحرر- على أكبر عدد ممكن من الناس الذين كانوا في يوم ما سببا في سلب الكيان الغاصب بعضا من أمنه.. و جاء وقد أضيء له الضوء الاخضر في دولة اغلقت حدودها أمام العالم ليقتل ويقتل ويقتل دون أن يعلم احد او يكترث، فان ذلك بنظر المطبعين شأن داخلي، وبنظر المتطرفين نصر أموي، وبنظر الرافضين له أمر لا حول لهم في رده ولا قوة ولا حيلة.. وبنظر العالم غير المعني مجرد مادة إعلامية تنقل حدثا من الأحداث اليومية التي امتهنت نقلها وسائل الاعلام ضمن نشراتها.
لا شيء يلوح في الأفق القريب لمنع (ابن أبيه) من إزهاق المزيد من الأرواح، ولربما ستكون المقاطع المتداولة سببا لحراك إنساني على مستوى منظمات عالمية تعنى بحقوق الإنسان.. وربما سيكون هناك حراك جماهيري يترجم على هيئة تظاهرات واحتجاجات في بعض عواصم العالم..
ربما سنشهد اصدار بيانات استنكار ودعوات لوقف جرائم هؤلاء بطريقة من قبل مؤسسات عالمية ومنظمات، وقد نشهد انعقاد بعض القمم على مستويات معينة، والى ذلك الحين سيحاول الجولاني تحقيق أكبر قدر ممكن من التصفيات الجسدية بذريعة (الانقلاب على شرعيته)، أو (زعزعة السلم الأهلي)، أو (تحركات أزلام النظام الساقط)، وغيرها من مبررات يوهم بها العالم بأنه يتصدى لها وفق ما منح من سلطات يحفظ بها أمن دولته، وهي طريقة خبيثة تجعل الكثير من الدول تصرح بأن القضية (شأن داخلي) وان اهل مكة أدرى بشعابها.
في وسط هذه الفوضى العارمة، ومن بين هذا الركام ومع بدء الأحداث التي أدت الى هروب بشار؛ خرج البعض من الأقلية الشيعية الى لبنان - بحكم قربها الجغرافي- ليجدوا أنفسهم في بلد أقل ما يقال في شأنه أنه بلد منهك حيث طالته يد الحرب والحصار والتجاذبات السياسية ونالت منه تراكمات ماضيه السياسي، وما أحدثته المواجهة الأخيرة مع الكيان الغاصب من تهجير ودمار وذهاب أنفس.
لم يكن لنا أن نعرف الواقع الذي تعيشه العوائل الشيعية السورية النازحة الى لبنان بنحو دقيق الا ما يطرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الاخبار التي تتناول حال النازحين بشكل عام وهم يعانون في لبنان من وضع سيء للغاية.
قبل أيام اتصل أحد الاخوة من المهتمين بهذا الشأن بصديق له - من هؤلاء النازحين- ليتعرف على حالهم في لبنان بعد خروجهم من سوريا.. وكان لديه مجموعة تساؤلات حول وضعهم العام.. اتفقا على أن تطرح الواحدة تلو الأخرى ويجاب عنها بالترتيب؛ لبيان ما يتعرض له اولئك الشيعة من ظروف قاهرة.. فكانت هذه الحوارية التي سيختتم بها المقال، و قد جرت على هذا النحو:
١- اين يستقر شيعة سوريا الآن في الاراضي اللبنانية؟
بكل مناطق لبنان.
٢- كم يبلغ عددهم التقريبي؟
لايتجاوز 5% من إجمالي شيعة سوريا او اقل، يوجد إحصاء في كل قرية من القرى.
٣- ما طبيعة المساكن التي يشغلونها؟
لابأس بها ولكن الاجار مرتفع جدا ، والكهرباء والماء.
٤- هل بقي منهم احد في سوريا وماهو وضعهم مع الواقع الجديد؟
بالتأكيد طبعا العدد الذي دخل لبنان قليل جدا لان الحدود اغلقت في وجه السوريين كل الحدود ، ينتظرون القتل والتشريد والملاحقة.
٥- ما هو حال الموظفين؟
لايوجد عمل هنا للسوريين .
٦- هل تفكر هذه العوائل بالعودة الى ديارها؟
نعم بالطبع عندما يشعر الانسان بالذل فبلده أولى به مهما كانت خطورة الموضوع ، فهو اشبه بأن يلقي بنفسه في التهلكة والتي نهى عنها الباري عز وجل ولكن لاسبيل لحياة كريمة، لاتوجد جهات تتبنى الوقوف إلى جانبنا.
٧- شيعة سوريا عموما كم يشكلون من الواقع السكاني السوري؟
أقلية، لايمكنني تحديد نسبة.
وفي اي المدن السورية كانوا يتمركزون؟
في الشام بثلاث مناطق ، وفي المحافظات يوجد عدد لا بأس به في أرياف حلب وحمص.
٨- كيف تصرفت سلطات الجولاني مع مناطقهم المهجورة وممتلكاتهم من اراض ومحلات ومساكن ومصالح اخرى؟
سرقة نهب سطو مسلح.
٩- ما نوع المساعدة التي تقترحونها لتقدم لكم بحكم تعايشكم مع الوضع بشكل عام بحيث ترفع عنكم هذا العناء وتوفر شيئا من الاستقرار المادي والمعنوي؟
توفير عمل يليق ويحفظ كرامة كل فرد ، إلغاء اجرة البيوت والكهرباء والتكاليف فلا أحد يمكنه تحمل عبء بهذا الشكل ، قبول الطلاب بالمدارس بشكل مجاني فبلدنا تستقبلهم بأفضل الجامعات.
١٠- ما مدى تقبل الشعب اللبناني لتواجدكم بينهم مع ما يمرون به من ضائقة ومشاكل سياسية واقتصادية؟
أولى بهم ان يتقبلونا إنسانيا ثم إجتماعيا وبعد ذلك حديث آخر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat