بين المكاسب والعواقب
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن القياس أو المقارنة ما بين المكاسب والعواقب موجود تارة، ومفقود تارة أخرى، فليس مؤكداً أو شرطاً وجودهما معاً جمعاً أو تضاداً.
لكن هناك مسألة مهمة يمكن ملاحظتها فيهما معاً وفي قياس الوجود والعدم؛ أنه وفي موضوع (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؛ ان هذا الموضوع مهم في حياة الإنسان، والذي قد يتأطر بأطر كـ(حقوق الإنسان).
وفي كلام أكثر وضوحاً: إن من لم يحصل المكاسب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يأمن العواقب من تركه لهما.
هنا ومن وحي هذه الأيام الحسينية العظيمة سنختار مثالاً واضحاً جلياً تجلت فيه النظرة البعيدة للإمام الحسين عليه السلام، ووعيه، وحكمته.
إن الإمام الحسين عليه السلام وفي سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد صدح بذلك في المدينة المنورة لكي يحث الناس عليه، وليجد انصاراً له في هذا الأمر الإلهي الذي يشمل الجميع، ولا يختص به وحده فقط.
إلا ان أهل المدينة المنورة ـ عموماً ـ لم يستجيبوا له، ولم يخرجوا معه، ولم تكن لهم وقفة عزة وكرامة من مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم لم يسعوا لمكاسب هذا الأمر، المكاسب الإلهية، ألا وهي الرضا الإلهي والعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فهل أمنوا العواقب؟
ثم أنه عليه السلام قد خرج صوب مكة، وقد صدح كذلك بقضيته في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك كان الأمر، إذ لم يستجب له أحد، فترك أهل مكة ومن كانوا فيها تحصيل مكاسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمع فعلهم ذلك هل أمنوا العواقب؟
إن الوقائع التاريخية، وكتب التاريخ، تؤكد لنا بأن أهل المدينة المنورة، وأهل مكة المكرمة، لم يحصلوا المكاسب، ولم يخرجوا في سبيل الله تعالى، وبالتالي لم يأمنوا العواقب.
فالمدينة المنورة وفي وقعة الحرة ـ كمثال جلي ـ قد استبيحت ثلاثة أيام، وان البيوت التي لم تستباح كانت بيوت آل أمية، وبيوت آل النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه.
وكذلك الحال بالنسبة لمكة المكرمة وما فعلت بها الجيوش الأموية من استباحة وضرب بالمجانيق.
إذن وفي مسألة الأمر بالمعروف، والإصلاح الحقيقي؛ من لم يحصل المكاسب لن يأمن العواقب.
درس لا بدّ ان نستفيده من سيرة الإمام الحسين عليه السلام في هذه الأيام الحسينية المباركة والخالدة، وألا فالموضوع أوسع، لكن خير الكلام ما قل ودل، والحمد لله رب العالمين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat