فكرة المساجد المعرفية
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يصف الدكتور علي شريعتي المسجد الإسلامي في كتاب ( معرفة الإسلام ) بأنه يمثل ( معبد المسيح ) و ( اكاديمية افلاطون ) و ( مجلس أعيان روما ) ، مستنداً في ذلك على ما كان يمثله المسجد أيام النبي ص وآله في حياة الأمة ، حيث كان معبداً ومدرسة وبرلمانا ..
لم يُشرَّع المسجد في الإسلام الاّ ليكون حجر أساس الحواضر الاسلامية ومركز قيادتها ورعايتها ومحو أمّيتها والارتقاء بها روحياً وثقافياً وعلمياً ..
فمن أولى خطوات اصلاح المجتمع بصفته الاسلامية ، واستبدال النظرة السيئة على الإسلام من قبل الآخرين هو إعادة دور المسجد في حياة الأمة وإعطاءه المركز الحقيقي الذي فقده منذ عقود طويلة مضت ..
خلو المساجد من روّادها وتعطيل نشاطها - الّا ما ندر - دليل تخلّف أهلها اسلامياً وتراجعهم روحياً وخمولهم عن رسالتهم الحقيقية وتقاعسهم عن أهدافهم التي أرادها الله لهم ..
طالما كانت المساجد عبارة عن غرف عمليات الثورات ومصدر إلهام القيادات ودور تعبئة وتحشيد الإنتفاضات ، راجع ارهاصات الثورة الاسلامية في ايران وأهم اسباب انتصارها وتوطيد اقدامها وتجذيرها في روح وعقل الشعب الايراني فستجد أن المسجد على رأس تلك الاسباب ، ففي كلمة للسيد الخميني ( قدس سره ) يحذر فيها من فصل الثورة عن المسجد يقول فيها : "لا تخافوا طائرات العدو ، بل خافوا خلو المساجد" .
نحن نتكلم عن مساجد الفكر والوعي ، مساجد النور والحركة الرسالية ، تلك المساجد التي بارك الله حولها لتكون معراجاً لأمتها نحو سموها ومجدها وعزتها ..
وانتهز الفرصة هنا لقدح فكرة المساجد المعرفية على غرار المدن المعرفة التي بدأت بعض المدن تطبيقها ، فكرة هذه المساجد هي تسخير الامكانيات المعرفية العصرية والتي انبثقت ثورتها مع الثورة التقنية والتكنولوجية التي نشهدها في ايامنا هذه لأداء دور المسجد في الأمة واداء نشاطاته على النحو الواسع ، فالمسجد المعرفي لا يقتصر على منطقته ومدينته بل يمكن ان يصل نوره الى اوسع مساحة ممكنة ، والمسجد المعرفي لا تحدّه حدوده العقارية وانما يستطيع ان يجعل من الكرة الارضية كلها ملحقاً لقاعة صلاته ورفوفاً اضافية لمكتبته وحلقة كبيرة لدرسه ، فهو مسجدٌ لمن لا مسجد له ، وإمامه إمامٌ لمن لا إمام له .. ويمكننا ان نطور الفكرة اكثر فاكثر لاحقاً لأننا هنا نريد أن نثيرها فقط ، ففي المسجد إمكانية أن تُلق به مؤسسات ذات عوائد مالية مثلاً وغيرها ..
قال تعالى ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ .. ) .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat