صفحة الكاتب : محمد السمناوي

نشأة التطرف في الفكر الإنساني والديني
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل الوقوف على أهم المستندات التاريخيّة في النواة الأُولى لفكرة التطرف في العصور الماضيّة، ينبغي الإشارة إلى كون مصطلح ( التطرف) هو من المفاهيم التي دار عليها الجدال ولا يزال قائماً في تحديد معناه والإتفاق حوله، وهو من المفاهيم التي يصعب الإتفاق على تحديد معناها وتدقيقها، كما يصعب إطلاق تعميمات بشأنها، وذلك راجع لإختلاف الحكم من مجتمع لآخر، وفقاً لنسق القيم السائدة في كل مجتمع، فلربما نجد سلوكاً من السلوكيات في مجتمع ما يعتبر( تطرفاً) في حين نجد السلوك نفسه في مجتمع آخر لا يعتبر تطرفاً(1). 

ولذا من الناحيّة العلميّة لا بد من بحث عدة أمور مرتبطة بدءً من المفاهيم اللغويّة والإصطلاحيّة، وأسباب التطرف، وتاريخيّة التطرف من بداية الخليقة وحتى ظهور مصطلح الأُصولية الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
 1ـ مفهوم التطرف
 التطرف لغة: مشتق من الطرف أي الناحيّة أو منتهى الشيء، وطرف الطاء والراء والفاء أصلان فالأول يدل على حد الشيء وحرفه، والثاني يدل على حركة في بعض الأعضاء(2) ، وتطرف أتى الطرف وجاوز حد الإعتدال ولم يتوسط، وتطرفت الشمس دنت للغروب(3)، وأصل الكلمة الحسيّات، ثم استخدمت في المعنويات كالتطرف الفكري، وفي الحقيقة هو مصطلح صحفي ولم يرد هذا اللفظ بهذا الإصطلاح لا في الكتاب ولا في السنة(4)، والتطرف بمعناه الإصطلاحي يعني: ( البُعد عن حد الإعتدال، وفي مدلوله تعبير عن تجاوز الأطر الفكريّة أو المعايير السلوكيّة المقبولة في المجتمع، وثورة على الواقع إن لم يكن ذلك الواقع ممكناً أو كافياً، أو الهروب من ذلك الواقع إذا كانت الثورة مستحيلة)(5). 

 ثمة تباين كبير بين الإتجاهات العقديّة والدينيّة المختلفة في تحديد مفهوم التطرف؛ ومع وجوده لا يمنع من إيجاد صيغة عادلة، تكون قاسماً مشتركاً بين الناس، لتحول دون تعويم الظاهرة؛ لأن أمر التطرف قد تعاظم، وتعددت مدارسه، فاستغل البعض تعويم هذه الظاهرة، فجعلوها تصب في مصالحهم وأهدافهم، حتى عظم شانهم، فأصبح من آثار ذلك ما يسمى بلغة اليوم ( الإرهاب) الذي أوجد إجماعاً دوليّاً على حربه، مع اختلاف وتنازع دول العالم في قضايا أخرى كثيرة(6). 

 ربما يقصد بكلمة التطرف اللطم باليد فيقال طرفه طرفاً، أي لطمه بيده، ويقال أيضّاً تطرفت الناقة وناءت بنفسها، بمعنى أنها اتخذت أطراف المرعى مكاناً لها ولم تختلط ببقية النوق(7)، ويقال أيضّاً تطرف فلان بمعنى أنه لازم الطرف في مسألة ما، بمعنى أنه جاوز فيها الإعتدال، وقد تعني كلمة التطرف البعد عن حلول الوسط، وأن يقبع الإنسان أو يتخذ مكاناً يقع في أقصى أطراف المواقع، أو يلزم نفسه في مكان يقع في الطرف البعيد ولا يتزحزح عنه، وهذا يعني البعد عن الوسط، وعندما يقال الطرفان المتعاندان، يقصد بذلك الأطراف البعيدة عن بعضها، والتي قد يوجد وسط لها عن التنزل المتساهل وقد لا يوجد لها وسط عن التطرف المتشدد، الذي كان قد وطد العزم على عدم الجمع بين الأضداد المتغايرة والمتباعدة، وهذا يعني شدة التعنت والإلتزام المفرط باتخاذ جانب واحد وعدم التزحزح أو البوح في عملية التزحزح عنه(8). 

 وبالتالي مهما كان فإن هناك غموض في مدلول تعريف مفردة التطرف في المعاجم العربيّة، ومهما ذكر في تعريفها فهو نذرٌ قليلٌ جداً كما هو واضح عند مراجعة تلك القواميس والمعاجم اللغويّة، وهي لا تعطي صورة واضحة عن مدلول التطرف بالأبعاد والإيحاءات التي تحملها هذه الكلمة في الوقت الحاضر... كما ان القواميس الفرنسيّة والألمانيّة والإيطاليّة تعرف التطرف بالإفراط على حين تعرفه القواميس الإنكليزيّة التطرف Extremism بأنه عنف الوسائل المتبناة(9). 

 2ـ تاريخيّة التطرف في عمق الماضي: 

 يمكن الإشارة هنا إلى أهم الصور والمشاهد لمظاهر التطرف والإبتعاد عن الإعتدال ومجانبته على نحو الإجمال والإختصار هو: 

 1ـ تطرف إبليس 

 لعل أول من تطرف من الموجودات هو هذا المخلوق الذي كان من الجن ولكنه اتصف بصفات الملائكة وهو إبليس حينما إبتعد وجانب الأمر الإلهي وفسق عن طاعة الله في الإمتثال للسجود لآدم حيث قال تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )(10)، وقد أشار غير واحد من الباحثين أن أول المخلوقات تطرفاً هو إبليس حيث إنحرف عن المسار الحق الذي أمره الله تعالى به(11)، بل قيل أن هناك مخلوقات قبل إبليس أيضاً تطرفت وانحرفت عن الأوامر الإلهية، وهذا مما جعل الكثير من المفسرين بالذهاب إلى وجود مخلوقات أُخرى سابقة لآدمنا هذا(12)، ولذا جاء هذا التسائل من الملائكة كما قال تعالى: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)(12)، كما يوجد الكثير من التصرفات المتطرفة التي يمارسها الشيطان في تأثيراته ووساوسه على بني البشر، وقد صنفها أحد الحفاظ المتقدمين(13). 

 2ـ تطرف قابيل 

 ومن هنا يمكن الإقتراب من تصوير مظاهر التطرف في الفكر الإنساني، وحياة الأُمم والقرون السابقة من خلال الأفعال والعادات وطرائق التفكير، فمثلاً الوقوف على ظاهرة العنف والقتل في التاريخي الإنساني يجده الباحث بشكل واضح في صفحات العهد القديم(14) التي ذكرت قصة أول عمليّة تطرف وتشاجر وابتعاد عن الإعتدال والإنصاف كما في قصة تطرف قابيل حينما قتل أخاه هابيل، وهذا ما يمكن تسميته ببذور فكرة التطرف في الفكر الإنساني(15)، ثم توالت انتشرت هذه الفكرة ـ عند من أبتعد عن خط الأنبياء ولم يتسم بالأعتدال ـ كما في الحضارات الإنسانيّة من بعد طوفان نوح أي في الحضارة السومريّة(6000ق.م)، والمصريّة (5500ق.م) رجوعاً للحضارة الآكاديّة(2200ـ 2400ق.م) والبابليّة والآشوريّة(1763ق.م)، ومثلها الحضارات المتأخرة كاليونانيّة والرومانيّة وغيرها. 
3ـ إبراهيم ومحاربته للتطرف 

 أجمع أكثر المؤرخين أن موطن ولادة نبي الله إبراهيم كان في العراق في منطقة تدعى أور الكلدانيّة في جنوب العراق، وذهب أخرون إلى تحديد مدينة كيش(16)، وقد واجه هذا النبي جميع مظاهر التطرف على الصعيدين السياسي والإجتماعي، وكان يدعو السلطة الحاكمة المتمثلة بنمرود والمجتمع الشعب البابلي إلى الإعتدال ونبذ التطرف والإبتعاد عن جميع مظاهر العنف والقسوة، والقبول بخيار الحوار والمحاكمة العقليّة للعادات والتقاليد والسلوكيات المنتشرة في عصره، بالحجج والبراهين العقليّة بكل ما أُوتي من علم وإيمان وقوة بيان وانصاف، فكانت نتيجة تطرفهم وعدم قبولهم لدعوته وحكموا عليه بالقتل والتصفية والإلغاء قال تعالى: (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ)(17)، وقال تعالى: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ)(18)، لكن الله تعالى قد انجاه من تطرفهم هذا، وتحقيق هدفهم، فكانت تلك النيران التي أُلقيَّ فيها تحولت إلى برد وسلام، قال تعالى: ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)(19)، وهكذا الأنبياء جميعاً قد عانوا من ظاهرة التطرف وقد قتل الكثير منهم وشرد آخرون. 

 4ـ التطرف في الفكر اليهودي والأصوليّة المسيحيّة الغربيّة 

 يتفق مؤرخو الفكر عادة على أن أوروبا الحديثة بكل قيمها ومؤسساتها وتسامحها الديني وحرياتها الديمقراطيّة تعود إلى عصر التنوير الذي يسميه بعضهم( القرن العظيم) ففي ذلك العصر قد أندلعت أشرس المعارك الأساسيّة التي أدت إلى حصول الطلاق أو القطيعة النهائيّة بين أوروبا الحديثة وأوروبا القديمة، بين التجديد والتراث، بين العقل العملي والعقل اللاهوتي المسيحي(20). 

 قبل أن يسلط الضوء على التطرف في الفكر الديني الغربي ينبغي أن تشخص المراحل والمسارات التي تم تقسيمها، فلقد تم تشخيص الفكر الديني الغربي في هذه مراحل ثلاث مشهورة (القديم، والوسيط، الحديث)، وهذا ما يحتاج إلى بحث مفصل لا تسعه هذه المقالة التي كتبت بطابع الإجمال والإختصار. 

 إن الشرق القديم حضارات مستقلة بذاتها، والحضارة الإسلاميّة بالرغم من تأثرها بالحضارة اليونانيّة وأثرها في الحضارة الأوروبيّة إلاَّ أن لها فترات المتميزة وحضارتها المستقلة، وانقسم الوسيط على مرحلتين، عصر آباء الكنيسة من القرن الأول حتى القرن السابع والعصر المدرسي من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر، وانقسم العصر الحديث إلى خمسة مراحل: الإصلاح الديني وعصر النهضة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، والعقلانيّة والتجريبيّة في القرن السابع عشر، والتنوير في القرن الثامن عشر، والمثاليّة والوضعيّة في القرن التاسع عشر، والوجوديّة والبرجماتيّة في النصف الأول من القرن العشرين، والعلوم الإنسانيّة خاصة اللسانيات والأنثروبولجيا في النصف الثاني من القرن العشرين(21). 

 إن تعبير ( أصوليّة) مثير للجدل(22)، في الفضاء الإعلامي المقروء والمسموع والمرئي، وغالباً ما تستخدمها هذه القنوات بالمعنى السلبي، بينما هي كلمة إيجابيّة ولها أشتقاق لغوي من الجذر الثلاثي ( أ ص ل) وهي أصل الشيء وصورته الأوليّة وجوهره النقي المبني على رؤية تتخذ من الأصل مرجعاً أساسياً ومثالاً، سواء كان هذا الأصل متعلقاً بأمر سياسي أم اجتماعي أم ديني(23). 

 إن تاريخ اليهود حافل بالتطرف والإضطهاد لمختلف الدول والشعوب والأديان، وقد عانت المسيحية أشد أنواع التطرف من جهة الفكر اليهودي الأصولي(24)، كما الممارسات الأصوليّة المسيحية في الحروب الصليبيّة كانت من أبرز مصاديق التطرف في الفكر الديني المسيحي الغربي، فقد عكس التطرف هذا الحروب الوحشيّة البدائيّة، فالعنف والتطرف الجماعي الذي ارتكب لا يصدق، وتعد من أسوأ الجرائم المروعة والفظائع في الحروب الصليبيّة التي حدثت في العصور المظلمة(25). 

 ومن الأفكار التي انطوى عليها مذهب شيشرون ان الشريعة لا تستقيم في المدينة الإنسانيّة إلا إذا تحقق الوئام والوئام مفهوم سياسي يحمله شيشرون على معنى التوسط والفطن والتوازن الدقيق بين الإمتيازات والمنافع في مجرى الإجتماع الإنساني .... وليس يخفى على أحد أن أغلب هذه التصورات التي أنشاها شيشرون اعتمدها الفكر السياسي في الغرب المسيحي والغرب العلماني، فها هوذا أو غسطينس على سبيل المثال يدخل مقولة الوئام في تصوره للعلاقة الناشئة بين مدينة الأرض ومدينة السماء، وها هوذا المذهب الإنساني في زمن النهضة الأوروبيّة وعصر الحداثة الأول يتبنى مقولة العقل الكوني الأسمى الضامن للشريعة في بناء المدينة الإنسانيّة، واقتداء بنهج المذهب الإنساني نهضت الثورة الفرنسيّة تشيد صرح الإجتماع الإنساني وترسخ دعائم الجمهوريّة المتحررة المتساوية المتآخية(26). 

 من الأشياء الطبيعيّة هو تأثير الحياة السياسيّة بمظاهر عصر النهضة حيث ان العقول بسبب هذه الحركة تنورت الى ماهو أسمى من النظام المتبقي عن العصور الوسطى.... ولذا نجد أن عدداً من الدول نجحت في اقامة دولة قوميّة حديثة ومنها انجلترا وفرنسا واسبانيا وقد دعم عصر النهضة هذا الإتجاه واستغلت هذه الدولة الطبقة الجديدة( البرجوازيّة) التي نشأت معها، وهي تلك الطبقة التي نمت مع التجارة في تدعيم حكومات هذه الأمم ومما يساعد هذه الدولة على ذلك تصدع الإمبراطوريّة والكنيسة اللتين استمرتا طول العصور الوسطى تتلاعبان بخيوط الحياة في أوروبا حتى ضعفتا وافسحا المجال لظهور الدولة القوميّة....فقد اندرثت بعض النظريات السياسيّة التي كانت سائدة في العصور الوسطى، ومن ذلك النظريّة القائلة بان الكنيسة لها الهيمنة على الحياة الروحيّة الدينيّة، في حين يحكم الإمبراطور في الأرض بتفويض من الله، وليس لأي شخص ان يحاسب الأمبراطور حيث انه يستمد سلطاته من الله وظهرت نظريات جديدة تناسب العصر ومنها النظريّة التي تؤمن بان للملك الحق في استخدام كافة الوسائل التي يراها مناسبة لنمو ورقي الأُمة(27). 

 عندما كان الفكر المتطرف أو الإرهاب الأُصولي يلاحق العلماء والفلاسفة في شتى انحاء أوروبا، كان الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1596 ــ 1650) يعيش متخفياً عن الأنظار، وكان عنده من الأسباب ما يبرر خوفه من رجال الدين المتطرفين في تلك الحقبة، فمن لم يسمع باسم ديكارت؛ أليس هو مؤسس العقلانيّة إلى درجة أنها اختلطت به تماماً؟ فعندما نقول عن شيء ما بأنه ديكارتي فهذا يعني أنه عقلاني، وعندما نقول بأن الفرنسيين ديكارتيون فإن ذلك يعني أنهم عقلانيون بكل بساطة، فقد أثّر هذا الفيلسوف على شعب بأسره وطبعه بطابعه إلى حد أننا لم نعد نستطيع التمييز بين الشعب والشخص، لقد كان أمة وحده، وحتى تنظيم الشوارع والساحات العامة في فرنسا العامة يحمل سمات المنهجيّة الديكارتيّة من حيث الوضوح والدقة، ولكن من يعرف أن ديكارت كان يخشى التطرف ورجال الدين إلى أقصى حد، وأنه عاش طوال حياته تقريباً وهو يتحاشر سيفهم المسلط فوق رأسه؟ نقول ذلك على الرغم من كل الإحتياطات التي اتخذها واساليب التقية التي أتبعها لكي ينجو من شرهم، ولهذا غادر بلاده فرنسا التي كانت ممتلئة بالأصوليين المتعصبين على المذهب الكاثوليكي، وذهب للعيش في بلد بروتستانتي أكر حرية أو ليبراليّة هو: هولندا، وحتى هناك كان يغير منزله بين أونة وأخرى متوارياً عن الأنظار ويفكر بحريّة بعيداً عن المتطرفين(28). 

 3ـ أسباب التطرف 

 على الرغم من أن التطرف في الفكر يعد ظاهرة قديمة قدم الإنسانية، وهي ظاهرة عالميّة لا ترتبط بفئة معينة أو بدولة بذاتها، بل تشمل جميع الدول والمجتمعات الإنسانيّة، وتشمل أيضّاً جميع الأديان السماوية: اليهوديّة(29) والمسيحيّة والإسلام، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هذه الظاهرة لم تنشأ صدفة، بل إن لهذه الظاهرة أسباباً عديدة أسهمت في تفاقمها بين العديد من فئات المجتمع عامة وفئة الشباب بصورة خاصة(30). 

 مشكلة التطرف الآخذة بالإتساع في المنطقة والعالم، باتت تُعدّ، في الآونة الأخيرة من أكثر القضايا التي تثير اهتمام النخب الفكريّة والثقافيّة والسياسيّة التي تحاول فهم الظاهرة ووضع وسائل مناسبة معها(31)، ومن المؤكد أن التطرف لم ينشأ جزافاً، وإنما له أسباب ودواعيه المتعددة، ومعرفة السبب غاية في الأهميّة ليمكن على أساسه معرفة تحدد نوع العلاج، فقد يكون السبب عوامل خالصة تكمن في العقل الباطن اللاشعور كما يحدث في شخصيّة المتطرف الذي ينشأ في ظروف غير طبيعيّة تترك في نفسيته عقداً نفسيّة مزمنة(32). 

 فيما يلي بيان لأهم الأسباب التي تُغذي ظاهرة التطرف الديني والتي يمكن تصنيفها سبعة أمور(33): 

 1ـ الأسباب الفكريّة: 

 أـ معاناة العالم الإسلامي من الإنقسامات الحادة بين تيارات فكريّة مختلفة ومن أبرزها تيارين : 

 أـ التيار العلماني الذي يتبنى بناء الحياة على أساس دنيوي مجرد عن التعاليم والقيم الدينيّة، وكذلك الإبتعاد عن العادات والتقاليد والسلوكيات الإجتماعيّة الأصيلة، وفي نظر التيار العلماني أن كل هذه الأمور تعد من العوائق في طريق التقدم والإنطلاق نحو الحضارة. 

 ب ـ التيار الديني المتطرف الذي يعارض المدنيّة الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري، فهي من جهة نظرهم فساد في الدين والأخلاق، فالحضارة تجعل الفرد يعيش لنفسه ملبياً لرغباتها متنكراً للآداب والفضيلة. 

 ب ـ غياب الوسطيّة والإعتدال عند البعض هو سبب آخر في ظهور فكرة التطرف، وجسدها على شكل سلوك اجتماعي فآخذ يرمي الآخرين بالتفريط والتهاون في تطبيق الدين، فظن الجهلة أن هؤلاء هم من يمثل الدين. 

 ج ـ الخلل في مناهج بعض الدعوات المعاصرة وعدم وضع خطة فكريّة في جعل الفرد والمجتمع يعيش المراقبة والمحاكمة لأفكاره، فالكثير من المفاهيم والتي هي أفكار بامتيار تحتاج إلى مراقبة ومحاكمة ومحاسبة وبالتالي عملية إيقافها وجعلها في سلة المنظومة القيميّة السلبيّة مما أدى إلى عجز عن تأهيل طبقة الشباب وتلبية احتياجاتهم، ولذا تم الإلتجاء إلى مشارب مختلفة من أجل سد هذا الإحتياج المُلح عندهم(34)، وهذا من الأسباب الرئيسيّة التي أدت إلى نشوء التطرف لجهة غياب الوعي والجهل وضحالة التحصيل العلمي الممتزج مع الغياب الكامل لدور أصحاب الفكر والعلم وضعف مؤسساتهم التوجيهيّة، ولعدم استقاليتها المطلقة(35). 
2ـ الأسباب العلميّة: 

 أـ الجهل بأحكام الدين، والجفاء بين العلماء وطبقة الشباب هو الذي سبب هو النوع من التطرف في بعض المجتمعات الدينيّة، وقد استغلت السياسات الخارجيّة سيما الأمريكيّة والبريطانيّة وسفارتهما في الشرق الأوسط هذا العامل، وتم صناعة ظاهرة خطيرة ـ خصوصا في العراق الذي هو المركز الإسترايجي من الناحية الجغرافيّة ـ وهي صناعة قادة من الشباب يقومون بتنفيذ المشاريع الأمريكيّة البريطانيّة، والتي على رأسها ضرب القيم المتجمعيّة والذي تجاوز الأعراف الدينيّة، وهذا ما نراه في مشروع (أيلب IYLEP )، وما بعده من المشاريع الخطيرة. 

 ب ـ التعالم والغرور بل التعالي على أصحاب العلم والتكبر عليهم وعدم اللجوء إليهم في حل مشكلاتهم الفكريّة والدينيّة هي التي سببت تطرف الكثير من الأفكار التي انتشرت في المجتمعات الإنسانيّة. 

 كما أن هناك الكثير من الأسباب والتي يمكن تصنيفها أيضاً إلى أسباب عقديّة وسياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة يمكن مراجعتها بالمصادر التي تم أدراجها في الهامش أدناه(36). 

 فمثلاً على الصعيد الإقتصادي يجد الباحث أن جل الدراسات والأبحاث المتعلقة في مسألة التطرف وأسبابه ترجع إلى عامل الفقر والبطالة حتى عند المجتمعات الغربيّة، ولذا كانت سهولة الإستقطاب والتجنيد لمصلحة شبكات الإرهاب والتطرف لوجود عامل المالي الضخم الذي تملكه تلك الشبكات المتطرفة، وبالتالي ستكون عمليّة كسب شباب فقراء وتجنيدهم، مثل الشباب الذين يعيشون في الضواحي الباريسيّة على سبيل المثال، سهلة من خلال إغرائهم بالمال والثورة، وقد أفادت التقارير الإعلاميّة بان الإندفاع نحو التطرف بجنون إنما يعود إلى فقدان الأمل في الحياة، وإلى اليأس، ولعل هذا الوضع يمثل نسخة أوروبيّة من الوضع في شمال أفريقيا وغربها، حيث الفقر والبطالة وعدد كبير من الشباب، وهذا ما يمكن دراسته في التطرف عند الفكر الغربي(37). 

 1ـ التطرف الغربي 

 ظهرت كلمة الأصوليّة(38) في الولايات المتحدة الأمريكيّة في مطلع القرن العشرين، نتيجة لعدة أسباب متنوعة أدت إلى تميز تيارات فكريّة ثلاثة في الولايات المتحدة: التيار المسيحي الأُصولي ـ التيار المسيحي الليبرالي ـ التيار العلماني .. كان من تلك الأسباب الهجرة الكبيرة للكاثوليك واليهود من اوروبا إلى الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ـ للبحث عن العمل والفرص الماليّة والإقتصاديّة، وللبحث عن الذهب ـ وما أتت به الهجرة من أفكار وثقافات مغايرة للثقافة البروتستانتيّة، كذلك كان نشر داروين لنظريّة التطور في كتابيه عام 1859، وعام 1871م، والتي غايرت ما جاء عن قصة الخلق في سفر التكوين في الكتاب المقدس، لمن يأخذونه حرفياً، ويصرون على عصمته الكليّة.. وأيضّاً كان للحرب الأهليّة في ستينيات القرن التاسع عشر تأثيرها ... حين أصبحت الخلافات بين الشمال والجنوب متعددة في المجالات الصناعيّة والإقتصاديّة والماليّة، ومسألة الرق، وبدء كفاح السود لحصول على حقوقهم، وقد صدرت في عام 1909م سلسلة كتب ( الأصول ــ شهادات الإيمان)، كشاهد ومرشد لأولئك الذين يتمسكون بعصمة الكتاب المقدس وتفسيره الحرفي، والتبشير لتنصير كل الأمريكيين، وبعد ذلك كل العالم، وتمثل تلك الكتب علامة مهمة في المد والجرز، إن لم يكن الصراع بين المسيحيين المتشددين، والمسيحيين المعتدلين أو الليبراليين، في تاريخ الولايات المتحدة، والذي بدأ مع موجات الهجرة الأولى في مطلع القرن السابع عشر، وإن زاد في نهاية القرن التاسع عشر طرف ثالث في الصراع، وهم العلمانيون(39). 

 من الفلاسفة الذين يعتبرون من زمرة أهل التطرف ديفيد ريكاردو(1772ــ1823) عالم الإقتصاد الإنجليزي ومؤسس المدرسة التقليديّة في علم الإقتصاد، كان يقول هذا المفكر إن قيمة الإنتاج تقدر بما يبذله الإنسان من جهد في إنتاج السلعة، فالإنتاج لا قيمة له، وربما حتى الإنسان، إلا إذا بذل فيه مجهوداً أكثر وأكبر، فالإنتاج لا يقدر الربح، ولكن يقدر بالجهد الذي يبذل فيه، وفي الوقت ذاته يضع قاعدة في توزيع الإنتاج تشبه تلك القاعدة التي يصفها أرسطوا بأنها قاعدة طبيعيّة لإكتساب الثورة، وقاعدة ريكاردو تقول إن الإنتاج لا يقدر بالربح ولكنه يقدر بالجهد الذي يبذل فيه، وإن خلاصة هذا الإنتاج وهي السلع المنتجة ينبغي أن توزع على أصحاب المجهود بالتساوي، وذلك نظير جهدهم(40). 

 التطرف الإيجابي ( الخيرَّ) 

 من الواضح أن التطرف ليس شراً دائماً، وقد تكون الحركات المتطرفة في بعض الأحيان خيرَّة، بل إنها قد تكون عظيمة، وعندما يتحول البشر من اللامبالاة إلى الإهتمام العميق بالمشكلات المحليّة مثل الفقر والجريمة، فإن الإستقطاب الجمعي يكون في هذه الحالة إنجازاً وليس مشكلة، ولقد كان باري جولد وتر(41): Barry Gold Water محقاً عندما قال بأن التطرف : ((عندما يكون دافعاً عن الحرية فإنه لا يكون خطيئة))(42). 

 وفي الختام أود التنبيه إلى أن هذه الأبحاث وغيرها كتبتها لأجل تقديم العون والمساعدة للإخوة الأعزاء لمن بحاجة أن يكتب اطروحة ماجستير أو دكتوراه في هذا القسم، وأسال الله تعالى أن أُوفق لتلبية حوائجهم الفكريّة والعلميّة. 

 المصادر والمراجع 

 ([1]) خواجة، محمد ياسر، التطرف الديني ومظاهره الفكريّة والسلوكيّة، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، الرباط، لا ت، ص3. 

 (2) إبن فارس، أبو الحسين احمد(المتوفى 395هـ)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مركز الإعلام الإسلامي، قم، لا ـ ط ، 1404، ج3، ص447. 

 (3) مجمع اللغة العربيّة، المعجم الوسيط، القاهرة، ط4، 2004، ص555. 

 (4) العيسوي، محمد أحمد، التطرف آفة العصر (أسبابه ـ آثاره ــ علاجه)، تقديم: احمد منصور سبالك، وابراهيم صلاح الهدد، لا ـ ط، لا ـ ت، نسخة الكترونيّة، ص19. 

 (5) ينظر: الفقي، مصطفى محمد، و سيد احمد، محمد أبو الحمد، وحجاج، إبراهيم عبد المحسن، المشكلات الإجتماعيّة المعاصرة( التحليل والمعالجة في ضوء علم الإجتماع والخدمة الإجتماعيّة)، مكتبة المتنبي، الدمام، ط1، 2018م، ص49. 

 (6) السامرائي، فاروق عبد المجيد، ظاهرة التطرف الديني في ميزان الإعتدال، دار الفتح للدراسات والنشر، ط1، 2017م، عمان، الاردن، ص19. 

 (7) ابن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم(711هـ)، لسان العرب، الناشر: نشر أدب الجوزة ، 1405هـ، لا ـ ط، ج9، ص216، وكذلك ينظر: الفيروز آبادي، (المتوفى817هـ) القاموس المحيط، ج3، ص168. 

 (8) بالروين، محمد محمد، الهبود السلوكيات المتدنية، دار النهضة العربيّة، بيروت، ط1، 2005م، ص74. 

 (9) ينظر: المبارك، راشد، التطرف خبز عالمي، دار القلم، دمشق، ط1، 2006م، ص20. 

 (10) سورة الكهف/ الآية:50. 

 (11) الريان، جميل أبو العباس زكريا، المتطرفون: نشأة التطرف الفطري وأسبابه، وآثاره، وطرق علاجه، تقديم: بهاء درويش، دار النخبة للطباعة والنشر، الجيزة، ط1، 2016، ص61. 

 (12) كما جاء في تفسير العياشي عن هشام بن سالم قال أبو عبد الله عليه السلام : (وما علم الملائكة بقولهم Pأتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء O لولا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء). إشارة إلى وجود خلق آخر قبل آدم عليه السلام. يراجع: العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي(ت320هـ)، تحقيق: هاشم الرسولي المحلاتی، المكتبة العلميّة الإسلاميّة، طهران، 91، ص29. 

 (13) سورة البقرة/ الآية:30. 

 (14) ابن الجوزي، البغدادي جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن( ت597هــ)، تلبيس إبليس، دار الفكر للطباعة والتوزيع، بيروت، ط1، 2006. 

 (15) يراجع قصة مقتل هابيل على يد قابيل في سفر التكوين، وآيات القرآن الكريم التي تحدثت عن حادثة القتل. 

 (16) بول بوشان ودني فاس، العنف في الكتاب المقدس، دراسات في الكتاب المقدس، نقله إلى العربيّة: الأب صبحي حمودي اليسوعي، دار المشرق بيروت، ط1، 2005، ص7. 

 (17) ماهر آغا، اليهوديّة فتنة التاريخ، دار الفكر، ط1، 2002، ص30. 

 (18) سورة الصافات/الآية:97. 

 (19) سورة الأنبياء/الآية:68 

 (20) سورة الأنبياء/ الآية:69. 

 (21) هاشم صالح، معارك التنويريين والأصوليين في أوربا، دار الساقي، بيروت، ط1، 2010، من المقدمة، ص7. 

 (22) ينظر: تطور الفكر الديني الغربي في الأسس والتطبيقات، حسن حنفي، معهد الدراسات الحكمية للدراسات الدينيّة والفلسفيّة، دار الهادي، بيروت، ط1، 2004، ص8. 

 (23) ذهب بعض الباحثين إلى أن الأصوليّة هي نظام عقائدي منغلق على ذاته ومسيج بالأسوار الشائكة ويعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، بهذا المعنى فإن الأصوليّة سجن أو قفص من حديد، ولكن من يعيش داخله يشعر بمتعة عظيمة وعصيبة هائلة وطمأنينة ما بعدها طمأنينة، وقد كان المذهب الكاثوليكي يعتبر نفسه دائماً الدين الوحيد الصحيح، وأما ما عداه فهرطقات ونزدقات. انتهى. وهذا من أوضح مصاديق التطرف في القرون الوسطى. ينظر: هاشم صالح، معارك التنويريين والأصوليين في أوربا، دار الساقي، بيروت، ط1، 2010، من المقدمة، ص123. 

 (24) دياب عيسى، الأصوليّة والتعصب والعنف في الإسلام والمسيحيّة، دار المشرق، بيروت، ط1، 2012، ص11ـ 14. 

 (25) ابو الروس إليا، اليهوديّة العالميّة وحربها المستمرة على المسيحيّة، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1993، ص5. 

 (26) ينظر: دياب عيسى، الأصوليّة والتعصب والعنف في الإسلام والمسيحيّة، دار المشرق، بيروت، ط1، 2012، ص162. 

 (27) عون، مشير باسيل، بين الدين والسياسة الفكر السياسي المسيحي في نبائه النظري وواقعه اللبناني، تقديم: جورج خضر، دار النهار، بيروت، ط1، 2008، ص37. 

 (28) الدليمي، محمد حمزة حسين، والرفاعي، لبنى رياض عبد المجيد، تاريخ أوروبا في عصر النهضة، دار تموز، دمشق، ط1، 2015، ص18. 

 (29) ينظر: هاشم صالح، معارك التنويريين والأصوليين في أوروبا، دار الساقي، بيروت، ط1، 2010، من المقدمة، ص129. 

 (30) يراجع مصادر التطرف في الفكر اليهودي كالعهد القديم والتلمود وتشريعاته وخصوصاً سفر يشوع وظروف نشأة الجماعات اليهوديّة المتطرفة والإتجاهات السياسيّة الدينيّة في اسرائيل. 

 (31) ينظر: الفقي، مصطفى محمد، و سيد احمد، محمد أبو الحمد، وحجاج، إبراهيم عبد المحسن، المشكلات الاجتماعيّة المعاصرة( التحليل والمعالجة في ضوء علم الإجتماع والخدمة الإجتماعيّة)، مكتبة المتنبي، الدمام، ط1، 2018م، ص54. 

 (32) الهاشمي، هشام، التطرف أسبابه وعلاجه، دار ومكتبة عدنان، بغداد، ط1، 2016م، ص41. 

 (33) رشوان، حسين عبد الحميد أحمد، الإرهاب من منظور علم الإجتماع، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندريّة، 2002م، ص29. 

 (34) السامرائي، فاروق عبد المجيد، ظاهرة التطرف الديني في ميزان الإعتدال، دار الفتح للدراسات والنشر، ط1، 2017م، عمان، الأردن، ص34، وكذلك ينظر: الفقي، مصطفى محمد، و سيد أحمد، محمد أبو الحمد، وحجاج، إبراهيم عبد المحسن، المشكلات الإجتماعيّة المعاصرة( التحليل والمعالجة في ضوء علم الإجتماع والخدمة الإجتماعيّة)، مكتبة المتنبي، الدمام، ط1، 2018م، ص55. 

 (35) جعفر، حسين، منهجية جديدة في تنميّة القدرات الفكريّة وتطوير الشخصيّة، مخطوط. 

 (36) الهاشمي، هشام، التطرف أسبابه وعلاجه، دار ومكتبة عدنان، بغداد، ط1، 2016م، ص47. 

 (37) الأرهاب والتطرف، التطرف وأسبابه وعلاجه، ظاهرة التطرف الديني، المشكلات الإجتماعيّة المعاصرة، وغيرها. 

 (38) ينظر: الزيدي، وليد كاصد، الإسلامويّة المتطرفة في أوربا دراسة حالة الجهاديين الفرنسيين في الشرق الأوسط، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، قطر، ط1، 2017، ص51. 

 (39) الأصوليّة من المصطلحات الشائعة والمنحوتة في التداول الغربي الحديث خاصة في اللغة الفرنسيّة، فهي ترجمة لكلمتين من هذه اللغة هما intégrisme وfondamentalisme، ويقصد بهما الرؤى المذهبيّة المتعصبة في الإعتقادات المسيحيّة. 

 (40) كيمبرلي بلاكر، أصول التطرف اليمين في أمريكا، ترجمة: هبة رءوف، تامر عبد الوهاب، مراجعة: هبة رءوف، مكتبة الشروق الدوليّة، والمشروع القومي للثقافة، ط1، 2005م، القاهرة، ص7. من المقدمة التي قدمها عادل المعلم. 

 (41) بالروين، محمد محمد، الهبود السلوكيات المتدنيّة، دار النهضة العربيّة، بيروت، ط1، 2005م، ص76. 

 (42) باري جولد ووتر (1909 ـ 1998) امريكي سياسي عضو في الحزب الجمهوري، ولد في فينيكس اريزونا . 

 (43) سينشتاين، كاس ر، الطريق إلى التطرف اتحاد العقول وانقسامها، ترجمة: سميحة نصر دويدار، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط1، 2014، ص225. 
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/08



كتابة تعليق لموضوع : نشأة التطرف في الفكر الإنساني والديني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net