وإن كانت التضحيات جسام لن نفرط بالنظام !!
زيد الحسن
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد الحسن

اعلنت الصومال قبل ايام التخلص من كافة ديونها للبنك الدولي ، واغلقت مكاتب البنك الدولي في مقديشو ، كل هذا بجهد وزيرها د . عبد الرحمن دعالى بيلي الذي اطلق عليه الاتحاد الافريقي لقب افضل وزير مالية مر على القارة السمراء ، اعتق رقبة الصومال من الديون الخارجية البالغة 5،4 مليار دولار ، وقد رفض التكريم وقال لم اقدم شيء استحق عليه الثناء و الطريق لايزال طويلا امام بلدنا .
فكرة اننا نريد ثورة كبرى تطيح بالعملية السياسية برمتها فكرة ليست بمصلحة العراق ابداً ، بل انها فكرة مدمرة و قاتلة ، واول ضحاياها هو الانسان البسيط و الفقراء ، نعم ان الفوضى تجلب كل ماهو سيء للبلد واول حصاد لها هو الارهاب ، فما ان تهدم اركان اي بلد تنشط فوراً الحركات الارهابية وتنشط معها الجريمة و يعم الخراب ويدوم لفترات طويلة ، ولقد شاهدنا بأم العين ماحصل بعد سقوط نظام البعث العفلقي .
تجاوز العراق مراحل صعبة و مهمة وكان لازاماً علينا الخوض في هذه التجارب لانها تلازم اي تغيير جذري لحكم دموي طويل الامد ، فهل من مصلحة احد ان تعود تلك الاعمال البشعة مرة اخرى و نتذوق مرارتها ، بالطبع كلا ، مهما كانت مؤسسات الدولة منخورة بالفساد و الفاسدين لكنها تبقى مؤسسات دولة و تهتم بشؤون المواطن ، و تطهيرها من فسادها اسهل و افضل الف مرة من هدمها .
لن ننسى فترة الحرب الطائفية التي مرت على العراق ، وكيف كانت مؤلمة لجميع الاطراف ، ومن الذي كان يؤجج سعير نارها ، ومن هو الخاسر الاكبر في هذه الفترة العصيبة ، و لله الحمد على انتهائها والخلاص منها الى الابد ، فلو لاسامح الله و سقطت الدولة مرة اخرى فلا اشك للحظة ان هناك من سيحاول ان يجعل هذه الحرب تعود مرة اخرى وبأي طريقة كانت ، لان الوضع حينها سيسمح لهذا الانفلات ولايوجد من يقف في وجهها .
احتلال داعش لثلث العراق و سقوط محافظات كان استغلالاً لضعف الدولة ، لهذا دام طويلاً و دمر كثيراً ، و نخر جذع البلد وترك الاثر المخيف في مسيرة اعادة تأهيل البلد ، نعم لانشك ان للمرجعية الرشيدة الدور الكبير في محاربة داعش ، ولكن لو لم تكن هناك مؤسسات حكومية ترعى هذه الفتوى تحت عباءة حكومية و تحت مؤسسة عسكرية لما كان هذا الانضباط العالي لمؤسسة الحشد الشعبي ، والاسراع بالقضاء على داعش .
كل ما تم بناءه خلال الاعوام المنصرمة كان من دماء ابناء الشعب البسطاء ،وكل اركان البلد كان بنيانها عرق الشرفاء من ابناء هذا الشعب ، ولا نقبل ان تضيع هذه التضحيات و تذهب سدى ، و تطهير البلد من الفساد و الفاسدين سيأتي على يد ابطال العراق وقريبا بأذن الله ، وسيكون للعراق اعلانات كثيرة و كبيرة في التخلص من القيود التي وضعها الواضعون في رقبة العراق الابي وان طال الزمن .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat