ولا تيأسوا من روح الله
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

احتياجات الإنسان كثيرة، يحتاج إلى المعنى المعبر عن جوهر وجوده الإنساني، بينما هناك الكثير ممن يعمل لزرع اليأس في الإنسان، وقضية اليأس ليست جديدة فقد واكبت التاريخ ولها غايتها وأساليبها، هو قطع الأمل قال أمير المؤمنين عليه السلام (الفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله).
اليائس لا يستطيع أن يعمل، ولا يحب أن يعمل الغير، تسعة سور من سور القران الكريم ذكرت اليأس واليائسين، في سورة العنكبوت الآية 29 ﴿أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يتوعد أهل اليأس، ويصل الأمر إلى النهي الصريح في سورة يوسف الآية 87 ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾ واليوم جيوش من اليائسين يشيعون بالفضائيات والإنترنت أن النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" قد يأس من الوحي، وأراد الانتحار، والحقيقة مستحيل لبشر أن يصل إلى منزلة النبوة وهو يعيش مرحلة من مراحل اليأس، الأنبياء حاشاهم، هم عانوا من يأس الناس وقنوطهم من رحمة الله سبحانه.
في كل مجتمع هناك عصابات من اليائسين، حين فقد نبي الله يعقوب ابنه يوسف "عليه السلام" كانوا حوله عصابة من الياسين ومنهم أخوة يوسف.
والنبي يعقوب عليه السلام قدم لنا الدرس الأمثل لترك اليأس بعيدا عن إيماننا بالله، المشكلة التي أثارت اهتمام البحث، هي أن اليائسين هم قوم يؤمنون بالله وكتابه ورسوله وشريعته، ولكن مع هذا فهم يائسون من المعروف، واليائس يصدق كل ما يشاع، وكلما يؤثر على أمنه وأمانه، شح اليوم عندنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشحت النصيحة، بسبب الخوف، كل واحد منا يقول على الإنسان أن يحافظ على نفسه وأن يحافظ على عقيدته ولا يهدر جهده في دعوة الغير.
الكوفة خرجت عن بكرة أبيها لنصرة مسلم بن عقيل، ما أن اشتغلت عصابة زرع اليأس حتى قلعت جذور النفوس عن ذكر الله سبحانه وتعالى، هدموا عزيمة الناس فانزاحوا ليتركوا مسلم وحده وسط هذه الأجواء المأساوية، ظهر رجل فلاح اسمه (حنظلة بن مرة الهمداني) رجل أعرابي من أهل واقصة، كان هذا الرجل راكبا مطيته راجعا من بستانه رأى رجلا تسحله الناس بالحبل، فسأل الخائفين الساكتين، والذين ربما ينظرون بلذة وشماته كونهم يعجزون عن النصرة ولا يرجون أن ينصره أحد كي لا ينال إثرة النصرة، نادى بغضب ويلكم يا أهل الكوفة ماذا فعل هذا الرجل الذي تفعلون به هذه الفعال؟
قالوا هو خارجي خرج عن الأمير يزيد بن معاوية، سأل: ـ يا قوم، بالله عليكم ما يقال له وما اسمه؟ ومن أي أعمام؟
قالوا هذا مسلم بن عقيل، ابن عم الحسين "عليه السلام" صاح بهم ويلكم إذا علمتم إنه ابن عم الحسين فلماذا قتلتموه وسحلتموه على وجهه، ثم نزل عن مطيته ووضع يده على سيفه وسله من غمده وحمل عليهم حتى قتل منهم 14 رجلا تكاثروا عليه حتى قتلوه، هذه الغيرة التي انفردت عن ذلك المجتمع الذي أكثر عليه اليائسون فقتلوه، استشهد هذا الرجل نصرة لمسلم بن عقيل "عليه السلام"، وهو اليوم لا يملك حتى ضريح يليق بموقفه.
اليائسون هم الذين يزرعون الخوف في الناس، والذين ينتشرون اليوم على الفضائيات والإنترنت يحبطون الهمم، وينكلون بعلماء الدين واتباعهم من المؤمنين، هم طبقة كبيرة لكنها ضعيفة نفسيا وأخلاقيا ومتذبذبة بين الأنماط والأشكال، يملكون الإغراء والخوف والمصلحة ولا يهمهم أن خالفوا العقل والمنطق والدين، يبذرون التفاهات لحرف الناس عن جادة الفكر والحضارة والثقافة والدين والهوية، بدل العمل لرفع البؤس والانتكاس، وشد رايات النهوض والريادة وتبني رؤية غنية متكاملة، حاربوا الدين باسم العلمانية، حاولوا بجد تركيز قضية اليأس عند الناس من الحاضر والمستقبل.
أغرب ما وجدته أن ظاهرة اليأس ليست جديدة، و جميع رسالات الله تعالى انطوى تحت ألويتها ناس اتبعوا الحق بوعي لكنهم عجزوا عن إبلاغه والدفاع عنه، واليائسون بارعون في نشر الخوف والقلق والانحلال الفكري، وسوقوا لنا دعاة حقيقتهم الفراغ واليأس، واحتيالات السلطة وسطوة الإعلام، يوهمون المساكين حتى وصل الأمر أن يسخرون من خاتم الأنبياء، يكيلون له التهم يصورون النبي "صلى الله عليه وآله وسلم" خمارا يشرب الخمر ويبول بين الناس واقفا وزير نساء، ويائس يريد الانتحار، ورجل فيه غلمانيات ويصوم على جنابة، مع كل هذه الإساءات هم يتباكون لأن أجنبيا أنتج فيلم ضد النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، كل هذه الإساءات نجد من يطلق عليها مفهوم حرية الراي أو التعبير عن القناعات، أو يبررون لهم، يقولون هذا هو حدود فهمهم للتاريخ، حين يعطي الكاتب المصري يوسف زيدان رأي بأن صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ وإذا بهذا الحديث يعمل ثورة ضده.
رئيس دولة عربية يعلن لشعبه عبر وسائل مباشرة وعلنية أن الشيعة أخطر على الإسلام من اليهود، هو رئيس مصر الأسبق محمد مرسي، وأعلن الجهاد في سوريا وليس في فلسطين، ونفذ حكم الإعدام بمجموعة من الشيعة المصريين وسحلوهم في الشوارع، وقضية الشهيد حسن شحاتة وجماعته خير الشهود، من يزرع اليأس يتحجج بقوة الخصم يقول لك أن إمكانياتهم قوية لا تتزعزع وأنت لا تعرض نفسك للموت، وكأن داعش إذا دخلت البلاد ستحرص على سلامتك وعرضك، ألم يكن دخول داعش للعراق وسيلة من وسائل نشر الموت والقتل والدمار؟
ولا فرق عندهم بالهوية، من أي مذهب تكون أما معي أو عليّ، فاذا كنت معي طوع نساء بيتك لجهاد النكاح، وهذه حقيقة راسخة لا غبار أعلامي عليها.
وأشاعوا أن لا طاقة لنا بداعش، عصابات مسنودة بقوى الطيش العالمي، ونسمع البعض يشيع لنا وعن إمكانيات الدواعش وقوتهم، مثلهم مثل طائفة من اليائسين الذين هالتهم القوه الظاهرة فقالوا لا طاقه لنا اليوم بجالوت وجنوده، وهذا مصير اليائسين في كل عصر وجيل ينطلقون من فكرة أن الحق ضعيف والباطل يملك جميع القوى التي تتيح له الغلبة في أي صراع، لهذا يعتقدون إن أي مجابهة مع الباطل مكتوب عليها الفشل، ويتبنون أفكارهم التي يبثونها على أن مثل هذا الواقع يحتاج إلى التخلي عن فكرة الدخول في معركة خاسرة.
هذا هو الموقف العقلي والنفسي لدى اليائسين من جدوى المعروف واستنهاض الواقع الفكري، ويتبين لنا أن هناك أجهزة متمكنة تغذي الروح السلبية اليائسة، في نفوس الناس والمواقف اليائسة تشيد على تقدير خاطئ للقضايا، جاءت عن طريق الوهم وسوء الفهم وهيأت الجو النفسي، والقاعدة الفكرية لليائس من جدوى العمل في سبيل الله ودينه القويم، وحياة الناس.
فلنذهب إلى القرآن الكريم يروى لنا قصة النبي نوح عليه السلام 950 سنه 1000 سنة إلا 50 عاما، استنفذ النبي نوح كل ما يملك من الأساليب الإقناع قومه لكن دون أن ييأس ولا في يوم، ولا في لحظة حتى وقف يدعو الله عز وجل وكأنه يقدم حسابه لله، سخروا منه وتنكروا له وهذه القضايا لا تنتهي عند نبي من الأنبياء نبي بعد نبي وجيوش لليائسين يعمون الطريق إليه، وحياة خاتم الأنبياء "صلى الله عليه وآله وسلم" التي هي عبارة عن جهاد ومواهب ومواصلة وتحدٍ للطغاة، وعبارة عن قوة أمل وثقة بالله، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾
العقيدة الإسلامية تساهم بفتح أبواب الأمل أمام العاملين، ولو درسنا حياة الأنبياء لعرفنا كيف تحركوا بوجه صناع اليأس، ولعرفنا أن لكل ثقافة مصادر وجذور، والثقافة التي جذورها قوية فأنها ستنشر هذه الثقافة على الأجيال، وعظمة الثقافة الإسلامية كون مصدرها الله سبحانه وتعالى لهذا هي الثقافة التي تضمنت المواثيق والثوابت التي تنظم الحياة، أما اليأس والقنوط هما نتائج واقع الإنسان ولا خلاص من هذا اليأس إلا من خلال ما يحققه انتظار الإمام المهدي "عجل الله تعالى فرجه الشريف" من أمل مشرق يجعل الحياة فيها إشراقا بمعنى إنه من لا يؤمن بالظهور الحتمي لإمامة المهدي "عليه السلام" كيف يمكن أن يقدم علاجا لليائسين، ولا غرابة أن نجد اليوم من يسخر منا ويسمي المهدي "عجل الله فرجه الشريف" وعظمة انتظاره بأننا ننتظر رجل السرداب.
قضيتنا الرئيسية إننا لا نغفل عن النصر الدائم من عند الله تعالى، وعامل الأمل هو عالم الأفعال فمن ينظر الضعف في قول الحق والقوة عند أهل الباطل كيف يستطيع أن يأخذ الحرب ضد الباطل، هل كان داود "عليه السلام" قويا إلى الحد الذي يستطيع أن يواجه جالوت؟
هل عون الله وحده الذي نصر داود "عليه السلام؟" حكاية قديمة بتفسير جديد، في زمن داوود "عليه السلام" كانت المواجهة الوحيدة في الحرب هي السيف وجها لوجه، والفارق الجسماني كبير بين الخصمين، النبي داود "عليه السلام" اكتشف المقلاع ليتخلص من الفارق الجسماني، وباغت الخصم بمعنى أن موازين القوى يستطيع الإنسان أن يتفوق عليها إذا عرف كيف يبعد اليأس عنه، لهذا علينا أن نؤمن أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يظهر دينه بمعجزة خارقة للطبيعة، وهذا الذي لم يحدث، وإنما عامل الكفاح والتضحيات والعمل في سبيل الله من الثمرات الطيبة، علينا أن نذوق هذه الثمرة فهي بركة الجهاد، كان عدد المؤمنين بالنبي نوح ثمانين نفسا ليس لهم القوة على الكافرين، جاء التعبير القرآني ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ الأنبياء 77 قال من القوم ولم يقل على القوم ومن معاني الحماية والدفاع كف الأذى يحميهم الله من الجبارين نصرا مؤزرا لأنه ذروة المتاح، وليس المطلوب الاستكانة أو الاستسلام للضعف.
هذا أبعد شيء من روح الوحي، اليأس من روح الله تعالى هو من الذنوب الكبيرة، كان دعاء الإمام الصادق "عليه السلام" (اللهمَّ لا تُؤْيِسْنِي مِنْ رَوْحِكَ وَلا تُقَنِّطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ) وورد الكثير من النصوص والحكايات في شؤون اليأس واليائسين.
جاء في كتاب عيون الرضا رواية يرويها عبد الله البزار النيشابوري، زرت حميد بن قحطبة فدعاني لوليمة، قلت أنا صائم واستغربت إفطاره ونحن في شهر رمضان، فسألته لما أنت فاطر إيها الأمير فبكى وقال:
أنفذ لي هارون الرشيد حين كان بطوس في بعض الليل أن أجب فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد، وسيفا اخضر مسلولا، وبين يديه خادم واقف فلما قمت بين يديه رفع رأسه إليه فقال كيف طاعتك للأمير قلت بالنفس والمال، ابتسم ثم أذن لي بالانصراف، فلم البث في منزلي حتى عاد الرسول إلي وقال أجب أمير المؤمنين فقلت في نفسي إنا لله أخاف أن يكون قد عزم على قتلي، ولما رآني استحى مني، قعدت بين يديه، فرفع رأسه إلي وقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين قلت بالنفس والمال والأهل والولد، فتبسم ضاحكا ثم أّذن لي بالانصراف، فلما دخلت منزلي لم البث قليلا حتى عاد إلي الرسول فقال أجب أمير المؤمنين، فسرت إليه وأنا بين يديه وهو على حاله، رفع راسه لي وقال: كيف طاعتك لأمير المؤمنين ويقصد نفسه، قلت بالنفس والمال والأهل والولد والدين، فضحك ثم قال لي خذ السيف وامتثل لما يأمرك به الخادم، تناول الخادم السيف وأخذني إلى بيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر وفي وسطه ثلاثة بيوت أبوابها مغلقة فتح باب البيت الأول فاذا فيه 20 نفسا، شيوخ وكهول وشباب مقيدون فقال لي إن أمير المؤمنين هارون الرشيد يأمرك بقتل هؤلاء وكانوا كلهم علوية، من ولد علي وفاطمة الزهراء "عليهما السلام" فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم، ثم رمى رؤوسهم في تلك البئر، فتح باب بيت آخر فاذا فيه أيضا20 علويا مقيدون فقال لي إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر حتى أتيت إلى أخرهم، ثم فتح باب البيت الثالث فاذا فيه 20 علويا فقال لي إن أمير المؤمنين أمرك بقتل هؤلاء أيضا، فجعل يخرج لي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر حتى أتيت على 19 نفس منهم وبقي رجلا كبير السن فقال لي: ما لك يا مشؤم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدنا رسول الله "صلى الله عليه وآله" وقد قتلت من أولاده ستين نفسا من ولد علي وفاطمة "عليهما السلام"، ارتعشت يدي وارتعدت فرائصي فنظر إلي الخادم مغضبا وزبرني، فأتيت على ذلك الشيخ أيضا فقتلته ورمى به في تلك البئر، فاذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستين نفس من سلالة رسول الله "صلى الله عليه وآله" فما ينفعني صومي وصلاتي؟
روي إن الإمام علي بن موسى الرضا "عليه السلام" بعد أن ورد خرسان دخل عليه عبد الله النيشابوري وقص له قصة هذا اللعين فقال عليه السلام إن يأسه من رحمة الله أكبر ذنبا من قتله ستين علويا.
وزارعو اليأس يتحركون في كل زمان ومكان، حين بدأ المشوار الأول للمواجهة مع الحسين "عليه السلام" بقسر البيعة عليه، كان خصمه الوليد يتصور أن كلمة البيعة مجرد كلمة، (نحن لا نطلب إلا كلمة، قلها يا ابن رسول الله حقنا للدماء)، تهديد واضح وعبد الله بن عمر يقول له اتق الله يا أبا عبد الله، ولا تفرق أمر الأمة، وكأن الأمة لا تستقيم إلا بحكم الطغاة، والأغلب لا يريدون الحسين أن يخرج، منهم حرصا عليه، ومنهم إبعاد دور المسؤولية، اجتمعوا أهل اليأس ليردوه فكان السؤال أنت معنا أم علينا، خط الرجعة عند الناس ظهرت حقيقة أهل اليأس، أخاف عليك، أخاف أن يقتلوك، وفي الحقيقة لو كانوا معه كلهم لكانوا منعة وقوة، لما قدر أحد أن يقتله.
كان الحسين عليه السلام يسأل كل من يسدي له النصيحة: ـ هل أنت معنا أم علينا؟
فيكون الجواب نحن عندنا أطفال نحن عندنا بيوت نخشى على أهلنا من ابن زياد، وكان رد الحسين عليه السلام:
ـ امضِ حيث لا ترى لنا مقتلا ولا تسمع لنا صوتا، لا يسمع واعيتنا أحد ولا يعيننا إلا أكبه الله على وجهه يوم القيامة، ليس في منطق الصراع بين الحق والباطل لا مكان لليائسين وأهل القنوط من رحمة الله، ليس كل شيء في الحياة ممكن أن يحسبه الإنسان حسابا، هناك ما يحتسب وما لا يحتسب
وقال لهم جملة تحتاج إلى أمة من أهل العقل للتفكير في عمقها (من لحق بي منكم استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat