صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

تناثرٌ على ضفافٍ آمنة (مقدّمة "أوراق متناثرة على ضفاف قلب" للشاعرة آمنة محمّد ناصر)
عماد يونس فغالي
 عندما تؤمّ مخدعَ شعرٍ في حرمٍ أنثويّ، لأنتَ تدخلُ خاشعًا ترهبُ قربَه، لأنّكَ مدركٌ كم يطأ فكرُكَ أرضًا لفحتْها أجنحةٌ ملائكيّةٌ آمنة. 
آمنة محمّد ناصر، شاعرةٌ في رتبة قلب. وصلتني أوراقُكِ تتناثرُ من فيضِ امرأةٍ، والمرأةُ في تكوّنها أمُّ حياة!!! وصلتني بهويّةٍ مختومة: "أوراقُ متتاثرة على ضفاف قلب"، أغوتني، فانصاعتْ نفسي أدبيّةً، أقرأ ممدّدًا إحساساتي على ضفافٍ تليق بارتيادها سياحةٌ من علُ! 
متى قلتِ "أوراقٌ"، رحتِ إلى محرابٍ خافتِ اللونِ، نورُه الكلماتُ واهجة... الأوراقُ محرابٌ ليس من هذا العالم، مملكةٌ سيّدتُها الكلمة، تربّعتْ على عرشِ القلبِ إبداعيّةَ ملهِمتها، متى دُوّنتْ، نثرتْ درَّها المكنون على ضفافِ العابثين بالأقدار، فينتظمون... إمّا يقدّرون فيفيدون، أو يتنكّرون فيتهاوَون! 
"... على ضفاف قلب"، لا يدخلونه... القلب عصيٌّ على المتناثرين... من يسرْ إلى عمقكِ، يدخلْ قلبَكِ متنعّمًا... بفكرٍ، بإنسانٍ، بحبٍّ وألم... وخصوصًا بوَلَهٍ أنثويٍّ مبتَكَرٍ شعرًا وجمالا...!!!
"على ضفاف قلبٍ" نثرتِ خربشاتٍ أسميتِها، "هي بعض ما يخالجني وما خالجني من انفعالات عدّة، حبّ، حنين، غربة، بكاء، فرح، عتاب، ندم، إحباط أو ذهول، وطنية وفاء..."
نثرتِ حالَكِ كلّها فإذا أنتِ جاذبة إلى انكشافكِ. تجذبين إلى قربكِ قراءةَ محارٍ خطّه، لا يراعٌ، بل قلبٌ مداده مدامٌ يُسكرُ مجراه في عروقٍ ماتعة! 
كتبتِ بدموعٍ ذرفتِها، وجعًا على مآسٍ قاسيتِها. وسطّرتٍ بابتساماتٍ ارتسمتْ على ثغركِ لأويقاتِ فرحٍ وحلاوة... "وكان القلم والورق الشاهدين على دمعي أو ضحكي". ودعوتِ إلى قراءةِ ما لم تكتبيه "لأن الحنين أخرس والوجع لا يروى والفراق أليم".
في إهدائكِ الكتاب، عمقُ وفاءٍ لثلاثة: انتمائكِ الوطنيّ يشابه الخلود "لأرز هذا الوطن كي يبقى"، للغاليين اللذين عانقا الحضورَ الأبديّ "لوالدي  ولأختي التي أوصتني قبل وفاتها بأن أؤمن بطاقاتي الرائعة  كما نصحتني أن لا أتخلى عنها "، وللحبيب الرابض في قلبكِ داخلَ كلّ ظروف "الحبيب الذي لم يأت بعد"... إهداءٌ شاملٌ طاول قمّةً في اعتباراتكِ الآمنة، توّجتِه بحلمٍ لا يزالُ "على قيد غياب". حلمٌ يشبه شخصَكِ الذائب في الأمل الأبيض وسطَ عواصفِ الحياة العاتية سوادَ محطّات!
لغتُكِ العربيّةُ تقولُ على امتداد القصائدَ تعبيراتِ نفسكِ الشفيفة، في بساطةِ الأنقياء. انبسطت على مواضيعَ تقاذفتكِ عبر أحداثٍ وحالات تلقّفتِها بصدقٍ يميّزكِ، يشعرُكِ المتلقّي كم قريبة! 
الإيمان في سطوركِ، فتّقَ جدارَ الدين إلى ملء العبادة، طالت الإلهيّات إنسانيّةً لافتة! أسلمتِ ذاتَكِ إلى المطلق في اعتماد المخلوق طريقًا إلى أنهار الحياة الدافقة أنوثةً عاشقة!
آمنة ناصر، تأخذيني قارئًا عبر أوراقكِ المتناثرة، في رحلةٍ حالمة على ضفاف قلبكِ الحبيب، إلى معارجَ أنظركِ فيها أمًّا ومعلّمة. الأمّ تمتصّ الألم تهدي معصوره جمالاً لأبناءَ ترافقهم بمشاعرَ تملأها الرقّة تضحيةً مستدامة. ومعلّمة اعتمدتِ رسالتَها مصدرَ عطاءٍ مستمرّ، قدّمتِ ذاتكِ محرقةً يوميّة يفوحُ بخورُها ملءَ حياة! 
يا سيّدة، امرأةٌ أنتِ عطرُها الموهبة، وشاعرةٌ تسكبُ الإبداعَ من حولها في صمتِ الكلمة الهاتفة كلّ جمال...!!! 
في صومعتكِ الآمنة حيث تنسكين، يتناثرُ فكرٌ يخلع عن ضبابِ الواقع كلَّ زيف، ويضيء ضفافًا تلتقي قلوبًا عطشى إلى المراقي فعلَ آياتٍ تصلّي!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/17



كتابة تعليق لموضوع : تناثرٌ على ضفافٍ آمنة (مقدّمة "أوراق متناثرة على ضفاف قلب" للشاعرة آمنة محمّد ناصر)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : عدي عدنان البلداوي
صفحة الكاتب :
  عدي عدنان البلداوي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net