في رحاب سيد الساجدين : العدالة بين الراعي والرعية ( 1 )
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان منطق السلطة في المفهوم الاسلامي هو منطق البناء والتشييد وليس منطق الاستقواء على الرعية، ولذا نجد الكتاب العزيز يؤكد على عدة نقاط جوهرية حيث يقول تبارك وتعالى ﴿ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾
وهذا المنطلق في العدالة الاجتماعية من شأنه ان يرسم مستقبلا مبنيا على اسس متينة لانه يبتني وضع الشيء في موضعه وسخاوة النفس عن بعض ما لها من الحق وعلى التلاحم بين من تربطهم وشائج القربى، كما يدعو الانسان للابتعاد عن كل ما هو قبيح وما فيه تجاوز على استحقاقات الاخرين, وكذلك قال تبارك وتعالى ﴿واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل﴾، فالعدل اهم الاسباب في تحقق الاستقرار، كما ان هناك قضية لابد من الالتفات اليها، وهي ان تطبيق الحكم الجائر على غير مستحقه ظلم، وحجب حق المستحق للشيء لان القانون يمنعه من الوصول الى حقه ظلم ايضا، ولذا كان القران الكريم يؤكد على ان اصدار الاحكام الظالمة كفر وفسق وظلم حيث قال عز اسمه ﴿ ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون﴾ وقال ﴿ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون﴾ وقال ﴿ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون﴾
فلا يمكن ان يتحقق العدل الا بقانون عادل وقضاءعادل وتطبيق عادل على ضوء الحكم والقانون العادلين، واما ما عدا ذلك فهو الظلم، فالقانون الظالم سيولد رفضا جماهيريا ينتهي الى التمرد والثورة على ذلك القانون، واصدار الاحكام الظالمة سيؤدي الى ضياع الحقوق والتطبيق الجائر للقانون سيتنهي الى الانتفاضة والثورة والعصيان.
كما ان العدل تشريعا وتطبيقا وتنفيذا يجب ان لا يتفاوت فيه ابناء البلد الواحد بل لابد من سرايته على الجميع بنحو واحد وهو المعنى الذي اشار اليه امير المؤمنين (عليه السلام) في عهده لمالك الاشتر (فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين) ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم)
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
السيد عبد الستار الجابري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat