قراءة في خطب الجمعة
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

ترتكز خطب الجمعة على التناص مع الاحداث والاقوال والشخصيات القرآنية والرسالية ومنهج أهل البيت عليهم السلام ، ليدعم معالجات الواقع المعنوي ، ويستعمل الخطاب أسلوب السرد لأجل تبليغ رسالته المعنونة ، وتصبح ادواته آليات اقناع ، في خطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي 15 أيلول 2006م في العتبة الحسينية ، يرى من صفات المؤمن التي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام ، ان تكون هي المعيار لموازنة صفات كل شخص ، منها ان يكون المؤمن طويل الغم ، بعيد الهم ، التأمل في معنى الهم سيخلق لنا واقع تأثيري يقوم على مبدأ التقوى لكونه دائم التذكر لأهوال يوم القيامة وعرصاتها وعقباتها ومواقفها وشدة حسابها ، وأهوال البرزخ مع دوام اجتهاده في طاعة الله ومن صفات المؤمن انه كثير الصمت ، وكثرة الكلام ربما تأخذه إلى المحرمات أو الغيبة أو البهتان ، أو انتقاص الناس وإظهار العيوب، المؤمن كثير الصمت يتمثل بالوقار ، المعنى الاوفر لمعنى خطبة الجمعة هو ان تقوم تلك الخطب ببناء رسالتها التبليغية ارتكازا على اساليب أهل البيت عليهم السلام في عرض الامور الانسانية ألاجتماعية والأخلاقية من منهجهم القويم ، الكفاءة التواصلية والقدرة على إبراز الواقع الاجتماعي والنفسي، ومن تلك الصفات للمؤمن الحقيقي انه مغموم ، يفكر في المبدأ والمعاد، انه يفرح بالملمات لأنها تزكيه ولذلك ترى المؤمن الحقيقي قانع بالرزق الحلال ، وفي مقاماتهم وفي ظروفهم الرمانية بما فيها مفردات في قمة الجمال والمعنى الذي يصف أخلاقيات المؤمن ( ان ضحك لم يخرق وأن غضب لم ينزق ) والخرق يعني هنا الشق بمعنى آخر حينما يكون الإنسان المؤمن في حالة الضحك لا يقع في القهقهة المشتملة على الصوت ، بل يكون في حالة التبسم ، وإذا تعرض إلى موقف غاضب يكون عقله هو المسيطر ، يمتلك السيطرة على نفسه ، استخراج الفحوى الإنساني من خطب أمير المؤمنين عليه السلام ، وتوضيحها للناس من أجل ترسيخ المضمون ومعرفة خصوصية المؤمنين في أداء اعماله الحياتية اليومية ، لتكون مرجع انساني يعتمد عليه للاقتداء وليكون كما وضح معيارا للخلق القويم ، الإمام علي عليه السلام يرى من جملة الصفات الايمانية ،انه سهل الخليقة لين العريكة أي سهل الطبع لا يكون خشن صعب المراس ، بل هو مقاد الى الحق ، هذا الارتكاز القيمي في خطب أمير المؤمنين يمنحها نماذج واتجاهات ووظائف وأخلاقية المؤمن في الرسائل الإنسانية الموجهة ، عملية صياغة العقل المؤمن وجوهر الإيمان ، وان نبين للعالم ان خطب المنهج المعصوم لم تكن خطب متحفية لتؤطر داخل أدراج المكاتب ورفوف المكتبات ، وان هي من منهجيات التعامل اليومي المؤثر ،، يحمل المؤمن صفة التواضع رصين الوفاء قليل الأذى يحاول ان يجنب الآخرين ما يمكن ان يصدر منه أذى ، تتمثل هذه العينات التشخيصية في صفات المؤمن فتصقل في الخطب المعاصرة لتكون تواصلية ترتكز على تقدير الخطب في توصيلها وحملها في رسالة الى الناس ، يعمل المؤمن حسب تشخيص سيد البلغاء أمير المؤمنين عليه السلام لتحصيل الكمالات العقلية وتحصيل المعارف اليقينية ليجنب نفسه الأباطيل والخرافات ، هذه الناصات الفاعلة تنقل التأثير في سلوك الفرد ، قوتها انها تمتلك سمات الإقناع لكل فكر ، بمعنى ان تهذيب القوة الشهوية والقوة الغضبية من أجل بلورة قوة الدفاع عن الحق وان لايصدر من ظلم وتجاوز وطغيان وإساءة ، لأن هذه القوة إذا لم تهذب كانت معينا للتجاوز والظلم والاعتداء ، يحقق الخطاب أثرا لكونه يرتكز على سمات المعصوم ولأنه يعالج القضايا النفسية بطرق تنسجم مع كل نفس ، الإمام علي عليه السلام يحذر من البخل والعجلة فمن نتائج البخل الهلاك والعجلة تحرم الإنسان من موازنة الأفعال مع الموازين العقلية والشرعية ، كي لا يدعوه النفوذ الى الغلظة والخشونة وانما يع هذا العون من الله ، ولايكون عند مواقف النصرة متفرجا حرصا على دينه ، نص الخطبة يحمل فاعلية العقل في المسعى التوصيلي لمنهج اهل البيت عليهم السلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat