صفحة الكاتب : حوراء جبار

قلوبهم معك وسيوفهم عليك
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما ننظر إلى التاريخ ونتمعن فيه جيداً ترى أننا نسير في خطه دون أي تغيير في مساره وكأن الحوادث التي مرت سابقا نراها بالقرب منا. 
عندما بلغ الحسين (عليه السلام) الصفاح في مسيرته من مكة إلى العراق لقي الفرزدق قادماً من الكوفة فسأله "ما وراءك يا أبا فراس؟" فقال الفرزدق "تركت الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك" فقال الامام الحسين  "ما أراك إلا صدقت يا أخا تيم، الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصو بالبلاء، قل الديانون."

تلك بداية لخيوط مأساة دموية كما يصفها التاريخ العربي الإسلامي، وحين تكون القلوب مع الإمام الحسين في تلك الحقبة من الزمن والسيوف عليه فهذا يعني ان الإنسان لم ينضج فيه الإيمان بعد بل كان مجرد إنسان أو مخلوق تتلاعب بأفكاره المصالح الذاتية الدنيوية، ولا يمكن التوفيق بين القلب والسيف أو إحداث التقارب بينهما، والقرآن الكريم فسَّر هذه الظاهرة بالنفاق، وحذَّر خاتم الأنبياء من المنافقين: «استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم»، ومثل هؤلاء هم الذين شحذوا سيوف الغدر على حفيده وابن ابنته الوحيدة والفريدة فاطمة الزهراء.

تدَّعي الاحزاب المتصارعة على المناصب والمكاسب الدنيوية اليوم، انها تتبنى في الأساس  القيم الأخلاقية الاسلامية التي تدعوا اليها المرجعية الدينية العليا،  وأنها تحضى بدعمها، وقد دأبت هذه الاحزاب على الترويج لهذا النفاق والكذب على الرغم من مخالفتها تماماً لرؤية المرجعية الدينية العليا في كيفية دارة الدولة لكسب البسطاء من ابناء الشعب، فهم ينطبق عليهم موقف المنافقين من الامام الحسين "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" 

ان المرجعية الدينية قد أعلنت انها قد "بُح صوتها" من دون جدوى بسبب تكرار دعواتها الى رعاية السلم الأهلي وحصر السلاح بيد الدولة، وشددت  مراراً أن الشعب يستحق من المتصدين لإدارة البلد "تسخير إمكانياتهم" لتطوير البلد وتطهير المؤسسات الحكومية من الفساد.
وقال معتمد المرجعية الدينية في كربلاء السيد احمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة 15/01/2016 "لقد بحت أصواتنا بلا جدوى من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات إلى رعاية السلم الاهلي والتعايش السلمي بين ابناء الوطن وحصر السلاح بيد الدولة ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الامور الى ان يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها إلا المصالح الشخصية والمناطقية ويجمعوا كلماتهم على إدارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدم لابناء شعبهم"، مؤكدا أن "هذا كله ذكرناه حتى بُحت أصواتنا".
وبما أن العقيدة الدينية كانت هي الأداة التي استخدمتها الاحزاب  لخدمة مصالحها السياسية في السلطة فقد إستمر  التبرير للممارسات القبيحة لنظام الحكم وفي مقدمتها الفساد المالي والإداري والاخلاقي، ومن أمثلة ذلك التصريح الذي أدلى به أحد قيادات هذا النظام حول الفساد الذي استشرى في جسد الدولة  والمحافظات الجنوبية خاصة "لم يسمحوا لنا بخدمة محافظات الجنوب لأننا من أتباع الحسين"!!
هذا الخطاب لإيصال رسالة للناس تقول: لا فائدة من محاربة الفساد والظلم، عليكم أن تقتنعوا بالموجود وتستسلموا له لأنكم على عقيدة اهل البيت!! 
فأين هؤلاء الذين يتبجحون بدعم المرجعية!؟ 
أين هؤلاء الذين كانوا يتشدقون بذلك الدعم بل إنهم كانوا للأسف يسرقون ويفسدون ويقتلون ويبيعون الوطن، ويخدرون الشعب باسم الدين.
فالمرجعية العليا بريئة من ممارسات جميع السياسيين (سنة وشيعة وكرد) ولا علاقة لهاي بأي طرف ولن تدعم أحد وقد صرحت بذلك مراراً، ولابد من الوقوف بوجه هؤلاء الانتهازيين الذين استغلوا اسم الشهداء والمجاهدين في الانتخابات الماضية، والآن بكل وقاحة يستغلون اسم المرجعية العليا بتظاهراتهم على المناصب والمكاسب الدنيوية..

وفيما يلي نص اجابة مكتب المرجع الاعلى حول استفتاء وضع صور سماحة السيد في الاماكن العامة  وليس التظاهرات الحزبية!! 

بسمه تعالى
"سماحة السيد مدّ ظله لا يرغب في وضع صورته في الأماكن العامة بل يرجو من المؤمنين ترك ذلك".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/11



كتابة تعليق لموضوع : قلوبهم معك وسيوفهم عليك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net