الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

الدعوة الى الله والجهاد (ح3 )  سيرة النبي (صلى الله عليه واله) والائمة (عليه السلام) في الدعوة الى الله
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وعند الرجوع الى السيرة النبوية المشرفة نجد ان النبي (صلى الله عليه واله) عند نزوله المدينة ادخل اليهود كمواطنين في دولته لهم احكامهم الخاصة باعتبارهم اتباع ديانة سماوية اخرى ، وانه (صلى الله عليه واله) بقي وفي لعهده معهم ما داموا ملتزمين بالشروط التي ابرمها معهم، ولم يطالبهم بجزية فلما نقضوا عهودهم خاض ضدهم الحرب واتخذ فيهم ما يشاء من ضوابط الحرب في تلك الازمنة.
واما غير المسلمين من العرب فان النبي (صلى الله عليه واله) خيرهم بين الاسلام والجزية او الحرب، واما المشركين فلم يكن في قانون الاسلام بعد فتح مكة سوى الدخول في الاسلام او القتل.
ومنه يتضح ان المراد في الايتين من نفي الاكراه في الدين، نفي التكليف عند ادخالهم في الدين عن غير قناعة منهم ويشهد ذلك امر القران النبي (صلى الله عليه واله) ان استجاره احد المشركين ان يجيره ويسمعه القران ثم يوصله مأمنه وهو بعدها بالخيار بين الاسلام او الالتحاق بمعسكر المشركين.
ولم تكن القضية متعلقة بضعف المسلمين او قوتهم فان الدولة النبوية بعد غزوة الخندق اصبحت اقوى قوة عسكرية في المنطقة، من حيث الخبرات العسكرية حيث خاضت حربين ثلاث حروب كبرى وحققت النصر الساحق في بدر وكاد النصر يكون حليفها في احد، وتمكنت من افشال مخطط المشركين في الخندق، وانهارت تحت سنابك خيل المسلمين حصون بني قريضة بعد غزوة الخندق، ومع كل ذلك فان النبي (صلى الله عليه واله) التزم بالميثاق الذي بينه وبين من لم يخل بالعهد من القبائل اليهودية. وبعد فتح مكة وتوسع الدولة النبوية لم يجبر النبي غير المشركين على دخول الاسلام اما القبائل التي كانت تعتنق احدى الديانات السماوية فكان يخيرهم بين دخول الاسلام او الحرب او الجزية، والخيار الاول كان يجعلهم مواطنين في الدولة لهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات، اذ يلتزمون تجاه الدولة بالاشتراك بالدفاع عنها ودفع الحقوق المالية الزكاة والخمس والخراج، واما الخيار الثاني فيعني رفضهم للدولة واختيار بقاءهم كنظام مستقل خارج الدولة النبوية، والخيار الثالث يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية اذ لا يخضعون لجميع الواجبات فليسوا ملزمين بالمشاركة في الحروب التي تخوضها الدولة ولا يجب عليهم دفع الحقوق المالية، ولهم حق الاحتكام الى شرائعهم واقامة طقوسهم العبادية شريطة عدم الاجهار بما يخالف الشريعة الاسلامية، وتتكفل الدولة بحمايتهم وعليهم حقوق مالية معينة عرفت باسم الجزية في الفقه الاسلامي.
وحادثة نصارى نجران التي خلدها القران الكريم من اكبر الادلة على عدم الاكراه في الدين والعقيدة، بل ان الرسول (صلى الله عليه واله) ضرب اروع الامثلة في احترام الحرية الفكرية، حيث دخل نقاش علمي معهم ولما لم يذعن النصارى لما قدمه (صلى الله عليه واله) من ادلة وبراهين دعاهم الى المباهلة واتفقوا على ذلك ولما رأوه قد اتى باهل بيته دون بقية الناس انسحبوا من المباهلة، وطلبوا الى النبي (صلى الله عليه واله) ان يرضى منهم بالبقاء على دينهم ودفع الجزية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/13



كتابة تعليق لموضوع : الدعوة الى الله والجهاد (ح3 )  سيرة النبي (صلى الله عليه واله) والائمة (عليه السلام) في الدعوة الى الله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 5 + 4 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net