السيدة فاطمة عليها السلام رائدة العفة والشرف
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جُبِل الإنسان على البحث عن قدوة يتخذ من سيرتها أو سلوكها أو حركاتها قدوة يقتدي بها, ويُطبق ما تأتي به هذه القدوة من تصرفات وحركات وسكانات.
حَفَلَ الإسلام بنماذج كبيرة وكريمة, مثَّلت نبراسا للخير, وشعلة للمكرمات, ونهجا للإحسان, وقفت سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام على راس قائمة اولئك العظماء الذين رسموا لنا خطا للحياة ان اردنا العيش بكرامة وعزة وشموخ.
مثلت بنت النبي الخاتم صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين النموذج الانساني الأكمل, والخلق الأعظم, فكانت سيدة نساء العالمين بحق, لم تدانها بالفضل امرأة, ولا علاها بالشرف رجل, فهي الحوراء الأنسية, والتقية النقية, والعالمة العاملة, والفهمة غير المفهمة, زقت العلم من ابيها زقا, وسقته لبنيها بصافي لبنها الطاهر, لتبني جيلا من الرجال الذي ما جعلوا للدنيا عليهم سلطانا.
السيدة فاطمة سلام الله عليها لم تك حالة مرحلية في التاريخ الاسلامي والانساني, ولم تك امرأة هامشية على مدار كرور الليالي والأيام, انما كانت حالة شاملة لكل معاني الخير وقيم الانسانية والاخلاق النبيلة والالتزام الديني.
حوت السيدة فاطمة عليها السلام من الأخلاق أفضلها, ومن الصفات أكملها, ومن المكرمات انبلها, فكانت بحق صوت الوجدان الذي يدوي في آذان الطامحين بحياة افضل, ليكونوا على طريق الاستقامة والهدى, وان يكونوا على مسار الدين والتقى, وان لا ينزووا في ملذات الدنا, وان لا يقعوا في مهاوي الضياع والردى.
كانت سيرة سيدتنا فاطمة عليها السلام سيرة العفاف والشرف, وسيرة الورع والتقوى, وحتى حينما داهمها من نكر وصية ابيها رسول الله صلى الله عليه واله لم تتخل عن وقارها, ولم تجرها المصيبة لان تتنازل عن مبادئها, فكانت سيرتها في تلك الحالة -كما تُروى- أنها سلام الله عليها اشتملت بعباءتها, وراحت في لمة من بنيها وحفدتها, مطالبة بحقها, مذكرة بما قاله فيها ابوها صلى الله عليه واله "فاطمة بضعة مني فمن اذاها فقد اذاني" ولعمري كيف يجرؤ أمرئ ان يؤذي رسول الله صلى الله عليه واله في ابنته الا ان يكون قد خرج من الدين ومال عن الحق.
ستبقى الزهراء فاطمة سلام الله عليها صوت الإنسانية الذي يصدح في افق السماء يدعوا إلى الخير, وعدم الركون الى الدنيا وملذاتها, وحري ببناتنا ونسوتنا ان يرسمن من طريق الزهراء عليها السلام نهجا يسيرن عليه, وان يبتعدن عن اللبس غير المحتشم, ومفاكهة الرجال, والتزاحم مع الاجانب, حيث قالت سلام الله عليها حينما سألها رسول الله صلى الله عليه فيما يروى "يا بنية ما اجمل شيء للمرأة؟" فقالت سلام الله عليها "ان لا ترى رجلا ولا رجلا يراها".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat