الانتظار تفعيلي لا تعطيلي
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الكاظم حسن الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من الركائز المهمة والاساسية في الفكر الشيعي هي مسألة الانتظار, والانتظار بمفهومه العام هو انتظار الفرج وظهور الامام الثاني عشر الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.
هذه الفكرة –الانتظار- اخذت بعدا اخرا استغلته الحكومات الظالمة, حيث عمدوا الى صناعة وَهَم يحاولون من خلاله ايهام بسطاء الشيعة وسُذَجِهِم بان عليهم ان لا يتحركوا ولا يقدموا على اي فعل مناهض لتلك الحكومات لانهم لابد وان ينتظروا الفرج الذي سيخلصهم من كل شيء.
كذلك استغلت الحركات المنحرفة مسالة الانتظار من خلال زج مفاهيم مغلوطة تدعي صلتها بالإمام سلام الله عليه, بدعوى البنوة او الانابة عنه.
كذلك خلق الترويج الاعلامي المغلوط صورة من الاحباط والياس لدى المجتمع الشيعي, وترك الامور اتكالا على الانتظار, فصار كثير من عوام الشيعة يرفضون النهوض الثوري الشيعي المقاوم بدعوى ان لن يتم تصحيح مسارنا الا بظهور الامام الحجة ارواحنا فداه.
نعم اننا نؤمن ان تكامل تصحيح الامور هو بظهور الامام روحي فداه, والذي سيبسط العدل والنمو والتطور على ربوع المعمورة, لتظهر له الدنيا كنوزها, ويعم الامن والامان حتى لَأَنَّ السباع ترعى مع الغنم, وحتى تسير المرأة من العراق الى الشام تحمل زبلان الجواهر دون خوف.
المنهج العام الذي رسمه لنا الائمة سلام الله عليهم للانتظار هو منهج عملي تطويري, يجعل من المنتظر فردا فاعلا في مجتمعه, عاملا للتمهيد لبناء دولة الهدل الالهي.
ان المنهج العملي المرسوم هو منهج منسجم مع حجم وطبيعة المهمات التي سيضطلع بها المؤمنون ابان زمن الظهور, فالمُنْتَظِر يجب ان يتحلى بميزات كثيرة وكبيرة, وان يكون على استعداد تام لاي مهمة تتطلبها مرحلة الظهور.
المنتظرون يجب ان يسعوا لِأَن يكونوا مقاتلين اشداء, واداريين ممتازين, وقادة بارعين, وعلماء مفكرين, وافرادا مثقفين ليشغلوا المواقع التي ستناط بهم في دولة العدل الالهي, لا ان يكونوا افرادا قليلي الحيلة غير منتجين.
ان اهم اولوية في مسار الانتظار هي بناء النفس والمجتمع, والمُنْتَظِر الحقيقي هو من يسعى بكل قوة لتهذيب نفسه وبناء عائلتة وتصحيح مسار مجتمعه, وهذا لا يتأتى الا من خلال منهج عملي فاعل وحركة ديناميكية دؤوبة.
ان حالة التقهقر والتردي العقائدي والاجتماعي والشخصي والثقافي التي يعيشها بعض افراد المجتمع الشيعي, ما هي الا بسبب الفهم الخاطئ للانتظار, واليأس من الاصلاح بدعوى ان ليس بيدنا شيء نفعله لان الامر موكول لصاحب الزمان عجل الله فرجه, وهذا الكلام وان كان فيه صحة في ايكال الامر للصاحب سلام الله عليه الا انه لا ينسجم مع المنهج الذي يريده الامام نفسه سلام الله عليه من لزوم التحلي بالأخلاق الفاضلة والورع والتففه في الدين وكسب العلم والعمل بفاعلية للتمهيد للظهور.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat