تناقل الأخبار في المواقع وإشكاليّة تلقّيها
مرتضى علي الحلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرتضى علي الحلي

في الأعم الأغلب يقع المُتلقّون للأخبار في طريقة التعاطي معها في مشكلتين أو مخالفتين .
المشكلة الأولى : كون الخبر في حدّ نفسه يحتمل الصدقَ والكذبَ ، لحين مطابقته أو عدم مطابقته مع الواقع - بحسب تعبير المناطقة والعقلاء.
المشكلة الثانية : وهي وجوب التبيّن شرعاً حال تلقّي الخبر مِن وثاقة ناقله ، ومدى صدقه أو كذبه .
ووجه المخالفة المركّبة هنا هي سرعة التلقّي للخبر والتعاطي معه ، دون مراعاة الصبغة المنطقية والسمة العقلائية ، والطريقة الشرعيّة.
وهذه الإشكالية المغفول عنها بنسبةٍ كبيرة جداً فتحت ثغرةً واسعةً لأصحاب الأجندات المشبوهة والباطلة والمغرضة والفاسدة لتمرير ما يسعون إليه من خلال ذلك .
واوجدت ظاهرةً بارزةً ومشهودةً في استسهال التصديق بكلّ قيلٍ وقالٍ ونشرٍ هنا أو هناك.
ممّا يؤدي ذلك التلقي الغافل عن هاتين المخالفتين أعلاه إلى تصدّع كبير في بُنية المجتمع عقائديّاً وأخلاقيّاً وسلوكيّاً واعتباريّاً وتربويّاً - لأنّ الأخبار وتناقلها تطال كلّ شيء في منظوماتنا الحياتية.
ولذا من الأجدر التنبّه والحذر والتروّي والتثبّت والتوثّق من كلّ ما يقع تحت أنظارنا أو أسماعنا .
ومَن لا يراعي هاتين الإشكاليتين فلا يعدو عن كونه أمّعة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat