صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في غَيّبته / ٢
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

فالاعتقاد بالغيبة اذن عبارة عن نتيجة لمقدّمات مطويّة قد سبقتها ورفعت تلك الموانع المؤثرة سلباً على أدلّة إثبات الغَيّبة أو المنهج المتّبع في الإستدلال عليها ، عقلياً كان أو عَقَدياً او تاريخيا ..

ولهذا فإن أهمّ ما نُريد أن نؤسس له هنا هو كون القول بالغَيّبة عبارة عن التزام خاص لا يمكن وضعه على طاولة النقاش والجدل مع الآخر ما دام الآخر لم يجتز كبريات العقيدة وأصولها بعد الفراغ عن كونها - الغَيّبة - من تفريعات تلك الكبريات ولوازمها ..

فمن لا يعتقد بأن المهدي يحمل رقم الإمام الثاني عشر من ائمة أهل البيت ؏ وكونه ابن الإمام الحسن العسكري ؏ ، وأنه قد ولد سنة ٢٥٥ هج ، وأنه آخر الائمة وآخر الحجج ، وأن الأرض لا تخلو من حجة لله .. كيف نُقنعه بالغَيّبة التي هي عبارة عن تدبير ولطف الهي لحفظ هذا الإمام وتهيئة كل مستلزمات ظهوره وقيامه ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجورا .. ! فالعرش قبل النقش كما يقال .

ومن سهلت عليه الكبرى تكون الصغرى أسهل ، فالإجابة على سؤال ( قال مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) متوقف على الاعتقاد بــ ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ ) ، فمن آمن بالإمامة ومتبنيّاتها يكون التصديق بالغيبة عليه من أبجديات ذلك الإيمان وتحصيلاته ..

وكلامنا هذا عين ما صرّح به شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله تعالى عليه حيث قال : « الكلام في غيبة ابن الحسن عليه السلام فرعٌ على ثبوت إمامته ، والمخالف لنا إما أن يسلّم لنا إمامته ويسأل عن سبب غيبته عليه السلام فنتكلّف جوابه ، أو لا يسلّم لنا إمامته فلا معنى لسؤاله عن غيبة من لم يثبت إمامته ..( الغيبة للطوسي ج١ ص٢٩ ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/23



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في غَيّبته / ٢
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net