قواعد في القراءة القرآنية / ٨
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحالّ المرتحل : لا تتكرر قراءة القرآن ، كما لا تتكرر سائر العبادات ، فنحن لا نُعيد صلاة ظهر أمس بصلاة ظهر اليوم ، ولا صيام شهر رمضان السنة الماضية بصيام هذه السنة.. فكل منها غير الأخرى .. وكذا قراءة القرآن الكريم ، فعندما ننتهي من الختمة التي بأيدينا فإننا أمام قراءة أخرى وكأنها لقرآنٍ جديد .. !
ولهذا تصف لنا الروايات حال بعض القرّاء بأنه ( الحالّ المرتحل ) : عن ابن عيينة عن الزهري قال : قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام : أي الاعمال أفضل ؟ قال : الحالّ المرتحل ، قلت : وما الحال المرتحل ؟ قال : فتح القرآن وختمه ، كلما حلّ في أوله ارتحل في آخره ) البحار ج٨٩ ص٢٠٤
وتشبيه القارىء الذي كلّما أنهى ختمة بدأ بأخرى بالحال المرتحل هو تشبيه بالمسافر والرحالة الذي ينتقل من منزل الى آخر جديد .. فلا يعود الى منزلٍ قد نزله سابقاً وإنما يسير بإتجاه واحد ومستمر .. وكذا عندما ننتهي من سورة الناس من هذه الختمة فإننا سنبدأ بسورة فاتحة جديدة تحمل رقم الختمة الجديدة التي نحن فيها .. وهكذا
وفكرة تجدد القرآن الكريم متأصلة في النصوص الشرعية وقد أشارت لها بأكثر من لسان :
+ عن الامام الصادق عليه السلام : ( إن القرآن حي لم يمت ، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما يجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا ) البحار ٣٥ / ٤٠٤
+ روي أنَّ رجلاً سأل أبا عبد الله (عليه السلام) : ما بال القرآن لا يزداد عند النشـر والدراسة إلَّا غضاضةً ؟ فقال : ( لأنَّ الله لم يُنْزِله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كلِّ زمان جديد ، وعند كلِّ قوم غضٍّ إلىٰ يوم القيامة ) عيون أخبار الرضا ٣٢/١
+ وقيل لجعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) : لِـمَ صار الشعر يُمَلُّ ما أُعيد منها ، والقرآن لا يُمَلُّ ؟ فقال : ( لأنَّ القرآن حجَّة علىٰ أهل الدهر الثاني، كما هو حجَّة علىٰ أهل الدهر الأوَّل ، فكلُّ طائفة تتلقّاه غضًّا جديداً ، ولأنَّ كلَّ امرئ في نفسه متىٰ أعاده وفكَّر فيه تلقّىٰ منه في كلِّ مرَّة علوماً غضَّةً ، وليس هذا كلُّه في الشعر والخُطَب ) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ٣٦/١
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat