الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

ميثم التمار من حواري علي عليه السلام: الحواريون في القرآن الكريم (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


حلقات المقال هذا منشورة كل منها في موقع مختلف.

قال الله تعالى عن الحوارين "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ" (المائدة 111) والالهام الغريزي حصل في الهام الله للحواريين بالايمان به وبعيسى بن مريم رسول الله، و "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (المائدة 112) الْحَوَارِيُّونَ: الْ اداة تعريف، حَوَارِيُّونَ اسم، قصة نزول مائدة من السماء في القرآن الكريم كان الحواريون جزءا منها، بعد أن كانوا مؤمنين حقا اصبح الحواريون يتحججون على نبيهم عيسى عليهم السلام فوصفهم "قَالَ اتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (المائدة 112) واذكر إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك إن سألته أن ينزل علينا مائدة طعام من السماء؟ فكان جوابه أن أمرهم بأن يتقوا عذاب الله تعالى، إن كانوا مؤمنين حقَّ الإيمان.
كان حواري أمير المؤمنين عليه السلام مثل ميثم التمار رضوان الله عليه مخلصين حتى النهاية معه بدون شكوك كما حصل مع حواري عيسى عليه السلام كما جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ" (المائدة 112). (المائدة) تعني في اللغة الخوان و السفرة و الطبق، كما تعني الطعام الذي يوضع عليها و أصلها من (ميد) بمعنى التحرك و الاهتزاز، و لعل سبب إطلاق لفظة المائدة على السفرة و الطعام هو ما يلازمها من تحريك و انتقال. شعر المسيح عليه السّلام بالقلق من طلب الحواريين هذا الذي يدل على الشك و التردد، على الرغم من كل تلك الأدلة و الآيات، فخاطبهم و "قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌" (المائدة 112). و لكنّهم سرعان ما أكّدوا للمسيح عليه السّلام أن هدفهم برى‌ء، و أنّهم لا يقصدون العناد و اللجاج، بل يريدون الأكل منها (مضافا إلى الحالة النّورانية في قلوبهم المترتبة على تناول الغذاء السماوي لأنّ للغذاء و نوعيته اثر مسلّم في روح الإنسان) "قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَ نَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَ نَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ‌" (المائدة 113). ما القصد من طلب المائدة؟ لا شك أنّ الحواريين لم يكونوا مدفوعين بقصد شي‌ء في طلبهم هذا، و لا هم كانوا يريدون المشاكسة و المعاندة، بل كانوا يرغبون في بلوغ مرحلة الاطمئنان الأقوى و إبعاد ما بقي من رواسب الشك و الوسوسة من أعماقهم، فكثيرا ما يحدث أنّ إنسانا يتأكد من أمر بالمنطق و حتى بالتجربة، و لكن إذا كان الأمر مهما جدّا فإنّ بقايا من الشك و التردد تظل في ثنايا قلبه، لذلك فهو شديد الرغبة في أن تتكرر تجاربه و اختباراته، أو أن تتبدل استدلالاته المنطقية و العلمية إلى مشاهدات عينية تقتلع من أعماق قلبه جذور تلك الشكوك و الوساوس، و لهذا نرى إبراهيم عليه السّلام، على ما كان عليه من مقام و يقين يسأل اللّه أن يرى المعاد رأي العين لكي يتبدل إيمانه العلمي إلى (عين اليقين) و إلى (شهود). و لكن أسلوب طلب الحواريين تميز بشي‌ء من الفضاضة لذلك ظن عيسى عليه السّلام أنّهم بصدد البحث عن الأعذار و الحجج، فاعترضهم و بعد أن شرحوا له حقيقة موقفهم وافق على طلبهم. ما المقصود بعبارة "هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ‌" (المائدة 112)؟ لا شك أنّ ظاهر هذا الكلام يوحي بأنّ الحواريين كانوا يشكون في قدرة اللّه على إنزال مائدة، إلّا أنّ المفسّرين المسلمين لهم آراء أخرى في تفسيرها، منها أنّ هذا الطلب وقع في بداية أمرهم و قبل أن يتعرفوا على جميع صفات اللّه.
ورد عن ميثم التمار: لقاؤه بأُمّ سلمة: حجّ ميثم في السنة التي قُتل فيها، فدخل على أُمِّ سلمة، فقالت له: (من أنت؟)، فقال: (عراقي)، فسألته عن نسبه، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي. فقالت: (سبحان الله، والله لربَّما سمعت رسول الله يوصي بك عليًا في جوف الليل)، ثمّ دعت بطيب فطيَّبت لحيته، فقال لها: (أما أنَّها ستخضَّب بدم)، فقالت: (من أنبأَك هذا؟) فقال: (أنبأَني سيِّدي)، فبكت أُمّ سلمة وقالت له: (إنّه ليس بسيِّدك وحدك، وهو سيِّدي وسيِّد المسلمين)، ثمَّ ودَّعته.
جاء في كتاب أضواء على ثورة الحسين لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: أن هؤلاء من خاصة أصحاب الأئمة عليهم السلام من المقرّبين. بعد أن نلتفت أن سورة الواقعة من القرآن الكريم قسمت البشر إلى ثلاثة أقسام لا تزيد و لا تنقص. أن خاصة أصحاب الأئمة عليهم السلام. هم فعلاً من المقربين وليسوا فقط من اصحاب اليمين. ومن كان من المقربين كان من المهمين المسددّين من قبل الله سبحانه جزماً بنص القرآن .ومثاله والعبد الصالح "فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا" (الكهف 65) وكلهم ليسوا من الأنبياء ولا المرسلين. وإذا ثبت كون خاصة أصحاب الأئمة عليهم السلام ، الراسخين في العلم ومن المقربين، فلا عجب في اتصافهم بأوصاف تفوق غيرهم بمراتب مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (سلمان منا أهل البيت) وقوله (ما أقلت الغبراء وما أضلت الخضراء ذي لهجة أصدق من أبي ذر) وما ورد من أن حذيفة وميثم التّمار وحبيب بن مظاهر كان لديهم علوم خاصة.
وقد تحدث الأمام علي عليه السلام مع أحد حواريه وهو الشهيد ميثم التمار رضوان الله حوا طريقة استشهاده كما جاء عن مؤسسة علوم نهج البلاغة للباحث محمد حمزة الخفاجي عن ميثم بن يحيى التمار: فالحواريون هم من استوعبوا كلام المعصومين وأيقنوا به لذا صاروا بهذه المكانة وهذه الدرجة. (قال عليّ عليه السلام ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها. وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد). فحب علي عليه السلام سكن في قلب ميثم لذا هانت عليه تلك المصيبة، فكان رضوان الله عليه يتأمل الدرجات الرفيعة التي وعده بها وصي رسول الله عليهما السلام. ففي رواية أخرى ان ميثم التمار أتى دار أمير المؤمنين عليه السلام فقيل له: انه لنائم فنادى بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال صدقت وأنت والله ليقطع يداك ورجلاك ولسانك وليقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطعات وتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على ربعها ومحمد بن أكثم على ربعها وخالد بن مسعود على ربعها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/16



كتابة تعليق لموضوع : ميثم التمار من حواري علي عليه السلام: الحواريون في القرآن الكريم (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 8 + 2 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net