مع تمّار الكوفة
الشيخ احمد صالح ال حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ احمد صالح ال حيدر

ميثم التمار (رضي الله عنه) هو ذلك المؤمن المّوطن نفسه على الذب عن الحق مهما كلفه الأمر ففي سبيل ذلك قد مضى إلى أن جاءت ساعة الموقف واللحظة التاريخية التي تكللت بالخلود في الدنيا والرفعة والجزاء العظيم في الآخرة
كان (رضوان الله عليه) علوي الهوى فقد حمل مباديء علي (عليه السلام) كمنهجٍ تكامل فيه ورسم الخطوط العامة لحياته الطيبة على أساسه مع شظف العيش الذي كان يمر به في أغلب مراحله لزهده في هذه النشأة التي أطلع على حقيقة التمسك بها
فلم يستسلم لمال السلطة أو برر لنفسه العمل معها بل أخذ طريق إبراز الحق والجهر بالولاء لاهله مع توفر الشروط التي اقتضت أن يقف ذلك الموقف العظيم الذي صاغ منه معاني الوفاء والولاء الخالص
وما وصل لهذه الدرجة الا لأنه رأى آثار الولاء الحق لأهل البيت (عليهم السلام) وظهرت له معالم دولة الفجور التي عادت آل محمد (عليهم السلام) ففي هذه المواقف يقيم الإنسان إيمانه وخلوص نيته....
ومن مقاماته التي اتصف بها أنه كان من شرطة الخميس أي من طلائع أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام)
ومفسرا جليلا للقرآن الكريم وخبيرا بصيرا بالأخبار وقد علمه أمير المؤمنين (عليه السلام)علم المنايا والبلايا وكان متكلما بارعاً حتى عُد من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وحوارييه
وقد جاء في اختصاص شيخنا المفيد (اعلى الله مقامه) قال إمامنا الكاظم (عليه السلام)[إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر. قال: ثم ينادى أين حواري علي بن أبي طالب وصي محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد و أويس القرني. -إلى آخر الرواية-]
وروى شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (قدس سره الشريف) في أختيار معرفة الرجال قال ميثم: [دعاني أمير المؤمنين، وقال: (كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أُمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة منّي)؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أنا والله لا أبرأ منك، قال: (إذًا والله يقتلك ويصلبك)، قلت: أصبر فذاك في الله قليل، فقال: (يا ميثم إذًا تكون معي في درجتي)]
فهذه الثلة من الأصحاب بمواقفهم وبدمائهم الزكية أستمرت مسيرة الحق المتمثلة بالولاء لآل محمد (عليهم السلام) والبراءة من أعدائهم فقد فضحوا بمواقفهم المشرفة حكام الجور الظلمة الذين سرقوا وغصبوا الحق من أهله ، فكانت دمائهم الزكية صرخة دوت مسامع التاريخ وبقي صداها يخفق في المؤمنين على بعد العصور وتوالي الدهور
رزقنا الله زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة وسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat