صفحة الكاتب : نبيل القصاب

لقاء خاص مع الأستاذ فلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة أقليم كوردستان
نبيل القصاب

·      أمريكا دولة كبرى ومهمة ولها تأريخ وجذور في المنطقة.

·      لدينا اصدقاء في امريكا يقفون مع القضية الكوردية واقليم كوردستان.

·      نحن متمسكين بالدستور ونعمل ضمن الدستور .

·      الذي يعمل لحل المشاكل في العراق  لايخلق مشاكل جديدة .

 

نبيل خضر القصاب

لاشك ان وضع الشعب العراقي مرت بظروف قاسية خلال عقود من الزمان  جراء حكم الحكومات الانظمة  الدكتاتورية بالنار والحديد والدخول في حروب في المنطقة , الى يوم سقوط الصنم  في ساحة الفردوس عام 2003 ودخول قوات التحالف وتحرير العراق من براثن الجلادين , وبعد ذلك حصل ماحصل وتمكن أطياف الشعب من تحت قبة البرلمان اعادى صياغة الدستور الجديد لعراق فدرالي ديموقراطي , وتوالت الحكومات.

لاينكر أن النظام البعثي ترك عبء ثقيل في العراق من مشاكل سياسية وقومية وطائفية , واقتصاد فقير وهش , وظروف انسانية صعبة بالاضافة الى العمليات الارهابية والمقاومة اللقيطة , وتدخل دول الجوار , لكن بعد الانتخابات الاخيرة في العراق وانتظار طويل ونقاشات ومؤتمرات تمكن السيد مسعود بارزانى رئيس اقليم كوردستان من جمع الاطراف والخروج باتفاقية اربيل وبموافقة جميع الاطراف وتشكيل الحكومة الفيدرالية برئاسة نوري المالكي .

لكن رغم ذلك استمرت التوترات وجمود في العلاقات بين الاقليم والحكومة الفيدرالية لاسباب مختلفة ومن اجل القاء الضوء على تلك الملفات العالقة أرتأينا ان نلتقي بالسيد فلاح مصطفى مسؤول  دائرة العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كوردستان .

 

في البداية أود أن أبدء بالسؤال عن زيارتكم الأخيرة الى الولايات المتحدة الأمريكية , لو تفضلتم أن تتحدثوا عن أسباب الزيارة والنتائج ؟

في الحقيقة كانت الزيارة ضمن أطار خطة تطوير وتوطيد العلاقات بين أقليم كوردستان ودول المنطقة والعالم , أمريكا دولة كبرى ومهمة ولها تأريخ وجذور في العراق و المنطقة وكانت السبب في التغيير و اندحار الدكتاتورية من العراق ,  لذا نحن بين فترة واخرى نقوم بترتيب هذه الزيارات واللقاءات , في زيارتنا الاخيره كانت من أجل توضيح بعض الحقائق ومناقشة تقديم الحلول للملفات العالقة وتوضيح اراء رئاسة وحكومة الاقليم و الشعب الكوردى  للآوضاع الراهنة في العراق والمنطقة وعدم العمل بالدستور واعاقة العمل بمواد الدستور وعدم تنفيذ اتفاقية اربيل وماتترتب من جراء ذلك وتأثيرها على العلاقات بين الاقليم والحكومة المركزية . بالاضافة الى الاوضاع الراهنة في سوريا والمنطقة , كل هذه الامور حاولنا أبداء أراءنا وأيصال الحقائق الى الادارة الآمريكية وأكدنا لهم بأن أقليم كوردستان ماضية في العمل بكل قوة وجهد من أجل اكمال بناء البنى التحتية وأقتصاد قوي والعمل ضمن دستور العراق من أجل أستقرار الأمن والأمان في العراق والأقليم بشكل ديموقراطي والعمل على الشراكة الوطنية , لهذا لايمكن أن نهمل ولانتابع الملفات العالقة بين الاطراف . لآن الأمريكان كان لهم دور كبير في العراق , صحيح أن القوات العسكرية انسحبت من العراق , لكن لديهم سفارة وادارة قوية وبامكانهم عن طريق الدبلوماسية تنفيذ الوعود والاتفاقيات , لآن الحكومة الفيدرالية تحاول تنفيذ تلك الاتفاقيات حسب مصالحهم او بشكل أخر مخالف لبنود الدستور . بالاضافة الى ذلك تباحثنا العلاقة بين امريكا والعراق وان يكون للاقليم دور لتلك العلاقة التأريخية وان نستفاد من تلك العلاقة الاستراتيجية وتطوير الاقليم بشكل أفضل في مجالات عديدة منها الجامعات والتبادل التجاري والاقتصادي  والثقافي ونحن نرى هذا فرصة  كبيرة لنا من اجل الاستفادة منها ضمن تلك الاتفاقيات ونتمنى كأقليم كوردستان أن نكون جزء من ذلك . لهذا فأن هذا النوع من الزيارات مهمة مع الادارة الامريكية والبيت الابيض ووزارات الخارجية والدفاع والتجارة ومجلس الشيوخ ومجلس النواب في الكونغرس ووسائل الاعلام واصدقاء الكورد وكوردستان الذين كان لهم دور كبير اثناء الخدمة في العراق والمنطقة , مهمة من اجل توضيح وابداء اراءنا .

طيب .. هل من الممكن أن نطمئن الشعب الكوردي بأن أمريكا معنا من اجل عدم تكرار مأساة الماضي وعدم تحرش الحكومة الفيدرالية بالاقليم عسكريا ؟

نحن كحكومة ورئاسة الأقليم أحسسنا من خلال هذه الزيارة بأننا لدينا اصدقاء في امريكا والمجموعة الكبيرة الموجود في الكونغرس الامريكي من خلال الصداقة الكوردية الامريكية واعداد من السناتور في مختلف الاحزاب يقفون مع القضية الكوردية واقليم كوردستان ويدعمون النظام الدستوري والديمقراطي والتطور الحضاري والعمراني في الاقليم وأكدوا لنا تأييدهم للوحده والشراكة الوطنية واعطوا الوعود على عدم تكرار الماضي الأليم في العراق وهم ايضا قدموا عددا كبيرا من الضحايا من اجل تغيير واقع العراق والمنطقة ولايمكن ان يفسحوا المجال , لان العراق اليوم عراق ديموقراطي وحر , عراق يمكن لكل العراق واقليم كوردستان ان يكونوا احرار ومرفوعي الرأس والعيش في اجواء ديمقراطي . لهذا نحن سمعنا منهم وعودا ً ترتبط بتنفيذ الاتفاقيات والعمل بدستور العراق وانهم مستعدين للتعاون ودعم اي مشروع وطني بين الاطراف في العراق ضمن الدستور . بالاضافة الى ذلك التقينا مع المسؤولين في   وزارة التجارة وعدد كبير من الشخصيات الذين يعملون ضمن الشركات الكبيرة في الأقليم وكان لهم دور كبير في تغيير حكم العراق , من اجل التعاون معنا وحث الشركات والشخصيات الامريكية بالعمل والاستثمار في الاقليم , لآن الناحية التجارية مهمة بالنسبة لنا وبالاخص في مجال النفط والغاز , ونحاول خلال زياراتنا أن نقدم لهم الضمانات بأن الأقليم مستقرة ومكان أمين في مجال العمل والاستثمار وللآقليم سياسة واضحة ومتفتحة وتقدم الدعم للقطاع الخاص من اجل الاستثمار .

ونحن نتحدث في مجال الاقتصاد والتجارة , تناقلت الاخبار أن الحكومة المركزية ستدفع خلال ايام الدفعة الاولى من مستحقات الاقليم  ضمن مبيعات البترول , والبعض قالوا وصول 580 مليون دولار ؟مامدى صحة الاخبار ؟ وهل هذه خطوة من اجل ايجاد الحلول للملفات العالقة بين الاقليم والحكومة ؟

لاشك في أن اقليم كوردستان منذ اليوم الاول ابدى تمسكه بالدستور , ونحن لازلنا متمسكين بالدستور وعملنا بكل جهد من اجل تنفيذ الاتفاقيات والعمل ضمن الدستور , لكن الحكومة الفيدرالية أخلفت ولم تكن مستعدة في التنفيذ والعمل , والخطوة الاخيرة مجرد تنفيذ لجزء بسيط  من الاتفاقيات ولحد الان لم نحصل على شيء ولكن خلال فترة قريبة ستصلنا ’ لان ذلك ضمن الاتفاقيات الموقعة حسب الدستور . المهم ان نجد الارادة لحل المشاكل العالقة , لاننا لانرى تلك الارادة من الحكومة الفيدرالية لهذا نتمنى من اصدقاءنا ومن معنا في الشراكة الوطنية والعمل السياسي ان يفكروا كيف يمكننا ان نعمل نموذج جيد للحكومة الوطنية في العراق الجديد في مرحلة من بعد سقوط صدام ونهديها للشعب العراقي , لآن العراق لن تعود الى عراق مركزي ويتم حصر القرارات والحكم في المركزية لآن الدستور لايعطي المجال لذلك وكتب الدستور على اساس اشتراك جميع اطياف العراق في حكم العراق , لهذا يجب احترام الدستور والعمل ضمن الدستور ونعمل من اجل بناء هذا البلد ولايمكن لمجموعة اشخاص تسيير حكم العراق لوحدهم . والعراق للشيعة والسنة والكورد والتركمان والكلدان والاشوريين والسريان وجميع الاطياف, ويحق لهم المحافظة على الهوية القومية والوطنية .لهذا فأن الفيدرالية هي الحل الوحيد لتنفيذ ذلك  والمحافظة على باقة الموزائيك الجميل وبالاخص من هم مع الديموقراطية والفيدرالية ويؤيدون الدستور والقانون والعمل على تنفيذها . وان لايفكروا في الاكثرية والاقلية او القوة والضعف لان السببين كانا في سقوط العراق وتشكيل قوات دولية لمواجهة العراق في حروب مدمرة , لهذا فان حرب الخليج الاولى والثانية تأريخ حديث وقريب جدا ودرس كبير لمن يريد ان يستفيد منها .

جميع الاطراف والشعب العراقي انتظر طويلا عودة رئيس الجمهورية الى العراق من اجل ايجاد الحلول اللازمة للملفات العالقة والمشاكل بين الاطراف السياسية ؟ ماذا تتوقع من حلول بعد عودته ؟

يجب ان نكون واقعيين , المشاكل في العراق مشاكل عميقة , المشاكل بين الشيعة والسنة ليست  سطحية , بل موجودة ومتراكمة منذ زمن بعيد وبينهما عدم الثقة وانعدام الارادة السياسية وعدم الاحترام وعدم  التقيد بالدستور , وعدم احترام التوقيع والاتفاقيات , في هذه الاجواء لايمكن ان نرى واقع العراق بشكل طبيعي ونقرأ المشاكل والملفات بشكل سطحي وبحلول مؤقته , نرحب بعودة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني , ونحن نسأل , هل من الممكن أن يتم أيجاد الحلول لتلك الملفات والمشاكل خلال جلسة او جلستين بين الاطراف ؟ وهل هي بهذه البساطة بالفعل ؟

لهذا نحن رأينا بأن اتفاقية اربيل والتي انجزت في فترة طويلة وتم الاتفاق عليها نقطة من بعد نقطة وتم التوقيع عليها من قبل جميع الاطراف ووصلنا بها الى بر الامان حيث كانت النقطة الاولى تشكيل الحكومة الفيدرالية والتي كانت بجهود رئيس الاقليم وتم تثبيت وتعيين الرئاسات الثلاثة , وتم تنفيذ النقطة والاولى ومن بعد ذلك اهمل اتفاقية اربيل , لهذا يجب دعم هذه الاتفاقية وعند التفكير بعقد مؤتمر وطني يجب حضور جميع الاطراف وان يكونوا مستعدين لايجاد الحلول .

لكن نحن نرى من جهة يتحدث السيد رئيس الجمهورية عن عقد مؤتمر المصالحة ومن جهة اخرى نسمع بالحديث عن وثيقة مصالحة , تتعلق بالاطراف لم نراها ولانعرف لونها ومحتواها  , لايمكن ان نكون أسرى الاعلام والفضائيات من اجل وثيقة مجهولة المعالم , وثيقة المصالحة بحاجة الى مناقشة ونقاط , وهل من المعقول ان  ندخل من جديد في مناقشات حول قرارات متفقة وموقعة , هذه مشاكلنا وتساؤلاتنا , والحكومة الفيدرالية تحاول ان تخلق مشاكل جديدة , من خلال تشكيل قوات دجلة وتحريك قطعات الجيش العراقي الى حدود اقليم كوردستان والمناطق المتنازعة , هذه الامور يخلق سؤالا ً , هل بالفعل الحكومة الفيدرالية تحاول ايجاد الحلول للمشاكل ؟ لهذا فان هذه الامور يضعنا ان نرى بعين اخر لنية الحكومة الفيدرالية او عقد مؤتمر وطني . لو كانت لديهم  النية في ايجاد الحلول لمى حاولوا  خلق مشاكل جديدة وعليهم حل الملفات القديمة اولا ً .

 

هل الدستور اعطى الحق لحكومة اقليم كوردستان فتح ممثليات في الخارج وتطوير التمثيل الدبلوماسي بين الاقليم ودول العالم ؟

بالفعل لدينا مناقشات مع الحكومة الفيدرالية حول ذلك , لان حسب الدستور نحن كأقليم ضمن عراق فيدرالي , يحق لنا وجود ذلك حسب الدستور , لاننا قبل سقوط الدكتاتورية كان لدينا ممثليات في العديد من الدول وبعد كتابة الدستور اعطي الحق في بقاء تلك الممثليات , لايحق لآحد ان يسلب ذلك الحق منا , وهناك ماده دستورية مثبتة في ابقاء كافة الامور المنجزة  من بعد عام 1992 ولحين السقوط ويجب ان يحترم .

نحن نحاول جاهدا ً ان نعمل ضمن الدستور ونعمل مع الحكومة الفيدرالية من اجل تثبيت عمل ممثليات الاقليم ضمن العمل الدبلوماسي للحكومة الفيدرالية في دول العالم وليست شرطا ُ في ان يكونوا ضمن بناية السفارات , وان يكون لهم اماكن وبنايات خاصة وان يكونوا جزء من الدبلوماسية العراقية ويتعاملوا معهم على هذا الاساس . بالنسبة لنا الاسماء غير مهمة , ومن الممكن ان نتفق حسب مواد الدستور والاتفاقيات لاننا من حقنا العمل والمتابعة في الخارج ضمن التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي ومتابعة شؤون الجالية الكوردية بالتعاون مع السفارات العراقية وممثلياتنا . بامكاننا ان نستفيد من خبرات الدول الفيدرالية والدستور العراقي في هذا المجال ولكن لايمكن إلا بعد ان نرى الحلول للمشاكل السياسية والادارية  الرئيسية في البلاد, فأن هذه الامور الصغيرة تبقى عالقة ومتجزئه هنا وهناك بلا سبب مبرر . لدينا علاقات جيدة  مع وزارة الخارجية في الحكومة الفيدرالية ونأمل في زيادة وتطوير تلك العلاقات والاستفادة منها , لاننا نطمح في المزيد من اجل عراق ديمقراطي وفيدرالي . وكل ذلك مرهون بالعملية السياسية في العراق والاتفاقيات بين الاطراف لآن عمل الحكومة الفيدرالية لاتسير في الطريق الصحيح وبحاجة الى شراكة جميع الاطراف في البرنامج السياسي . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل القصاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/11



كتابة تعليق لموضوع : لقاء خاص مع الأستاذ فلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة أقليم كوردستان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net