الفرقة الناجية رؤيه وتحليل
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مرت ولازالت تمر الامة المجاهدة بأكبر عملية تمحيص على مدار تأريخها ،هذا التأريخ الطويل والمليئ بالجهاد والتضحية ونشر علوم أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين.
وقد أفرزت هذه العملية الالهية تصنيف هذه الامة المجاهدة الى عدة فرق ...
وهنا من أجل التوضيح وعلى فرض المجاز يمكننا ان نقول ان قيادة المرجعيه لم تأتي من فراغ او صدفة بل يمكن ان نمثل هذه القيادة بالثوب أو الرداء حيث قام بنسج خيوط هذا الرداء الانبياء المعصومين الذين اتموا نسج هذه الخيوط بدمائهم الزكية وتضحياتهم العظيمة ومن ثم جاء دور نبي الانسانية ورسولها النبي الاكرم محمد صل الله عليه واله
ليقوم بفصال هذا القماش فصالا" الهياً ومن ثم اعطاه الى أمير المؤمنين علي وسيدة النساء فاطمة لك يخيطانه فأتما ذلك على احسن وجه فأصبح ثوبا"ألهيا" جاهزا" فأعطياه لولديهما الحسن والحسين عليهما السلام لك يدخرانه الى أولادهم المعصومين حتى تصل النوبة الى أخر المعصومين الامام المهدي عليه السلام،ليعطيه للمصلحين في زمن غيبته فأرتداه مصلحا" بعد مصلح حتى وصل الامر الى قادة ثورة الاصلاح في زمن الغيبة الكبرى العلماء النجباء الاوفياء فأرتداه من السفراء الأربعه الى الشيخ الطوسي
وصولاً الى الأمام الخوئي فأعطاه الى المرجع السيستاني فأحدث هذه القياده الألهيه ثورة الاصلاح والتغيير الكبرى حتى شملت جميع مفاصل الحياة فلم تترك مفصل الاوشمله الاصلاح فأخذت هذه المرجعيه هذا الرداء فأخذته وأرتداته فكانت حقا"رداء عزة وكرامة
وإباء للمسلمين عامة والمذهب خاصة،
الاان الشيطان الرجيم و النفس الامارة بالسوء قد سيطرت على البعض فأرادت ان ترتدي ماليس لها ظلما وعدوانا فأنشقت عن طريق الحق والاصلاح وأرتدت رداء الخزي والعار والخسران (الا ان ذلك هو الخسران المبين) وقد نست أو تناست ان هذا الرداء لايمكن
لأي فرد ان يرتديه الا بعد ان يوقع له جميع من أشترك في صناعته ونسج خيوطه
وأقصد بهذا التوقيع هو توافق عمل هؤلاء العظماء والمصلحين مع عمل القائد الذي سيرتدي هذا الرداء من بعدهم.
وما قول علي (عليه السلام ) عندما قال في الخطبه الشقشقيه ( أمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابن أبي قحافه وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى)
أي ان هذا الثوب لايليق بهؤلاء الذين سرقوا القياده من اهلها
وهذا واقع الحال لمن ادعى ماليس له وحاول تقمص الرداء الألهي
قد شاءت حكمة ربك ان لا تخلي البسيطة من عباده له رهبان الليل
اسود النهار مطالبين بدماء الابرياء من كل ظالم وافاك ومنافق استحكم بعباد الله
ويسومهم سوء العذاب فتمسكو بالثقلين عن حق كتاب الله وعترته
فكانت المرجعية الدينيه هي الواسطه مع العتره الطاهره
فكانوا بحق تربية محمد وال محمد وبيدهم القياده الربانيه
ان الدور الرائد والمبارك الذي لعبته المرج في ظل هذه العواصف الهوجاء من الفتن الطائفية والمذهبية التي تجتاح أمتنا الإسلامية وتهددها بتقويض أمنها وزعزعة استقرارها وحرمانها من أي تقدم وتطور وتحديث وازدهار، وتحاول من خلال المشاريع المفخخة تمزيق المنطقة والاستيلاء عليها لاستيلاب خيراتها ومقدراتها وإعادة استعمارها من جديد من خلال ما يسمى بديمقراطية الفوضى الخلاقة التي قتلت البشر ودمرت الحجر. في ظل هذا كله نجد أنّ المرجعيه ومن خلال مواقفه الشرعية ومقارباته للواقع بكل موضوعية وتجرد وتوجيهاتها الرشيدة وإيمانه المطلق بالله والتزامه الكامل برسالة الإسلام وتقيدها اللامحدود بنمط ومنهج رسول الله (ص) وآل بيته (ع) وحرصهم الشديد على وحدة الأمة ووحدة العراق أرضاً وشعباً استطاعت لجم هذه الفتنة الهوجاء والحد من غلوائها رغم ضخامة الهجمة وهول العاصفة واندفاعاتها الخطيرة.