صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

كوتوا دُعاة خير وسلام
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

يوم بعد يوم، يزداد الاحتقان الطائفي، وتتصاعد حدة وتيرته، ونبرات صوته، بسبب التشنج الواضح والخطير الذي يمارسه البعض، من خلال التصريحات والخطابات والمواقف، التي تعتبر جميعها بمثابة الزيت الذي يصب على النار. وهذه التصريحات والخطابات، التي تصدر كل يوم، ومن كِلا الفريقين، لا تزيد من الامور الا تعقيداً، وصعوبة، وخطورة، وتأخذ بالحلول الى طرق مسدودة. والغريب في الأمر ان الأعم الأغلب، لم يلتفت الى خطورة ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، ان بقيت الاحداث على ما هي عليه، فالشحن الطائفي العجيب الذي يزداد بشكل سريع، لن يكون لقمة سهلة سائغة تستطيع الحكومة بإمكانياتها العسكرية البسيطة ومعلوماتها الاستخبارية المنخورة ان تبتلعها وتوقف مسيرتها وزحفها لو بدأت أتونها بالنهوض لا سمح الله فعليه يجب ان يفكر الجميع بحلول سريعة وجذرية للأحداث المتسارعة التي تجري على هذه الارض المسكينة، التي باتت لا تحمل على ظهرها إلا جثث الأبرياء ونيران المفخخات والأحزمة الناسفة. وهذه المسؤولية لن يُستثنى منها أيُّ أحد، أكرر أيّ أحد، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وتبدأ هذه المسؤولية من حيث الأولوية والأهمية الجهة المسؤولة عن إيجاد الحلول، فهي القوى السياسية، بمختلف عناوينها ومؤسساتها، دون استثناء، لانها كانت وراء الأعم الأغلب من الأزمات، بل يمكن القول ان بوابة الاحتقان انطلقت من اروقتها، لذا فهي ملزمة بايجاد مخرج للازمة، وان تطلب ذلك تنازل بعضها للبعض الآخر، بل التنازل من قبل الجميع، كون الواجب الذي يقع على عاتقها - القوى السياسية -، اشمل واكبر وأخطر، فهم يعتبرون الجهة المسؤولة عن كل ما يجري اليوم من احداث وتصعيد خطير. أما الجهة الأخرى التي تُعتبَر مُغيَّـبَة عن القرار، هي الجماهير، فالجماهير اليوم منقسمة في آرائها وتوجهاتها وانتقاداتها، فمنهم من يصفق مع السلطة، في سلبياتها وايجابياتها، ومنهم من ينتقد السلطة بشكل فوضوي أعمى، ومنهم من انشغل بلقمة عيشه غير آبه بما يجري، ومنهم من اتخذ موقف الحياد، لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. وهنا في كتابتي لهذه الأسطر، اردت أن أحاكي ضمير الجماهير باختلاف العناوين التي ذكرتها، واقول لهم، ان النار التي ستوقدها حرب الطائفية لو حصلت لا سمح الله، لن تترك أخضر الزرع ولا يابسه إلا وأحرقته ودمرته، ولنا تجربة سابقة مع ذلك، كيف ان العراق اشتعل من رأسه الى أخمصه، بعد تفجيرات الإمامين العسكريين عليهما السلام، اذ ان الجميع كَوَتْهُ تلك النار، سواء على مستوى القتل او الخطف او الاعتقال او التدمير او قطع الأرزاق، او فقدان الأمن،
بل انه يمكن القول ان البلد تحول الى ساحة قتال بين معسكرين يأكل احدهما الآخر، دون تمييز او تشخيص. فأقول لاخوتي، وتحديداً أبناء مذهبي، ان الإرهاب أعمى، لا يميز بين حزب وآخر، او بين مقلد وآخر، ولا بين ابن محافظة واخرى، ولا بين مسؤول وفرد عادي، لذا علينا ان نشعر بالمسؤولية في ايجاد الحلول الناجعة التي تمنع او تحد من وصول الأمور الى ما لا يحمد عقباها، وواجبنا الشرعي والأخلاقي هو ان لا نطبل ونزمر وننفخ في أبواق الحرب، لأن طبول الحرب لو اعلنت، فان الجميع لا يسلم من نيرانها، فمَنْ منكم لا يريد العيش بسلام، وأمان؟، لذا لا تكونوا مُعينين للبعض من المنحرفين من القوى التي تجر عواطفكم المذهبية إليها بغية كسب اصواتكم وعواطفكم، بعد ان عجزت وفشلت فشلاً ذريعاً في تقديم أبسط مقومات العيش، فبدأت على أثر ذلك تعزف هذه المعزوفة القديمة الحديثة، والتي تعكس لنا فشلها الذي شخصناه ولاحظناه، بشكل واقعي حقيقي، لا لبس فيه، ولا خديعة. لذا كونوا دُعاة خير وسلام، لا دُعاة شر وحرب، ففي الاولى، العيش الرغيد الكريم، وفي الثانية، الاقتتال والحقد اللئيم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/31



كتابة تعليق لموضوع : كوتوا دُعاة خير وسلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net