إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث ح2
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
6- معية الثقلين تنزيل الكتاب, والحديث إحدى مراتب الثقلين, فإنّ للثقلين مراتب, فكلما تصاعدا أصبحا شيئاً واحداً, فمن ظن ان القرآن مرتبة واحدة فقد ضل عن حقيقة ان القرآن ذو مراتب غيبية ملكوتية وتأويلية, ولاسبيل إلى التمسك بها إلا عن طريق معية العترة.
7- قد أكد القرآن الكريم على زيغ وضلالة
وفتنة من يتفرد بزعم التمسك بالقرآن وحده, فقال تعالى ﷽ ﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ﴾ , فمن لم يؤمن بأن للقرآن تأويل فقد كفر وضل, ومن لم يسلم بأن التأويل محصور علمه بالله والراسخين في العلم فقد كذب القرآن الكريم.
8- قد حصر القرآن الكريم الوصول إلى المكنون من حقايقه العلوية الغيبية بالذين شهد القرآن لهم بالتطهير الإلهي, وهم أهل آية التطهير, فقال في سورة الواقعة بعد أن أقسم الله تعالى بقسم عظيم بأن القرآن الكريم في كتاب مكنون : ﴿ لايمسه إلا المطهرون ﴾, وقال تعالى: ﴿ أفبهذا الحديث أنتم مدهنون . وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ﴾, وقال في سورة البروج : ﴿ بل هو قرآن مجيد . في لوح محفوظ ﴾.
9- فلاحظ آية آل عمران وآية الواقعة دالتان على حديث معية الثقلين وان القرآن كتاب إلهي أكثر مراتبه غيبية ملكوتية لا يمكن الوصول إليها, ولا يمسها فقيه ولا مفسر عالم ولا عارف وأصل ولا.. ولا.. إلا أهل البيت (عليهم السلام) الذين شهد القرآن بطهارتهم.
9- وعلى ضوء ذلك فلا يكون تفسير العلماء المفسرين والحكماء والمتكلمين وغيرهم بديلاً عن حديث المعصومين من أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم).
10- لأن القرآن لا تنتهي كلماته, ﴿ ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ﴾ , لأنه كلام إلهي غيبي ملكوتي لا متناهي, فلا يكون في قدرة البشر الإحاطة به, لا الملا صدرا ولا العلامة الطباطبائي ولا الميرزا علي القاضي ولا ابن عربي ولا.. ولا.. بل لا يحيط باللا متناهي من القرآن إلا الذين شهد لهم القرآن أنهم يمسونه, لأنه كتاب إلهي فيحتاج إلى معلم إلهي منصوب من الله معين من القرآن, وهم أهل البيت (عليهم السلام).
وقد سئل العلامة الطباطبائي في آخر عمره من قِبَل الشيخ العلامة السيفي (حفظه الله) عن أفضل تفسير للقرآن الكريم فأجاب بتفسير القمي والعياشي فقال له الشيخ: وماذا عن تفسير الميزان؟! فقال الطباطبائي محركاً يده كالمستخف بكتابه الميزان قياساً ومقارنة بالتفسير الحديثي الروائي لأهل البيت (عليهم السلام) وأنه لا يقاس بالثقلين شيء من كلام البشر المفسرين.
والحمد لله رب العالمين,,
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat