قراءة في كتاب (المنهج القويم في إثبات الإمامة من الذكر الحكيم) لسماحة آية الله العظمى السيد محمد الرجائي
مجلة الأمين
بسمه تعالى
 
أولى ذكرياتي مع هذا الكتاب القيم والنتاج الثر تعود لسنين مضت حين قدم سماحة آية الله الشيخ محمد سند الى بلدة السيدة زينب عليها السلام - حفظها الله ورعاها - للزيارة وإلقاء المحاضرات ، فهناك وفي إحدى الجلسات معه حدثنا عن كتاب قيم لأحد علماء قم المقدسة في إثبات الإمامة، وشرائط وصفات الإمام من القرآن الكريم، دون الاستدلال بالروايات الشريفة، وشكر كثيرا جهد المؤلف وأثنى على المؤلف والكتاب - كعادة علمائنا في التنويه بجهود الآخرين وعدم الحسد مع انه للشيخ السند كتاب الإمامة الإلهية في 3 مجلدات- مما شوقنا للاطلاع عليه، وبعد مدة وفقني الله لاقتناء الكتاب وقراءته؛ فوجدته كما قال الشيخ السند وفوق ما وصف؛ لأنه كتاب قيم بالفعل وللغاية.
 
فقد استنطق سماحة السيد الرجائي فيه الآيات القرآنية التي تتكفل بإثبات الإمامة، واحتياج المكلفين إلى الحجة من نبي أو إمام، وأن الله عز وجل قد جعل في كل زمان حجة للمكلفين، وبحث مفصلا عن الأوصاف المعتبرة في الإمام وخليفة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومناقبه، بعد التدبر التام دون الاستشهاد بخبر من طرق الشيعة أو العامة.
 
هذا كله في المرحلة الأولى وهي المرحلة النظرية، وفي المرحلة الثانية، وهي المرحلة التطبيقية وذلك لمعرفة الشخصيات التي تنطبق عليها المواصفات القرآنية للإمام والخليفة، وهذا يتم بالرجوع إلى المصادر الحديثية الموثوقة المتفق عليها، لتجلي لنا تلك الشخصيات التي تمثلت فيها تلك الصفات، حيث تنطبق عليها الآيات القرآنية انطباقا طبيعيا دون توسط العاطفة وبكل حيادية.
 
ومما ينبغي التنبه له أن سماحة السيد الرجائي إنما تصدى لاثبات الإمامة وشرائطها قرآنيا لا لقصور في الأحاديث، ولا طعنا بها، ولا إعراضا عنها، بل هي متواترة دالة على المطلوب، كما صرح في المقدمة - خلافا لما صنع الحيدري حينما نعى استدلال علمائنا بالحديث واعتبرهم منساقين مع السنة - بل لتكون الحجة على المخالفين أتم وأكمل ولله الحجة البالغة.
 
ولكن مما ذكرني بالكتاب الآن ما اطلعت عليه من تسجيلات لكمال الحيدري من مدة، يتحدث فيها عن تقصير علمائنا وحوزاتنا في البحث والتأليف حول الإمامة وشرائطها، وأخذ يتبجح بأن بحثه قرآني ويتحدى الحوزات، ومما قاله - في تسجيل له على اليوتيوب تحت عنوان مسؤليات وشروط وموانع الإمامة قرآنيا - : (أتحدى كل من كتب إلى الآن كتب في الإمامة القرآنية) ، مع ان كتاب السيد الرجائي طبع قبل كلامه بسنوات. 
 
فأخذني الذهول والدهشة والاستغراب !!!!
 
فلم كل هذا الإنكار لجهود العلماء ولماذا انعدم الإنصاف عند الرجل ؟!!
 
فإن كتاب آية الله السيد الرجائي قد طبع مرتين على حد علمي وبقم المقدسة وهو من علماء وأساتذة بحث الخارج في حوزة قم المقدسة.
 
ومسألة الإمامة من المسائل التي طالما كتب فيها علماؤنا من الكتب والموسوعات كالغدير والعبقات وغيرها ، مما لا يعد ولا يحصى، - وبحثوها من مختلف جوانبها وأدلتها القرآنية والحديثية ودلالة العقل - بل لو أفردنا مؤلفا كاملا ببليوغرافيا نحصي فيه فقط أسماء مؤلفات علمائنا حول الإمامة لبلغ مئات الصفحات.
 
ولكنني تأكدت أكثر حينها بضرورة تعريف المؤمنين بجهود علمائنا ونتاجاتهم العلمية ؛ ليطلعوا ويعلموا عمق مذهبنا الحق؛ ولئلا يغتروا بادعاءات تأتي من هنا وهناك؛ يتبجح أصحابها بالجدة والتجديد والاصلاح والابتكار، والأدهى والأمر هو إدعاء تقصير العلماء .
 
فمن العادي والمقبول في الأوساط العلمية الحوزوية ان يبتكر عالم دليلا أو مبنى أو يلتفت إلى نكتة علمية لم يلتفت إليها غيره .
 
ولكن من غير المقبول بتاتا التبجح والافتخار ، وتنكر جهود الآخرين وتجاهلها، فهذا ليس ديدن علمائنا ولا من أخلاقهم.
 
ومما لفت نظري أكثر تبعية الحيدري للسيد الرجائي في كلا المرحلتين النظرية والتطبيقية، فقد قال في نفس التسجيل : (الرواية تطلع إلنا المصداق).
 
ومما قاله أيضا في ذلك الفيديو: ( أقسم لكم بالله العظيم أن أهل البيت مفردة مفردة مما قالوه في أنفسهم استدلوا بهذه الآيات).
وهذا الأمر أخذه أيضا من السيد المحقق الرجائي إذ أشار إليه في مقدمة كتابه في الصفحة 8 ولكن دون هذا القسم والتهويل .
 
فهل يرى الحيدري ان دليل الامامة منحصر بالقرآن؟
هل يريد الحيدري من الناس ان تعتقد بالإمامة كما يفهم هو دون غيره؟
أم لا هذا ولا ذاك، وإنما هو حب الظهور والجري على قاعدة: خالف تعرف. 
 
وأخيرا نقول للحيدري إن شئت أن تعمل وتحقق - إن كنت من أهلها - فاعمل دون الطعن بالآخرين، ودون التنكر لجهود الآخرين، وفي أروقة العلم لا التشدق بها على الفضائيات.
 
وتعلم من العلماء الحقيقيين أمثال سيدنا المحقق الرجائي دام ظله .
 
رابط كلام كمال الحيدري
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجلة الأمين

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/08/11



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في كتاب (المنهج القويم في إثبات الإمامة من الذكر الحكيم) لسماحة آية الله العظمى السيد محمد الرجائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : عبد الله ، في 2014/08/18 .

هل يمكنك أن توفر الكتاب على الانترنت كشبكة الفكر أو مكتبة نرجس أو غير ذلك؟

• (2) - كتب : بو رضا ، في 2013/09/03 .

هل الكتاب (المنهج القويم في إثبات الإمامة من الذكر الحكيم ) متوفر على الانترنت؟




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net