صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

وقفه مع الشيخ محمد اليعقوبي حول فرحه الزهره
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 لقد إبتلى الله التشيع في هذه الفتره من المتشبهي بالعلماء من دعاة الوحدة الزائفة حيث أنكروا الكثير من تراث أهل البيت عليهم السلام على أذهان الكثير من العوام بحجة عدم تجريح المخالفين فتارة ينكرون إستشهاد الزهراء عليها السلام و تارة يستنكرون اللعن....الخ و من أبرز تراثنا هو الإحتفال بمقتل ( ظالم الرسول و آله ) في التاسع من ربيع الأول ، و هؤلاء المزيفون يخفون هذه الشعيرة على أذهان العوام حيث الكثير من العوام من أبناء الشيعة لا يعرفون هذه الشعيرة و إذ سمعوا عنها يعتقدون إنه فعل مبتدع من عمل عواطف الشيعة
ومن هؤلاء الشيخ محمد اليعقوبي الذي انكر فرحة الزهره واعتبرها ان لا اصل لها في التراث الشيعي
http://www.yaqoobi.com/arabic/artc/1870/index.html

إحياء يوم التاسع من شهر ربيع الأول بالفرح والسرور هو مما حثّ عليه الشارع المقدّس، وجرت عليه سيرة المتشرّعة قديما وحديثا، فهو عيد عظيم من أعياد الإسلام حتّى عُبّر عنه في لسان الروايات بعيد الغدير الثاني، وكيف لا وفيه تحقق دعاء الزهراء البتول (صلوات الله عليها) فأهلك الله قاتلها اللعين.
ورد عن حذيفه قوله أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا وسبطاه نأكل معه، فذلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال: هو والله هذا اليوم الذي أقرّ الله به عين آل الرسول، وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما. قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟ فقال (عليه السلام): هذا يوم الاستراحة، ويوم تنفيس الكربة، ويوم الغدير الثاني، ويوم حط الأوزار، ويوم الخيرة، ويوم رفع القلم، ويوم الهدو، ويوم العافية، ويوم البركة، ويوم الثارات، ويوم عيد الله الأكبر، ويوم اجابة الدعاء، ويوم الموقف الأعظم، ويوم التوافي، ويوم الشرط، ويوم نزع السواد، ويوم ندامة الظالم، ويوم انكسار الشوكة، ويوم نفي الهموم، ويوم القنوع، ويوم عرض القدرة، ويوم التصفح، ويوم فرح الشيعة، ويوم التوبة، ويوم الإنابة، ويوم الزكاة العظمى، ويوم الفطر الثاني، ويوم سيل الشعاب، ويوم تجرع الريق، ويوم الرضا، ويوم عيد أهل البيت، ويوم ظفر بني اسرائيل، ويوم قبول الأعمال، ويوم تقديم الصدقة، ويوم الزيارة، ويوم قتل النفاق، ويوم الوقت المعلوم، ويوم سرور أهل البيت، ويوم الشهود، ويوم القهر للعدو، ويوم هدم الضلالة، ويوم التنبيه، ويوم التصريد، ويوم الشهادة، ويوم التجاوز عن المؤمنين، ويوم الزهرة، ويوم التعريف، ويوم الاستطابة، ويوم الذهاب، ويوم التشديد، ويوم ابتهاج المؤمن، ويوم المباهلة، ويوم المفاخرة، ويوم قبول الأعمال، ويوم التبجيل، ويوم إذاعة السر، ويوم النصرة، ويوم زيادة الفتح، ويوم تودد، ويوم المفاكهة، ويوم الوصول، ويوم التزكية، ويوم كشف البدع، ويوم الزهد، ويوم الورع، ويوم الموعظة، ويوم العبادة، ويوم الاستسلام، ويوم السلم، ويوم النحر، ويوم البقر. قال حذيقة: فقمت من عنده، وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي. قال محمد بن العلاء الهمداني، ويحيى بن جريح: فقام كل واحد منا وقبّل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمي، وقلنا: الحمد لله الذي قيّضك لنا حتى شرّفتنا بفضل هذا اليوم. ثم رجعنا عنه، وتعيّدنا في ذلك". (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج31 ص125 عن زوائد الفوائد ومحتضر الشيخ حسن بن سليمان).
فكما ترى؛ قد احتفل رسول الله وأهل البيت والأئمة الطاهرون (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بهذا العيد العظيم، وأمروا بالتعيّد فيه، وتلقّف شيعتهم الأبرار أمرهم وجرت فيهم هذه السنة والعادة جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا بحمد الله تعالى.
وأما عن فتوى الفقهاء فالإجماع حاصل على استحباب إحياء هذا العيد بالفرح والسرور والتوسعة على العيال والصيام شكرا لله تعالى على النعمة وهلاك الطاغي، والقيام بسائر الأعمال العبادية التي أوصى بها الأئمة المعصومون (صلوات الله عليهم) وخصّوا بها هذا اليوم، كالاغتسال ونحوه.
وإليك شذرا مما أفتى به الفقهاء في هذا الشأن:
• قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه: "وفي اليوم التاسع منه يوم العيد الكبير وله شرح كبير في غير هذا الموضع، وعيّد فيه النبي (صلى الله عليه وآله) وأمر الناس أن يعيّدوا فيه". (مستدرك الوسائل ج2 ص522 عن مسار الشيعة للمفيد).
• قال شيخ الفقهاء صاحب الجواهر رضوان الله عليه: "وأما الغسل للتاسع من ربيع الأول فقد حكي أنه من فعل أحمد بن إسحاق القمي بأنه يوم عيد، لما روي ما اتفق فيه من الأمر العظيم الذي يسر المؤمنين ويكيد المنافقين (...) وقد عثرت على خبر مسندا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل هذا اليوم وبركته وأنه يوم سرور لهم (عليهم السلام) ما يحير فيه الذهن، وهو طويل، وفيه تصريح باتفاق ذلك الأمر فيه، فلعلّنا نقول باستحباب الغسل فيه بناء على استحبابه لمثل هذه الأزمنة، وسيما مع كونه عيدا لنا ولأئمتنا عليهم السلام". (جواهر الكلام ج5 ص43).
• قال السيد رضي الدين ابن طاووس – الابن أو المثنّى - (رضوان الله عليه) في روايته الحديث الشريف بإسناده: "نقلته من خط محمد بن علي بن محمد بن طي رحمه الله، ووجدنا في ما تصفّحنا من الكتب عدة روايات موافقة لها فاعتمدنا عليها، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه وإظهار السرور فيه". (بحار الأنوار ج31 ص129 عن زوائد الفوائد للسيد رضي الدين علي بن طاووس).

ما ورد في مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي:
اليوم التاسع من شهر ربيع الاول:
عيد عظيم و هو عيد البقر و شرحه طويل مذكور في محله و روي إن من أنفق شيئا في هذا اليوم غفرت ذنوبه و قيل يستحب في هذا اليوم إطعام الإخوان المؤمنين و إفراحهم و التوسع في النفقة على العيال و لبس الثياب الطيبة و شكر الله تعالى و عبادته و هو يوم زوال الغموم و الأحزان و هو يوم شريف جدا
• ونقل الشيخ الكفعمي (رضوان الله عليه) في مصباحه (ص270) أنه يوم شريف عظيم الفضل يرجح التعيّد فيه والإنفاق على المؤمنين والتوسعة على العيال والتطيّب ولبس الجديد من الثياب والشكر والعبادة.
• وعدّ السيد الطباطبائي اليزدي (رضوان الله عليه) يوم التاسع من ربيع الأول من جملة الأعياد والمناسبات الشريفة التي يستحب فيها الغسل. وتبعه على ذلك جمهرة فقهائنا وكل من علّق على العروة في الحاشية من المراجع الكرام. (العروة الوثقى ج2 ص152).
• قال السيد رضي الدين ابن طاووس – الأب - رضوان الله عليه: "اعلم أن هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن، ووجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظّمون السرور فيه، ويذكرون أنه يوم هلاك بعض من كان يهون بالله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه ويعاديه، ولم أجد في ما تصفّحت من الكتب إلى الآن موافقة أعتمد عليها للرواية التي رويناها عن ابن بابويه تغمده الله بالرضوان، فإن أراد أحد تعظيمه مطلقا لسر يكون في مطاويه غير الوجه الذي ظهر فيه احتياطا للرواية، فكذا عادة ذوي الرعاية". (إقبال الأعمال ج3 ص113).
هذا ولا يخفى أن سيرة علمائنا الأبرار، ومراجعنا الأخيار، السابقين واللاحقين، هي على تعظيم هذا العيد المبارك والاشتراك في مجالسه المفرحة، وتبادل التهاني والتبريكات، ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو معاند. ومع هذه الشهرة العملية لا يبقى مجال للتشكيك في مشروعية الاحتفال والابتهاج في هذا اليوم العظيم، فلو كان في ذلك إشكال لتصدّى فقهاء العصر إلى تبيانه.
هذا وإني شخصيا أنقل الفتوى عن السيد المرجع (دام ظله) باستحباب إحياء هذا العيد المبارك بشعائر الفرح والبهجة.
بقي أن نشير ختاما إلى نكتتين: الأولى؛ أن ثمة قولا من بعض العلماء والمحققين مفاده أن هلاك الطاغيه الثاني (لعنة الله عليه) إنما كان في يوم آخر من شهر ذي الحجة لا في التاسع من شهر ربيع الأول كما حكاه صاحب السرائر ابن ادريس الحلي، لكننا نرجّح أنه كان في التاسع من الربيع حيث إن تدقيق النظر يقود إلى ذلك، وهذا بحث ليس هنا محلّ ذكره.
النكتة الأخرى؛ أن ما ورد في الحديث الشريف من أن الله تعالى يأمر الملائكة برفع القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيام فلا تُكتب لهم خطيئة، ليس معناه إبطال أو تعطيل التكليف والسماح للعباد بالتجرّي على أوامر الله تعالى ونواهيه، بل معناه أن الله سبحانه يأمر الملائكة بعدم تسجيل المعاصي التي تصدر من العباد عن غير قصد التجرّي، فيكون الأمر بمنزلة الغفران المقدّم. وإلا فمن يتجرأ على الله عز وجل في هذه الأيام مرتكبا ما يسخطه ظنا منه أن لا تكليف ولا حرج عليه فيها، فإن إثمه لازمه والعقاب لاحقه.
واليكم ما قاله سماحة المحقق الشيخ محمد سند .

وفقكم الله ورعاكم وجعلكم وإيانا ممن يفرح لفرح الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها صلوات الله وسلامهم عليهم أجمعين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/06



كتابة تعليق لموضوع : وقفه مع الشيخ محمد اليعقوبي حول فرحه الزهره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net