غرندايزر وساسوكي وساندي بيل ..... تربية عقلية وفكرية ناضجة للطفل
ايفان علي عثمان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايفان علي عثمان

اليوم ما يبث على شاشات التلفزة المتخصصة بالاطفال من برامج وصور متحركة بعيدة كل البعد عن ما كنا نشاهده ونحن اطفال فهي مملة ولا ترقى لمستوى عقل الطفل وليست ذا مضمون روحي وتثقيفي لكي تعلم الطفل مفردات هذه الحياة فهي مجرد برامج استعراضية ملونة لا تهدف الى تقديم النصائح والارشادات واسس التربية الصحيحة .....
فالثمانينيات قدمت ابهى صورة للطفل من خلال انتاج اضخم الصور المتحركة التي الهبت قلوبنا ونحن صغار فالذكراة ما تزال تصدح بأنغام افلام كارتون غراندايزر وساسوكي وساندي بيل وكعبول والسنافروسندباد وغيرها من الصور المتحركة التي جسدت مفاهيم اخلاقية وتربوية لتنشئة جيل الثمانينات فدائما اقول ان جيل الثمانينات متميز وقوي ومتحدي وثوري والسبب يعود ان سينما الطفل العربية والعالمية كانت تقدم اطباق طازجة من المتعة والترفيه والتربية السليمة .....
ولكن بات كل هذا اليوم مجرد ذكرى من الماضي بعد ان سيطرت برامج غريبة الاطوار متخصصة بشؤون الطفل التي لا تحمل سوى رسائل تجارية غير هادفة واصبحت التكنولوجيا تصنع صور متحركة بتقنية HDو3D ولكن بدون ان تضع في الحسبان ان التكنولوجيا ليست وحدها من تصنع جيلا مثقفا ومبدعا من الاطفال فلقد شوهت الاشكال والأجسام الغريبة عقلية الطفل فهي تقدم صور العنف في حلة فضائية متعفنة ولا يوجد لفحوى قصص هذه الصور المتحركة اية مفاهيم انسانية واخلاقية بل هي تقدم مجموعة من الالوان في صور استعراضية تجعل الطفل يصاب بالهلوسة وفقدان التركيز وعدم الانضباط داخل بيئة الاسرة وضمن مؤسسة التربية والتعليم ؟
فأحدى مساوىء هذه الصيحات من الصور المتحركة ان الاطفال يقلدون كل احداث هذه القصص المنفردة في سرب سينما لطالما كانت لها الكلمة العليا في نمو عقلية الطفل نحو الابداع فبات الطفل يفكر ضمن دائرة مفرغة ابطالها مجموعة من الشخصيات اللامنظمة جسديا وفنيا ؟
لهذا يجب ان يعيد التأريخ نفسه وان تقوم شاشات التلفزة المتخصصة بالاطفال الى تقديم ما هو هادف وذو مضامين انسانية واخلاقية في حلة جديدة من الصور المتحركة وبرامج الاطفال والاستغناء عن ظاهرة الرسائل النصية والاعلانات التجارية التي تسيطر على هذه الشاشات فلا يمكن ان يصبح عقل الطفل مصيدة لأفكار ومعتقدات عنيفة ووهمية الهدف من وراءها الربح المادي لشركات الالعاب والشركات التي تصنع صور متحركة بهذا المستوى الهابط فكريا وفلسفيا وروحيا .....
لذا يجب على الاباء والامهات اختيار ما هو هادف للمشاهدة فالطفل عبارة عن ورقة ناصعة البياض يجب اخذ الحيطة والحذر في ترميم البنية العقلية وهذا لا يتم الا من خلال التوجيه الصحيح من قبل الوالدين بغرض التنشئة السليمة في مرحلة الطفولة الى المراهقة ومرحلة الشباب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat