صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي ( 8 )
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


فيما يلي تسلسل ما قالة المنحرف احمد القبانجي وتعليقاتنا عليها
• يقول القرآن: «الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ • الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ • الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ • يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ • نُّورٌ عَلَى نُورٍ • يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» وهنا ضعف بلاغي، إذ المبتدأ كان جميل «الله نُورُ» ولكن ما جاء بعد ذلك كان تحجيما وتشبيها بما هو أتعس لا بما هو أحسن، إذ شبّه نور الله العظيم بنور مصباح في زجاجة كالفانوس، والذي تنحصر إنارته لمستوى مادي محسوس بحجم الحجرة، ثم قال زيتونة لا شرقية ولا غربية ولم يبق سوى أن يكمل فيقول: ”جمهورية إسلامية“!
تعليق: ”أن معنى المشكاة هو الكوّة أي الثقب الذي يكون في الجدار ولكن لا نفاذية له لدخول الضوء الخارجي، وإنما هو نافذة يوضع بها السراج ويجعل عليها زجاجة حتى تحفظ المصباح من الرياح فلا ينطفئ النور بل يزداد توهجاً، لأن الضوء حينما يتوسط الزجاج فأنه يتلألأ ويضيء أكثر وهذا السر في إحاطة المصابيح الكهربائية بالزجاج، أما المصباح فكلمة مشتقة من الصبح وإضائته، ولهذا فأن هذه الآية تعتبر من روائع إعجاز بلاغة القرآن الكريم وفصاحته إذ هي تأتي من باب تشبيه المعقول بالمحسوس لتقريب المعنى إلى الأذهان، كما لا نغفل أن القرآن في كثير من الأحيان يفسّر بعضه بعضا فمن يكون ذهنه نيّراً يضم هذه الآية إلى بقية الآيات المتحدثة عن نور الله ليصل إلى المقصد منها، مع التأمل في أن الضياء لا ينبعث من المشكاة، لكننا وجدنا الآية تقول: «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» ولا تقول «مثل نوره كمصباح في مشكاة» فما سبب ذلك؟
السبب: هو أن الله تبارك وتعالى أراد بتشبيهه نوره بالمشكاة أن يومئ بأن نوره محفوظ لا يتمكن أحد أن يطفئه، فقد ورد في آية أخرى: «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»، وكذلك قوله: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»، ثم يقول أن هذه المشكاة فيها مصباح والمصباح في زجاجة تحفظه؛ فهنا حفظ ثاني، ولذا دخلت كاف التشبيه على المشكاة لأنه لو تحدث عن المصباح مباشرة فإن ذلك سيلغي الإشارة الأولية لحفظ النور، ثم أنه يبيّن أن نور المصباح الذي يكون في تلك الكوّة مع إحاطته بغلاف زجاجي يكون نورا محفوظا على أتم وجه، إذ كانوا في السابق يحافظون على المصباح بهذه الطريقة فيبقى لأطول مدة ممكنة، كما أن هذا التوازي يدل على شدة الضياء ويقرّب هذا المعنى قوله سبحانه: «نُّورٌ عَلَى نُورٍ».
ثم تأتي الإشارة إلى (الكوكب الدري) فهذا يطبع في الذهن تشبيها عظيما للمشكاة فيبيّن أن هذا (النور على نور) وهّاج ومتلألأ ودائم الاتقاد والاتصال ولا ينحصر باتجاه معيّن فيضيء السماوات والأرض بل لا حدود له، وفي هذا التشبيه إطلاق يفيد بشدة الضياء والمعنى أنه يهدي جميع من في السماوات والأرض، ويضاف إلى المعنى أن هذا النور صافٍ وغير مشوب، بدلالة كلمة الزجاجة التي لا تعتم النور ولكن تزيده ضوء. ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على نقاء مادة هذا النور، بدلالة كلمة (الزيتونة) لأن زيت الزيتون كان يستخدم في إشعال السراج وما أشبه لإيقاد الأنوار، وهو أفخم أنواع الزيوت وأصفاها وأحسنها، ثم تأتي نقطة بلاغية أخرى بيانا للمعنى وهي تحديد نوع الشجرة بأنها لا شرقية ولا غربية، فالشجرة الزيتونية الشرقية هي التي تشرق عليها الشمس فقط ولا تغرب، والشجرة الزيتونية الغربية هي التي يقع عليها ضياء الشمس حال الغروب فقط، أما الشجرة الزيتونية التي تكون لا شرقية ولا غربية فهي التي تشرق عليها الشمس وتغيب فتستفيد من ضياء الشمس منذ الشروق وحتى الغروب أي طوال النهار كله، وهذه الشجرة تعطي أصفى وأنقى أنواع الزيتون وزيت الزيتون على الإطلاق، فهذا المعنى بليغ جدا وقد أشار إليه إمامنا الباقر عليه السلام. (بحار الأنوار - الجزء4 - الصفحة 18).
كما أن لقوله تعالى «لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» مصداق آخر ورد في التفاسير وهو أنه لا يهودية؛ لأن اليهودي (شرقي) يصلي قبل شروق الشمس، ولا نصرانية؛ لأن النصراني (غربي) يصلي قبل غروب الشمس، كما أوّل المعنى بلا دعيّة ولا منكرة، وعلى أي حال فأن التفسير الظاهري لهذه الآية بحد ذاته في قمة الإعجاز، فلنا أن نقول أن النور قد نسبه الله لنفسه فصار الواجب أن يكون حاكما لا محكوما، فإذا قال أن هذا النور يتقد من زيت شجرة شرقية أو غربية فالمعنى أنه يكون محكوما بإحدى هاتين الجهتين، ولكنه نفى ذلك بهذا التشبيه المجازي البليغ.
وقد ورد في تأويل «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ» أن هذا النور قد أودع في صدر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وفي تأويل «كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» أي فيها نور النبوة أو نور العلم، وفي تأويل «الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ» أنه صدر إمام الكون علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما)، وفي تأويل «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» أنها فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)، كما أن بعض الروايات عن الأئمة الطاهرين تشير إلى أن هذا الآية تتحدث عن نور المؤمن، وفي تأويل «نُّورٌ عَلَى نُورٍ» أي إمام بعد إمام، وأن الله يهدي لنور آل محمد من يشاء من عباده. فهذه الآية فيها من الأسرار والدقائق البلاغية ما يمكن أن يجعلنا نطيل ونسهب لاستخراجها، ولعل تفصيل ذلك يصل إلى 600 حلقة في سلسلة منفردة لو أردت فعلاً أن أتفرغ من كل أعبائي للتأمل فيها. فمثلا لو تأملنا في قوله: «يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ»، لوجدنا أن هذا المعنى عجيب وعميق جدا، إذ أنه يشير إلى أن مادة هذا الضياء هي مادة مضيئة بنفسها!
كما أن هذه الآية تحوي على جملة من المحسّنات اللغوية البديعة، ففيها طباق كما في قوله «لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ»، وفيها تعانق لفظي أو ما يسمى بتشابه الأطراف كما في قوله «... كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ • الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ • الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ... »، فالتعانق اللفظي هو الابتداء بالمنتهى مرة أخرى على وزن معيّن، مما يجعل المتلقي يندهش أو يلتفت. وكذلك وجدنا أن في تنكير النور عند قوله «نُّورٌ عَلَى نُورٍ» وجهاً بلاغياً دقيقاً يشير إلى الاستمرارية واللاحدّية، أي أن هذا النور لا حدّ له، وعليه فإن هذه الآية أدهشت البلغاء العرب والمسلمين بل حتى من لا يكون مسلما ولا يجيد اللغة العربية إذا ما ترجمت له هذه الآية واستوعب ما انطوت عليها معانيها فأنه لا يسعه سوى الاعتراف بأن هذا كلام الله تبارك وتعالى، فقد سجّل التاريخ عن شاعر روسي قديم يطلق عليه لقب أمير الشعراء الروس واسمه ”أليكسندر بوشكين“، وهو متوفي سنة 1837 ميلادية، أنه قد قرأ مقاطع مترجمة للقرآن بالروسية مأخوذة من مقاطع مترجمة للقرآن باللغة الفرنسية في إحدى مؤلفات أديب روسي معاصر نقلها للاطلاع مع إلحاق تلك المقاطع المترجمة بمهاجمة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، والنيل منه - والعياذ بالله - بأنه كاذب في ادعاء النبوة، ولكن الغريب أن هذا الشاعر انبهر بالمقاطع المترجمة للقرآن فألّف كتابا بعنوان ”قبسات من القرآن“، فكان من جملة ما أبهره هذه الآية «الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ... »، فكان الكتاب رداً على ذلك المؤلف في أن هذا القرآن لا يمكن إلا أن يكون من عند الله عز وجل.
وقد جاء في القصيدة الخامسة لهذا الشاعر بكتابه الذي طرح فيه أشعاره على أبناء قومه بلغتهم الأصلية محاولا تقديم تصور موضوعي عن القرآن وعن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ما هذه ترجمته: ”لقد أضاءت الشمس في الكون، وغمر النور أيضا السموات والأرض، مثل حبة زيتون مفعمة بالزيت، تضيء في مصباح بلوري، صلّ للخالق فهو وحده القادر، وهو يحكم الريح في يوم القيظ، ويثير السحب في السماء، ويهب الأرض فيمد ظلال الأشجار، إنه الرحيم قد كشف لمحمد القرآن الساطع، فلننطلق نحن أيضًا نحو النور، ولننزع الغشاوة عن أعيننا“.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/08



كتابة تعليق لموضوع : الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي ( 8 )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net