صفحة الكاتب : ايهاب البرزنجي

رد على مقالة خضير الطاهر ( تآمر مرجعية محسن الحكيم وشاه إيران على العراق من خلال دعم عصابات كردية )
ايهاب البرزنجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إذا كان البعض يختلف مع السادة آل الحكيم بوجهات النظر حول بعض الجوانب السياسية، فهذا الاختلاف ليس فيه انتقاص ، وليس فيه محرمات طالما عمل البعض من آل الحكيم في المجال السياسي ، ولكن التجاوز والتطاول على أعظم مرجعية شيعية في العراق فهذا خط احمر ، يجب عدم السكوت عليه ومعرفة دوافع هذا الحقد الدفين من أي جهة هل هو من الشيوعيين أم من البعثيين ( لو عرف السبب لبطل العجب ) اطل علينا الكاتب (خضير طاهر) بمقالة عجيبة غريبة  قلب فيها الموازين مستنجدا بأفكاره التناسخية الإلحادية الماركسية التي يؤمن بها !

 لا يخفى إن آلام و آمال الشيعة و الكرد مشتركة منذ تأسيس الدولة العراقية، فكما تعرضت الشيعة للاضطهاد الطائفي تعرض الكرد للاضطهاد القومي و العنصري، و كما ثار المرحوم الشيخ محمود في السليمانية سنة 1919 م ضد الاستعمار البريطاني و كان من رواد الجهاد الأوائل في العراق، كان الإمام محسن الحكيم(رض) و سائر علماء الشيعة رواد الجهاد الأول ايضاً و بناة التأسيس الوطني و زعماء الحركة الاستقلالية و أبطال ثورة العشرين و حركة الجهاد عام 1914 م، ولكن التمييز العنصري الشوفيني و التمذهب الطائفي للحكومات المتعاقبة على العراق غصبت حقوق كلا الطرفين و كما لم تستطع القتل الجماعي و التشريد والتعذيب في غياهب السجون واخفات الثورات و الانتفاضات الكردية كذلك لم تستطع ان تقضي على الانتفاضات الشيعية التي تجري في عروقها دماء علي و حسين عليهما السلام، و كما تكالب الأعداء بالأمس على القضاء على الطرفين ، و إلغاء دورهما، كذلك اليوم فقد تكالبت السلفية المتزمتة و الوهابية الدنيئة الحاقدة و أيتام  صدام السفاك على قتل الأبرياء و النساء و الأطفال عشوائياً من الشيعة و الكرد، من المعلوم إن الشعب الكردي يتذكر بالإجلال و التقدير المواقف المشرفة لعلماء و فقهاء الشيعة في دفاعهم عن حقوق الكرد المشروعة، و قد فتح الكرد أرضهم للمعارضة العراقية ، و احتضنوا الشيعة برحابة صدر وأسسوا حسينية بأسم الإمام الحكيم(رض) في السليمانية وفاءً لمواقفه الشجاعة تجاه الكرد.

 

لهذا فقد فشل النظام العراقي آنذاك في الحصول على فتوى شرعية من علماء الدين لمحاربة الأكراد في الشمال. إن الفتاوى الدينية والمواقف العملية من أية الله العظمى السيد محسن الحكيم وأية الله العظمى السيد الخوئي ومن الشهيد محمد باقر الصدر ومن الشهيد عبد العزيز ألبدري وغيرهم بتحريم مقاتلة الأكراد أدى إلى فشل النظام آنذاك في محاربة الإخوة الاكرد . كما تضامنت مع الأكراد معظم إن لم نقل جميع القوى والتيارات السياسية والفكرية في البلاد. ويجب التشديد هنا بان هذه المواقف لم تصدر لكبح تيار شعبي معاكس بل هي تأكيد وتقنين لإرادة الشعب بالضد من إرادة الظالمين والمستبدين. فالحروب في شمال العراق لم يكن لها أية شعبية ولم يناصرها سوى أنصار السلطة ومثقفيها ومرتزقتها وبعض المتفلسفين الذين يعيشون خارج التاريخ والواقع والذين يسقطون مخاوفهم وأوهامهم على عقولهم ومصالح شعوبهم. بل نستطيع إن نقول إن الحرب ضد الأكراد لم تكتسب أية شعبية حتى في الجيش نفسه. فاعلان الحرب على الأكراد كان في الوقت نفسه إعلان الحرب على الجيش. إذ حسب التعبير الرائج الذي كان يردده بعض حكام التعصب: " عجم يقتلون بعضهم. هذا كردي عجمي وهذا شيعي عجمي". وخلافاً لرأي شائع لم تكتسب هذه الحرب شعبية في صفوف الضباط الذين يشكلون أغلبية سنية.

ومـن مواقف الحكيم  السياسية الأخرى دعمه لحركات التحرر في العالم الإسلامي, وعلى رأسها حركة تحرير فلسطين, واصدر بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني, وتؤكد على ضـرورة الوحدة الإسلامية, لغرض تحقيق الهدف الاسمي, وهو تحرير القدس من أيدي الصهانية المعتدين.تغلغلت الأفكار الشيوعية بين أوساط الجماهير في العراق أيام السيد الحكيم, وقد طبّل الحزب الشيوعي لتلك الأفكار فاخذ كثير الناس يطالبون بتحقيق (العدالة الاجتماعية) في العراق, وعلى اثر ذلك أحس السيد بمسؤوليته تجاه الأوضاع, فتصدى لتلك الأفكار التي يعتبرها الدين الإسلامي إلحادية, وعمل على توجيه انتباه الناس إلى إن الإسلام وحده هو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية، وقد اصدر لذلك بيانات عديدة، إلا انه وجد إن هذه الإنذارات المتكررة لا تجدي نفعا، وان النشاط الشيوعي آخذ بالتوسع والاستفحال وقد افتضح أمر الشيوعيين بعدما أقدموا بالتعاون مع أتباع الحزب الديمقراطي الكردستاني على تنفيذ مجزرة بشعة في مدينة كركوك الشمالية، فاصدر فتواه المشهورة (الـشيوعية كفر والحاد)، مما أدى إلى تقويض نفوذ ذلك الحزب الكافر واجبر عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق آنذاك على إبعاد إفراد هذا الحزب عن الساحة السياسية،. يمكن القول بحق إن آية اللّه الحكيم كان من أكبر المدافعين عن النهضة الإسلامية في إيران منذ بدايتها على أيدي علماء الدين، إثر صدور اللائحة القانونية لانتخابات المجالس العامة والمحلية, التي استنكرها السيد  الحكيم ببرقية أرسلها إلى آية اللّه البهبهاني, مطالبا علماء الحوزة العلمية إبلاغ النظام الشاهنشاهي بالامتناع عن إصدار هكذا قوانين, لا تنسجم مع الإسلام ولا مع المذهب الشيعي, كما اصدر برقية أخرى بمناسبة هجوم عملاء نظام الشاه على المدرسة الفيضية في مدينة قم المقدسة, طـلب فيها من العلماء الهجرة إلى النجف الاشرف, كما استنكر سياسة القمع والإرهاب التي تعرض لها المؤمنون بعد انتفاضة 15 خرداد التي فجرها الأمام الخميني, وكذلك فانه انذر نظام الشاه عـنـدمـا أراد تنفيذ حكم الإعدام بمجموعة كبيرة من أفراد الحركة الإسلامية الذين كانوا يرزحون في سجون الشاه. كان رجلا فريدا من نوعه بالشجاعة في تلك الأيام لا يهاب الرؤساء والسلاطين ولا يتردد في إصدار الفتاوى. كان السيد رحمه اللّه سمحا عطوفا يعامل الآخرين بلطف, ولهذا أصبح محبوبا ومهابا من قبل الجميع. كان شديد التواضع, ولا عجب إن يجد التواضع إلى تلك الروح الواسعة سبيلا.

إن الشعب الكردي سكن هذه البلاد منذ العصور السحيقة. فهم في العراق منذ القدم ، ولا يستطيع أي شعب يجاورهم، أو يخالطهم اليوم إن يقول بأنه سبقهم إلى هذه الأرض أو أقام فيها قبلهم. أنهم شعب كبير وعظيم شأنهم شأن العرب والترك والفرس كشعوب كبيرة لها تاريخها المجيد والتي تشكل قومياً إحدى أهم تلاوين هذه البلاد. وهم من حيث الأعداد والجغرافيا والمقومات الثقافية والاجتماعية والتاريخية.

 الشعب الكردي شعب مسلم يعيش إسلاميته ويشارك أمته الإسلامية قضاياها وهمومها وتطلعاتها. وان وجود مسيحيين أو أشوريين أو يزيديين أكراد أو غيرهم لا يغير من طبيعة الشعب المسلمة ثقافة وهوية ودينا،ً كما لا يغير وجود قوميات أخرى تعيش بين ظهرانيه من هويته القومية الكردية . الأكراد شركاء في الوطن.. هناك فتاوى دينية ومواقف عملية من أية الله العظمى السيد محسن الحكيم وأية الله العظمى السيد الخوئي ومن الشهيد محمد باقر الصدر ومن الشهيد عبد العزيز ألبدري وغيرهم بتحريم مقاتلة الأكراد.

كما تضامنت مع الأكراد معظم إن لم نقل جميع القوى والتيارات السياسية والفكرية في البلاد. ويجب التشديد هنا بان هذه المواقف لم تصدر لكبح تيار شعبي معاكس بل هي تأكيد وتقنين لإرادة الشعب بالضد من إرادة الظالمين والمستبدين. فالحروب في كردستان لم يكن لها أية شعبية ولم يناصرها سوى أنصار السلطة ومثقفيها ومرتزقتها وبعض المتفلسفين الذين يعيشون خارج التاريخ والواقع والذين يسقطون مخاوفهم وأوهامهم على عقولهم ومصالح شعوبهم. بل نستطيع إن نقول إن الحرب ضد الأكراد لم تكتسب أية شعبية حتى في الجيش نفسه. فاعلان الحرب على الأكراد كان في الوقت نفسه إعلان الحرب على الجيش. إذ حسب التعبير الرائج الذي كان يردده بعض حكام التعصب: (عجم يقتلون بعضهم - هذا كردي عجمي وهذا شيعي عجمي ) وخلافاً لرأي شائع لم تكتسب هذه الحرب شعبية في صفوف الضباط الذين يشكلون أغلبية سنية.

فكم من حكومة عربية، بل من قوة عربية أو إسلامية، سكتت بل أقرت استخدام أعمال القتل والتهجير التي قامت بها الحكومات العراقية ضد شعبنا الكردي والتي بلغت ذروتها مع سياسات صدام حسين واستخدامه للأسلحة الكيماوية ولحملات الأنفال ولإعمال القتل الفردي و الجماعي ولتهجير ألاف الأكراد من مناطقهم أو للاستيلاء عليها، ولاتهام الأكراد بشتى التهم والأباطيل، مما يحز في النفوس ويدمي القلوب .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايهاب البرزنجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/05/19



كتابة تعليق لموضوع : رد على مقالة خضير الطاهر ( تآمر مرجعية محسن الحكيم وشاه إيران على العراق من خلال دعم عصابات كردية )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/23 .

نبش التاريخ وتقليب صفحاته للتعرض الى بعض حوادثه .من خلال اعادة المحاكمة .باضافة عناصر جديدة للقضية ..لايغير الواقع في شيء حتى وان جهد اصحابها ..لتغيير القناعات ..او ومحاولة رسم صورة جديدة مغايرة .للصورة القديمه .
لكن فتح الباب لايمنعنا من القاء نظرة ولو سريعة .بالمقارنة مع احداث الماضي القريب واليوم .الذي نجد ومع الاسف الاخوة الاكراد قد تنكروا لتلك المواقف الاصيلة لثلة من علماء الطائفة ..التي تحملت الكثير من غضب السلطات انذاك ..بسبب مواقفهم تلك
وسببوا حرج لحكومات اليوم التي تكونت من ابناء تلك الطائفة التي نالت نصيبها الاكبر من الاذى والظلم ..،
وما مقالة خضير طاهر الى شاهد حي على تبعات تلك المواقف الاصيلة التي لازال علمائنا يدفعون ثمنها من سمعتهم والتعرض بها اليهم .فالاخوة في قيادة الاقليم نست وتناست مواقف علماء الشيعة وقواعدهم منهم .وضربت بها عرض الحائط ..
اليوم الاقليم مستغل لغة التسامح التي سادت الاجواء في العراق اليوم ليثير زوابع من المشاكل .يضعها في وجه الحكومة .يثقل ظهرها بمزيد من الصعوبات التي تحاول تخطيها للوصول بالبلد الى بر الامان ..عكس ما كان مفروض عليه .ان يرد الاحسان .باحسن منه ويقف مع الحكومة موقف تعاضدي يشد من ازرها لما فيه خير الجميع ..والتاريخ حفظ لنا وليس الكلام من بنات افكارنا .علاقات الاخ مسعود مع صدام واركان نظامه البائد ..وتعاونهما الوثيق في مجالات كثيرة .فيما نراه اليوم وهو يمتنع وبتكبر واستعلاء عن وضع يده مع اخوة الامس القريب ..ويصدر سيل من التصريحات النارية يحرج بها الحكومة ويحط من قدرها .بل ان تصرفات القيادة الكردية تجاه حكم الاكثرية كان ولازال محط الم وعدم رضا المكون الشيعي برمته ..وصور الابتزاز .عالقة في الاذهان تكاد لاتفارقه .وما زاد الطين بله كما يقال .، تحركات البرزاني الاستفزازية في المحيط العربي وعقده تحالفات مع بعض دول المنطقة المتهمة بمساعدة الارهاب. وبناء علاقات معها بمعزل ودون التنسيق معها كلها امور ..نحن الشيعة نشعر معها بالاسف والندامه على ما فرطنا فيه على نفسنا بمساندة الاخوة الاكراد الذين لم نرى منهم سوى الخيبة والخذلان .في الوقت الذي كانا نعدهم سيردون لنا مواقفنا معهم والتي لاتحتاج الى تذكير او مقابل لاانها نبعت من روح المشتركين بالماسات نفسها .في وطن كان رهينه بيد الطواغيث .فهل نعض على الانامل حسافة على تلك الغلطة التاريخية التي ارتكبناها وتكبدنا من جراءها خسائر لاتقدر بثمن .
وهل تشفع للاكراد مجرد بناء حسينية .باسم المرجع الكبير الحكيم .قدس نفسه الذكية .كرد لمواقف الشيعة المساندة لااخوتهم الكرد .فهم بهديتهم يفرحون ..،،والسلام عليكم .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net