صفحة الكاتب : احمد كاظم الاكوش

قراءة نقدية - تاريخية لكتاب (عمر والتشيع) للاستاذ حسن العلوي (4)
احمد كاظم الاكوش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل وأد الخليفة عمر ابنته ؟.
يقول السيد العلوي: أصحيح أنه - أي الخليفة عمر - وأد ابنته على طريقة بعض قبائل العرب في بعض أماكنهم  والمجهول من أزمانهم..؟.
لعلها فرية كبرى أراد بها أتباعه ومحبوه أن يبرهنوا على ما أحدثه فيه الإسلام  من انعطاف وما كان هو عليه في جاهليته من جهل وقسوة تكون ذروتها أن  يدفن الأب ابنته حيّة وكأنها ظاهرة يومية وعرف لا تحيد عنه، فيما يروى أن عمه عمرو بن نفيل كان بسبب إحساسه الإنساني ونبذه لتلك العادة التي فرضت أخبارها علينا يدفع ثمن من يراد وأدها فيتبناها أو أن يترك لأهلها مالاً يعيلون به الموؤدة. 
يبدو لكل متتبع للتاريخ ما كانت عليه الأمم قبل الإسلام من الجهل، وما وصلت إليه من الانحطاط في معارفهم وأخلاقهم. فكانت الهمجية سائدة عليهم، والغارات متواصلة فيما بينهم، والقلوب متجهة إلى النهب والغنيمة، والخطى مسرعة إلى إصلاء نيران الحروب والمعارك. وكان للعرب القسم الوافر من خرافات العقيدة، ووحشية السلوك، فلا دين يجمعهم، ولا نظام يربطهم وعادات الآباء تذهب بهم يمينا وشمالا.. وشاع بينهم الاستقسام بالأنصاب والأزلام، واللعب بالميسر، حتى كان الميسر من مفاخرهم وكان من عاداتهم التزويج بنساء الآباء ولهم عادة أخرى هي أفظع منها - وهي وأد البنات - دفنهن في حال الحياة. هذه بعض عادات العرب في جاهليتهم.
والخليفة عمر كان في الجاهلية كغيره من الناس ملتزمين بتلك العادات والتقاليد. 
وكان الخليفة عمر كما ينقل بن أبي الحديد في وصفه: بعد أن جاءت تعاليم الإسلام السمحة وهو خليفة المسلمين.. فكيف كان وهو في عهد الجاهلية عصر الهمجية والانحطاط, وخرافات العقيدة..!!.
كان عمر شديد الغلظة وعر الجانب، خشن الملمس دائم العبوس، كان يعتقد أن ذلك هو الفضيلة وأن خلافه نقص.. وكان في أخلاق عمر وألفاظه جفاء وعنجهية ظاهرة.. وكان سريعا إلى المساءة، كثير الجبة والشتم والسب لكل أحد، وقل أن يكون في الصحابة من سلم من معرة لسانه أو يده، ولذلك أبغضوه وملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها. 
وينقل الدميري عن عمر انه قال: إن الناس قد هابوا شدتي، وخافوا غلظتي هذه. وقد وصف الإمام علي وصية أبي بكر لعمر قائلا: صيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها، ويكثر العثار فيها، والاعتذار منها... وقد قال له يوما الخليفة أبا بكر وقد تجادلا: أجبار في الجاهلية، وخوار في الإسلام.
إذا فطبيعة الخليفة عمر وأخلاقه معروفة قبل الإسلام وبعده, وهذه الغلظة والشدة والعنجهية والفضاضة... هي ما كانت في عرب ما قبل الإسلام, إلا أنها بقيت في بعض من تطبّع بها ولم يغير الإسلام منه شيء..
إن الخليفة عمر إنسان كغيره. وهو بذلك يكسب الطبيعة المشتركة مع باقي البشر، ضمن النماذج الطبيعية التي يتقاسمها البشر. وكونه إنسانا معناه أنه خاضع للمؤثرات البيئية والتربوية، وبالتالي تجرى عليه سنن الحياة ومحدداتها النفسية والاجتماعية. والخليفة عمر الذي قضى أغلبية عمره في بيئة جاهلية، لا يمكننا تصور تحرره الكامل من رواسبها خصوصا أنه حافظ على مجموعة من هذه السمات في ظل إسلامه، والتي منها، حدة الطبع والفضاضة وعدم احترام كرام القوم كما تبين!. وما يقوم به عمر في فترة خلافته من ضرب الناس دون مبررات، وقمعهم دون هوادة، ليس إلا حالة من التعويض النفسي..  
وكان الخليفة عمر شديدا على النساء المسلمات قبل إسلامه، فقد مر أبو بكر بجارية بني مؤمل - حي من بني عدي بن كعب - وكانت مسلمة والخليفة عمر يعذبها لتترك الإسلام، وهو يومئذ مشرك، وهو يضربها حتى إذا مل، قال: إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة. وإذا تعجب شخص من فعل عمر، فجوابه ما قاله عمر: كنت للإسلام مباعدا ، وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأسر بها. وقالت أم عبد الله بنت حنتمة: لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة، أقبل عمر حتى وقف علي، وكنا نلقى منه البلاء والأذى والغلظة علينا.
ومن آثار خشونته أنه وثب على ختنه لدخوله الإسلام، فوطأه وطئا شديدا، ونفح أخته المسلمة بيده نفحة فدمى وجهها.
وعن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي أبو بكر، أقامت عليه عائشة النوح، فبلغ عمر فجاء فنهاهن عن النوح على أبي بكر، فأبين أن ينتهين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إلي ابنة أبي قحافة، فعلاها بالدرة ضربات، فتفرق النوائح حين سمعن ذلك. 
وكانت الإماء تلبس ملابس تختلف عن ملابس الحرائر، بينما الإسلام محى الفروقات بين المسلمين، فجعلهم يقفون في صفوف الصلاة بلا مزايا قومية ومالية وعشائرية وغيرها وكان الرسول يعطي أفضل ملابسه لخادمه. لكن عمر رأى امرأة في زي استغربه، فسأل عنها فقيل له: إنها الأمة فلانة، فضربها بالدرة ضربات، وهو يقول لها: يا لكعاء! أتتشبهين بالحرائر؟! وضرب الخليفة عمر النساء الباكيات على بنت رسول الله (زينب، عند وفاتها). فأخذ رسول الله بيده وقال مه يا عمر. 
ان ما حدث لبنت عمر وبنت الرسول وبنت أبي قحافة. وضربه - أي الخليفة عمر - لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء متسببا في موتها وموت ابنها (محسن).., وضرب أخت أبي بكر، وكذلك ضرب أم فروة بنت أبي قحافة بدرته أمام الملأ، لمنعها من إقامة مجلس العزاء على أبي بكر. وغيرها يبين صحة الرواية القائلة بأنه وأد ابنته في الجاهلية.
فقد قالوا: إنه  كان جالسا مع بعض الصحابة إذ ضحك قليلا ثم بكى. فسأله من حضر، فقال: كنا في الجاهلية، نصنع صنما من العجوة فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي: أما بكائي فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض التراب عن لحيتي، فدفنتها حية. وقد نقل العقاد هذه الرواية. 
ونقل النووي عن الخليفة عمر انه قال لرسول الله، يا رسول الله أني وأدت في الجاهلية، فقال النبي أعتق بكل موءودة رقبة. وهذا يدل على أن الخليفة قد وأد أكثر من بنت..
وقيل انه قد دفن فيما روي ستا من بناته في الجاهلية وإنه كان ليحفر لإحداهن الحفرة يريد أن يئدها فيها فيتخلله غبار الحفر فتنفض البنت عن أبيها غباره، وتمشط لحيته بأصابعها حنانا ورقة فلا يلين ذلك من قلبه شيئا حتى إذا انتهى، زجها في قبرها وأهال التراب بين بكائها وعويلها واستنجادها به يا أبتاه!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد كاظم الاكوش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/25



كتابة تعليق لموضوع : قراءة نقدية - تاريخية لكتاب (عمر والتشيع) للاستاذ حسن العلوي (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net