صفحة الكاتب : احمد خالد الاسدي

بحث حول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والفهم الخاطئ له من المجتمع
احمد خالد الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين رب السموات والارضين وما بينهما ورب العرش العظيم والصلاة والسلام على نبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا ابا القاسم  محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلى خلفائه وعترته من اهل بيته مصابيح الدجى والعروة الوثقى الذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم غرق وهوى اولهم امير المؤمنين واخرهم المهدي المنتظر عليهم افضل صلوات المصلين.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الاولين والاخرين اما بعد:
لا يخفى على كل فطن الاهمية القصوى التي اولاها التشريع الاسلامي الى سن القوانين التي من شأنها ان تنظم المجتمع الاسلامي, وهذه القوانين بطبيعة الحال شاملة لكل المجتمعات الى قيام يوم الدين , نعم قد تختلف طبيعة المجتمعات وهذا طبيعي نتيجة لاختلاف طبائع البشر فما يكون مكروها في مجتمع ما من الممكن ان يبدو طبيعيا في مجتمع آخر وهذا واضح لا يحتاج الى مزيد بيان.
فالشارع الاسلامي اهتم كثيرا بوضع القوانين اللازمة لكيفية التعامل بين الناس المتعايشين في مجتمع واحد, وهدف هذه التشريعات هو دفع الناس الى اصلاح امورهم ورقي مجتمعهم على كافة الاصعدة, السياسية او الاجتماعية الانسانية والثقافية والدينية.
ومن اهم هذه التشريعات فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي ستكون محور حديثنا في هذه العجالة , وهذا البحث يأتي في سياق بحوث تحت عنوان ( مفاهيم خاطئة مشهورة في المجتمع لا بد ان تصحح) سبق وان كتبنا الحلقة الاولى منها تحت عنوان الحجاب الاسلامي.
نرجع الى محور الكلام :
تمهيد في معناهما:
جاء في كتب اللغة أن المعروف : ما يستحسن من الافعال ، وكلّ ما تعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه) لسان العرب / ابن منظور 9 : 239) ).
والمنكر : كل ما قبّحه الشرع وحرّمه وكرّهه (لسان العرب 5 : 233).
وقيل عن المعروف : هو اسم لكلِّ فعل يُعْرَف بالعقل أو الشرع حسنه. والمنكر : ما ينكر بهما (مفردات ألفاظ القرآن / الراغب الاصفهاني : 331) ، أي كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقف في استقباحه واستحسانه ، فتحكم بقبحه الشريعة (مفردات ألفاظ القرآن : 505).).
وجاء في مجمع البيان أنّ المعروف : الطاعة ، والمنكر : المعصية  وكل ما أمر اللّه ورسوله به فهو معروف ، وما نهى اللّه ورسوله عنه فهو منكر(مجمع البيان في تفسير القرآن / الطبرسي 1 : 483.)
اما موارد هذه الفريضة العظيمة  فاعلم انه لا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمورد من الموارد ، ولا مجال من المجالات ، بل هو شامل لجميع ما جاء به الإسلام من مفاهيم وقيم ، فهو شامل للتصورات والمبادئ التي تقوم على أساسها العقيدة الإسلامية ، وشامل للموازين والقيم الإسلامية التي تحكم العلاقات الانسانية ، وشامل للشرائع والقوانين ، وللاوضاع والتقاليد ، وبعبارة اُخرى هو دعوة إلى الإسلام عقيدة ومنهجا وسلوكا ؛ بتحويل الشعور الباطني بالعقيدة إلى حركة سلوكية واقعية ، وتحويل هذه الحركة إلى عادة ثابتة متفاعلة ومتصلة مع الاوامر والارشادات الإسلامية ، ومنكمشة ومنفصلة عن مقتضيات النواهي الإسلامية. ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للسيد سعيد العذاري ص 12 )
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في القران الكريم:
ذكرت هذه الفريضة في القران الكريم في بحث سريع في سبعة مواضع حيث وردت في سورة ال عمران في ثلاثة مواضع في اية رقم (104 و110 و114 ) وفي سورة الاعراف اية رقم 157 وسورة براءة اية رقم 71 وفي سورة الحج اية رقم 41 وسورة لقمان اية رقم 17.
منها قوله تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ آل عمران/ 110 .
فمسألة "الأمر بالمعروف" و "النهي عن المنكر" اللذين هما- في الحقيقة- بمثابة غطاء وقائي إجتماعي لحماية الجماعة وصيانتها..
لأن فقدان "الأمر بالمعروف" و "النهي عن المنكر" يفسح المجال للعوامل المعادية للوحدة الإجتماعية بأن تنخرها من الداخل، وتأتي على كلّ جذورها كما تفعل الأرضة، وأن تمزق وحدة الأُمة وتفرق جمعها، ولهذا فلابدّ من مراقبة مستمرة ورعاية دائمة لهذه الوحدة، ولا يتم ذلك إلاَّ بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
 وهذه الآية تتضمن دستوراً أكيداً للأمة الإسلامية بأن تقوم بهاتين الفريضتين دائماً، وأن تكون أمة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر أبداً لأن فلاحها رهن بذلك.
ولقد اعتمد أغلب الفقهاء على الآيات القرآنية في اثبات الوجوب دون ذكر تفاصيل الاستدلال (التبيان 2 : 549. وكشف الغطاء : 419. وجواهر الكلام : 419. وروح المعاني 4 : 21.) ، اقرارا منهم بوضوح دلالتها حتّى قيل : (إنّ وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضرورة دينية عند المسلمين يستدلُّ بها ، ولا يستدل عليها) (التفسير المبين : 80)
نعم قد استدلّ أغلب الفقهاء على أن الوجوب كفائي (التبيان 2 : 549. وفتح القدير 1 : 369. والكشاف 1 : 452.) فإذا قام به البعض سقط عن الآخرين..
الامر بالمعروف والنهي عن المنكرفي الحديث الشريف:
ثم اعلم اخي العزيز ان النبي صلى الله عليه واله والائمة الطاهرين اكدوا كثيرا على عظمة واهمية فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , حيث عدها الامام ابو جعفر ( عليه السلام) من انواع الجهاد بقوله عن جابر في حديث طويل( والجهاد على اربعة انواع على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين) – الكافي الشريف باب صفة الايمان ج 2 ص 51-
وفي حديث اخر يقول الامام الباقر – نأخذ موضع الشاهد- (إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عزوجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الابرار في دار الفجار والصغار في دارالكبار، إن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الانبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب  وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الارض وينتصف من الاعداء ويستقيم الامر فأنكروا بقلوبكم وألفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم  ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم " إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم " هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولاباغين مالا ولامريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمرالله ويمضوا على طاعته.  الكافي الشريف ج 5 ص 51.
وكذلك ما في الكافي الشريف ج 5 ص 56 عن- حميد بن زياد، عن الحسين بن محمد، عن سماعة، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عبدالله محمد، عن أبي عبدالله عليه السلام أن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام، قال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا قال: ثم صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال الرجل: فأي الاعمال أبغض إلى الله؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال قطيعة الرحم، قال، ثم ماذا؟ قال: الامر بالمنكر والنهي عن المعروف.
وورد عن مولانا سيد العابدين وزينهم الامام السجاد عليه السلام في حديث طويل يقول( والذنوب التي تنزل البلاء ترك اغاثة الملهوف وترك معاونة المظلوم وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر......) معاني الاخبار للشيخ الصدوق ص 271.
وفيما يرتبط بواقعنا نجد انه بسبب ترك هذه الفريضة جرى اكثر الذي جرى علينا – طبعا ترك هذه الفريضة سبب من الاسباب لا كلها فلاحظ – حيث وردت عدة احاديث منها ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "لتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم سلطاناً ظالماً لا يجل كبيركم ولا يرحم صغيركم، وتدعو خياركم فلا يستجاب لهم، وتستنصرون فلا تنصرون، وتستغيثون فلا تغاثون، وتستغفرون فلا تغفرون) نهج البلاغة قصار الكلم، الكلمة رقم 374.
وقد بيّن الإمام الحسين سبعة موارد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً : « ... بدأ اللّه بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر فريضة منه ، لعلمه بأنّها إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلّها هينها وصعبها ؛ وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام ، مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم ، وقسمة الفيء والغنائم ، وأخذ الصدقات من مواضعها ، ووضعها في حقها ... » (تحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : 168 ) .
من فقه الحديث:
دلّت الروايات على وجوب نشر العلم وتعليم الجهّال ، ونشر العلم يتحقّق بتبيان العقيدة الصحيحة وأحكام الشريعة كما أنزلت وهي مظهر من مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال أمير المؤمنين : ما أخذ اللّه سبحانه على الجاهل أن يتعلّم حتى أخذ على العالم أن يُعَلم(تصنيف غرر الحكم : 45)
ومن مظاهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محاربة البدع وذلك عن طريق اثبات مخالفتها للعقيدة والشريعة ، ثم تبيان الرأي الأصوب والحكم الأصوب والسلوك المنسجم مع المبادئ والقيم الإسلامية. ومحاربة البدع واجبة كما أكّد رسول اللّه  بقوله : « اذا ظهرت البدعة في أُمتي فليظهر العالم علمه ، فإن لم يفعل فعليه لعنة اللّه) (المحاسن : 231)
وحينما وجد الإمام الحسين  أنّ المنكر قد استحوذ على الحاكم وعلى أجهزته الحكومية ، وتفشى في الاُمّة ، بتحريف المفاهيم وتغيير معالم الدين ، وارتكاب الموبقات بشكل علني دون مراعاة للحرمات والمقدسات ، قام باداء مسؤوليته في أعلى مراتبها ، وهي القيام بالسيف لأنّه الاُسلوب الأمثل للحفاظ على مفاهيم وقيم الرسالة الإسلامية.
وقد أعلن عن أهداف ثورته في وصيته الخالدة: « ... وانّي لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنّما خرجت لطلب النجاح والصلاح في أُمّة جدّي محمد ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي محمد  وسيرة أبي علي بن أبي طالب ... (الفتوح 5 : 33))
وفي جميع مراحل تحركه كان يدعو إلى أداء الواجب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد خطب في جيش الحرّ بن يزيد الرياحي قائلاً : « أيُّها الناس إنّ رسول اللّه  قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلاً لحرم اللّه ناكثا لعهد اللّه مخالفا لسُنّة رسول اللّه  يعمل في عباد اللّه بالأثم والعدوان ، فلم يغيّر ما عليه بفعلٍ ولا قول كان حقا على اللّه أن يدخله مدخله » (الكامل في التاريخ 4 : 48))
وكان بقية الأئمة : يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر مستخدمين مختلف الأساليب في اصلاح الاُمّة وتغييرها ، بنشر الأحاديث الشريفة عن رسول اللّه  ، وبنشر العلم ، وباقامة المناظرات مع التيارات المنحرفة ، وببناء الكتلة الصالحة لتوسيع دائرة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. وقد تعرضوا لشتى ألوان الأذى والمضايقة والاعتقال ثم القتل الهادئ عن طريق السم ؛ لأنّ حكّام زمانهم لا يروق لهم أن يقوم أحد بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان كانت بالقول فقط.
نعم توجد الكثير من النكات التي تخص الموضوع نتركها رعاية للاختصار .
اشكال وجواب:
اثار الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل  2: 627   اشكالا  ما محصله:
الاشكال:  وهنا يطرح سؤال وهو: أن الظاهر من جملة "منكم أمة" هو جماعة من المسلمين لا كافة المسلمين، وبهذا لا يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً عامّاً، بل وظيفة دينية تختص بفريق من المسلمين، وإن كان إنتخاب هذا الفريق الخاصّ من مسؤولية المسلمين جميعا .ً.
 وبعبارة أُخرى أن جملة "منكم أمة" ظاهرة في أن هذين الأمرين، واجبان كفائيان لا عينيان في حين أن آيات اُخرى تفيد بأنهما عامان غير خاصين بجماعة دون اُخرى، كما في آية لاحقة وهي قوله سبحانه (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.).
أو ما جاء في سورة "العصر": (إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر) فإن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتواصي بالحقّ، والتواصي بالصبر في هذه الآيات وما شابهها عامة غير خاصّة.
الجواب:
إن الإمعان في مجموعة هذه الآيات يوضح لنا الجواب، فإنه يستفاد منها أن "الأمر بالمعروف" و "النهي عن المنكر" مرحلتين: "المرحلة الفردية" التي يجب على كلّ واحد القيام بها بمفرده، إذ يجب عليه أن يراقب تصرفات الآخرين، و"المرحلة الجماعية" وهي التي تعتبر من مسؤولية الأُمة بما هي أُمة، حيث يجب عليها أن تقوم بمعالجة كلّ الإعوجاجات والإنحرافات الإجتماعية، وتضع حدّاً لها، بالتعاون بين أفرادها وأعضائها كافة.
ويعتبر القسم الأول من وظيفة الأفراد، فرداً فرداً، وحيث إن إمكانات الفرد وقدراته محدودة، ولذلك فإن إطار هذا القسم يتحدد بمقدار هذه الإمكانات. وأمّا القسم الثاني فإنه يعتبر واجباً كفائياً، وحيث إنه من واجب الأُمة بما هي أُمة فإن حدوده يتسع ولهذا يكون من واجبات الحكومة الإسلامية، وشؤونها بطبيعة الحال.. 
إن وجود هذين النوعين من مكافحة الفساد، والدعوة إلى الحقّ يعتبران- بحقّ- من أهم التعاليم التي تتوج القوانين الإسلامية، كما ويكشف عن سياسة تقسيم الواجبات والوظائف وتوزيع الأدوار في الدولة الإسلامية، وعن لزوم تأسيس "فريق المراقبة" للنظارة على الأوضاع الإجتماعية والمؤسسات المختلفة في النظام الإسلامي.
وقد جرت العادة فيما سبق بوجود أجهزة خاصّة تقوم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المستوى الإجتماعي في البلاد الإسلامية، وقد كانت تسمى هذه الأجهزة تارة باسم "دائرة الحسبة" ويسمى موظفوها بالمحتسبين، وتارة باسم الآمرين بالمعروف..
الفهم الخاطئ للفريضة في مجتمع اليوم:
اما مجتمع اليوم فيرى ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو تدخلا سافرا في حريات الاشخاص ناسيا او غافلا ان الامر بالعكس تماما فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر له دخل اساسي في اصلاح المجتمع والدفع بالاتجاه الصحيح لرقيه وتطوره وذلك لانه بواسطة هذه الفريضة تترك السلبيات وتكثر الايجابيات وما هذا الا دلالة واضحة على تطور اي مجتمع ما.
نعم ان الفرد الذي يعمل بهذه الفريضة يجابه بشتى انواع التهم والتصغير والاستهزاء والعدوانية وللمثال لا الحصر نذكر بعضها – طبعا باللهجة العراقية لأني اخاطب مجتمعي بطبيعة الحال- .
( ها صاير ملا, لا تصير براسي مومن, عمي مالك علاقة عيسى بدينه وموسى بدينه, عمي مو حافظ كم كلمة وجاي تبيعهن براسي, عمي شوف روحك اول .... الخ)
اخطرها بنظري مقولة _ عيسى بدينه وموسى بدينه _ ولا اعرف من اين اتت هذه العبارة  فان الله سبحانه يقول (  إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ {آل عمران/19)
فالدين الاسلامي هو المهيمن وباقي الشرائع قد نسخت وبطل العمل بها وعلى كل البشر اتباع الدين الاسلامي الحنيف وقد وعد الله سبحانه بظهور هذا الدين على الدين كله كما قال سبحانه (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {التوبة/33} )
وعليه يجب السعي الحثيث لتبديل هذه الفكرة الخاطئة عن هذه الفريضة الراسخة في اذهان الكثيرين للاسف الشديد.
نعم يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر تحبيب الناس اليه والدعوة بالحسنى واختيار الوقت المناسب والظرف المناسب والطريقة المناسبة لكلامه , فان لهذه الظروف الدخالة الاساسية لتقبل الموعظة من عدمها. الم نقرأ قضية سيدي ومولاي الامام الكاظم عليه السلام وبشر الحافي فانه سلام الله عليه ببضع كلمات قلب كيان الرجل وكم له من نظير من هدي ساداتي محمد وال محمد عليهم افضل الصلاة والسلام.
نعم هذه الفريضة ليست مختصة بالافراد وانما للمنظمات بل والحكومات بشروط مبثوثة في الكتب الفقهية لا نريد الخوض فيها, نعم ان مرجعيتنا العليا في النجف الاشرف وسائر المراجع العدول خير من قام بهذه المهمة بما يناسب وضعهم وحكمتهم نعم ان الشعب الجاهل يتعصب احيانا لحزب ما وان كان ظالما ضد مرجعية ما كما عايشناه سابقا وهذه من امهات المصائب العظام نرجو من الله ان يسدد الجميع لما يحبه ويرضاه.
واخيرا وليس اخرا ان الشخص الذي يامر بالمعروف وينهى عن المنكر ليس معصوما من الخطأ فالعصمة منحصرة بسادات الخلق اجمعين محمد وال محمد عليهم من الله افضل الصلاة والسلام, فلنتعاون معا لنشر هذه الفريضة العظيمة عسى الله ان يوفقنا جميعا لتغيير انفسنا ونبذ العادات السيئة حتى يتحقق وعد الله فينا فان الله لا يخلف الميعاد.
حيث قال سبحانه (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ {الرعد/11} )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
المصادر:
القران الكريم
اصول الكافي ومجموعة من كتب الحديث
عدة تفاسير للقران الكريم
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للسيد سعيد العذاري( حيث استفدنا كثيرا من هذا المصدر)
احمد خالد الاسدي

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد خالد الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/28



كتابة تعليق لموضوع : بحث حول الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والفهم الخاطئ له من المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net