صفحة الكاتب : واثق الجابري

ضحايا النصب والإحتيال
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تحدثنا لفترات طويلة عن مطلب التغيير والإصلاحات، وأخذنا على عاتقنا بعد تشكيل الحكومة، وأن نساندها ونقف بالضد من كل من يحاول مواجهتها باطلاً، ويعرقل الأصلاح ومحاربة الفساد، وحديثنا كان بصدقية من أجل بناء دولة عصرية.
حكومة العبادي التي حصلت على تأييد المرجعية والمجتمع المحلي والعالمي، عليها أن تسمع الإنتقادات البناءة، وتقف بالضد من الهدامة.
قام العبادي بكشف الفضائيين وإصلاحات في المؤسسة الأمنية، وتم إحالة ضباط للتقاعد، منهم من حارب الإرهاب، وآخر من تخاذل وخان الأمانة، مع بقاء قادة بمثابة محور الفساد ونفوذ الإرهاب، والسكوت عن المؤسسة الحكومية بتفرعاتها بمأساويتها، وسيطرة الوجوه المتهمة بالفساد، بعيد عن طائلة المسائلة؟!
يعتقد بعضهم أن الضحايا، هم من الضرر الجسدي المباشر، وبذلك يكونون ضحايا النظام السابق والحروب والمشريدين خارج الوطن فقط، ولم ينتبه أحد الى ضحايا داخل أسوار الوطن، لأن الجاني هو الحكم والسارق هو الأمين؟!
لم تنتج الممارسات الأنانية سوى شعارات رنانة طنانة، وتركت شعب خائب ضحية للفاساد والإستهتار، ولم تتوصل اللجان المؤسسات التي شكلت للدفاع عن الضحايا لإحصاء جمعيهم؟! بل نقول أحياناً شملت الجاني وتركت الضحية؟!
تقول الحكمة" الفرق بين الموت والحياة هي السعادة"، وما زلنا من جيل لآخر نبحث عن الحلم المنشود، ولم نجد في قواميس الساسة خطوات لتحقيقها، ونسأل أين الدماء الجديدة؟! وما تزال الأحزاب التي حكمت الفترة السابقة هي صاحبة القرار وتعطيل الإصلاحات؟! وهي غطاء العيوب الكارثية التي ألمّت بالبلد، حتى صار من الأحلام أن يحصل مواطن على قطعة أرض أو يجد شارعاً معبداً أو إشارة ضوئية، ويلتزم بها المسؤول والمواطن، أو بناء يعلو ويحصل على أبسط الخدمات، التي تجاوزتها الشعوب منذ عقود كالكهرباء؟!
من الصعب أن نقول أن الإصلاحات شافية، وما زال المواطنون يجوبون الشوارع، وهم مهددون بقلع سقف بيت بسيط، وبأيديهم كتب وهمية للتمليك، ولم بُسأل من أخذ أصواتهم بها؟! ولم يتوقف عبث المقاولون بعلم ودراية المسؤوليين؟! ولا حتى إفتعال أزمة الكهرباء في الشتاء، ونقص الوقود جراء الإرهاب ومخادعة مافيات الفساد التي لا تريد نجاح الحكومة، وترمي المواطن بين فكي أصحاب المولدات؟!
نؤشرعلى وجود عراقيل لقرارات الإصلاح، وضغوطات يتعرض لها العبادي تبدأ من داخل قائمته، مع حلفاءهم المفسدين المتربعين على المؤسسات.
يكيفينا 12 عام من الهواية، ولابد ان ندخل عالم الإحتراف، ونخرج من مفهوم المركزية الروتينية والحكومة المهيمنة، الى إحترام التنوع وتوزيع الصلاحيات وتنمية الثروات، وخلق التنافس الوطني بين المحافظات، التي يبدأ بناءها من القرى والمدن من الأطراف، ونعتقد أن تنظيف السلم الحكومي يبدأ من الأعلى والبناء من الأسفل، وإذا أردنا إحصاء الضحايا نجد أكثرهم من النصب والإحتيال السياسي، فهل تكون الحكومة بمثابة هيئة دفاع عن ضحايا لا يشعرون بالحياة، والموت والدمار بيد أخطبوط داخل المؤسسات؟!
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : ضحايا النصب والإحتيال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net