صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

الحشد الشعبي عائق امام خارطة التوسع الكردي ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعودنا كثيراً ومنذ سقوط النظام البائد على التصريحات النارية للمسؤولين الأكراد ، فمرة شعار الانفصال المستدام والذي لا تمر مناسبة الا وذكرنا الأخوة الكرد انهم ليسوا جزء من العراق ، وأنهم سائرون نحو الانفصال ، إذن ما سر تمسك الشيعة بهم برغم المواقف المتناقضة مع الشيعة ، فعلى مر التاريخ كانت للشيعة الكثير من المواقف الوطنية تجاه الكورد ، وكان أعظمها أثراً فتوى الامام الحكيم (قدس) بحرمة القتال ضد الأكراد ، كما نجد اليوم المواقف الوطنية من المرجعية الدينية العليا ورموز الشيعة تجاه الكرد والتي عبرت عن مدى التلاحم والعيش مع مظلوميتهم التي عاشروها وشاركوهم إياها إبان حكم النظام البعثي ، ولكن بالمقابل نجد التصريحات والتي تعكس التعنصر القومي تجاه العراق وشعبه ، وكأن البلاد لايمكن لها ان تقف الا بالاكراد ، فهم مشاركون بالحكومة وحصتهم كاملة ، ونسبتهم من الميزانية ١٧٪ تصل اليهم كاملة ، وهم لديهم اقليم مستقل ولايمكن للعربي او الشيعي الدخول ال باذونات خاصة وكاننا نعيش خارج بلادنا التي سالت فيها دماء الشباب منذ تأسيس الدولة العراقية .
التصريحات العنصرية الاخيرة لمسرور البارزاني والتي عكست جهلا وحقداً بغيضاً تجاه الحشد الشعبي والذي وصفه هذا النكرة "بانه اشد خطرا من داعش" ؟!!
هذه التصريحات التي جاءت بالتزامن من الانتصارات النوعية المتحققة على داعش في محاور صلاح الدين وكركوك ، والتي جاءت بدماء الحشد الشعبي ،في وقت كانت قوات البيشمركة تقف على مسافة أمتار من سيطرة الدواعش دون ان تقف بوجه تقدمهم نحو كركوك ، ولولا التدخل المباشر من الجمهورية لسقطت مدنهم واقليمهم بأيد وحوش العصر "الدواعش" .
نعم الحشد الشعبي يمثل خطراً على مخططكم الخطير في التمدد نحو كركوك وباقي مدن ديالى وصولا الى شمال مدينة الكوت ، وهذا المخطط التوسعي للكرد جاء سهلا جداً بعد الخطر الكبير الذي يهدد البلاد من التحالف الارهابعثي والذي استغله الأكراد ليمسكوا اي ارض يسيطرون عليها في كركوك او ديالى ، وفعلا سيطروا ومسكوا الارض وبدوا بمنع الأهالي من العرب العودة الى ديارهم .
الحشد الشعبي الذي يمثل ارادة ورعاية المرجعية الدينية العليا ، والتي كانت الخيمة التي حمت الأكراد سابقاً ، واليوم تعود نفس المرجعية لتحميهم وتمنع سقوط مدنهم بيد الارهاب الداعشي .
هذه التصريحات العنصرية عكست واقعاً مؤلمًا يعيشه ممثلون الشيعة كذلك ، والا لولا وجود التهاون مع هذه العنصرية الفجة ، لما استطاع البارزاني وغيره من سياسوا المصادفة التاريخية في العراق ان يصبح مثل هولاء ساسة وقادة في العراق الجديد ، رغم ان بعضهم كان اليد الذي ضرب بها صدام شعبه لأكثر من مرة .
ليعلم الأكراد وغيرهم ان الحشد الشعبي هم من حمى ويحمي البلاد من تآمركم ومخططاتكم الخبيثة لتمزيق البلاد ، وتسليمه لاجنداتكم والتي يدفع اليوم ثمنها الشيعة بتقديم ابناءهم من الجنوب قرباناً لتحرير مدن البلاد من تمدد داعش في مدن العراق كافة .
نعم الحشد الشعبي خطراً كبيراً يهدد وجودكم ، وينهي سيطرتكم وحلمكم التوسعي في مدن العراق الشمالية ، دون وازع وطني يوقف حلمكم الشمولي ونظرتكم الجاهلة والقاصرة تجاه الاغلبية المسحوقة في العراق .
التحالف الوطني يجب ان يكون له موقف هو الاخر من مواقف الكرد وتصريحاتهم العنصرية ، ويجب ان يكون هناك رداً رسمياً خصوصاً وأننا اليوم نقف امام منعطف تاريخي خطير في ثبات الدولة العراقية وإنجاح مشروعها الوطني والذي بني بتضحيات ودماء الشهداء الذين جعلوا الأكراد اليوم يعيشون نشوة الاستقلالية والتحرر .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/21



كتابة تعليق لموضوع : الحشد الشعبي عائق امام خارطة التوسع الكردي ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net