صفحة الكاتب : ادريس هاني

الاقتصاد السياسي للكذب
ادريس هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    ومثل السياسة إذا خلت التجارة من الصدق تحولت إلى مفيوزية..إن الاقتصاد السياسي هو التفاف كبير على الصدق في الإنتاج والتوزيع..في رحلته ذات الطابع التجاري يتحدث الحجوي الثعالبي المغربي عما يفيد أنّ أخطر المواقف هو الكذب في التجارة في الديار الإنكليزية يومئذ..وهذا واضح، فالقراصنة حينما بنوا صرحا تجاريا أدركوا أن لا مجال للكذب في التجارة أو العودة إلى القرصنة..في المغرب أمثال كثيرة مفادها أن من يكذب في التجارة يبيع مرة واحدة فقط..ومثال: قال له خدعتك، فقال له: عرفتك..الكذب في التجارة هو الإشكالية التي نهض عليها علم وتاريخ الاقتصاد السياسي..من أثينا حتى الكلاسيك هناك تاريخ لضبط العدالة ونبذ الكذب..اليوم عاد التوحش مع عولمة التجارة..والتوحش يعني تجاوز مرحلة الكذب إلى مرحلة القرصنة..بالنسبة إلى أدام سميث أو ريكاردو لا إشكال في القيمة المضافة إلى أن جاء ماركس واستدخل العامل الاجتماعي في الانتاج والتوزيع بل في الزمان أيضا حيث صار زمانا اجتماعيا لإنتاج السلع والخدمات..هنا أصبح الحق في امتلاك القيمة المضافة لغير العمال كذبة..البيان الشيوعي هو بيان ضدّ كذب الرأسمالية وقرصنة القيمة المضافة..نتساءل كما تساءل البعض: لماذا توقفت التجارة بين الفينيقيين وأثينا..كانت التجارة قائمة بينهما..والسفن الفينيقية ترسوا على سواحل أثينا..قام الفينيقيون بسرقة الأطفال من أثينا..ومنذ ذلك الوقت لم يجرؤوا أن يحطوا مرة أخرى على سواحل أثينا..يقول بوبر:" لقد سرق الفينيقيون.. وبالنظر إلى كونهم سرقوا أطفالا فإن إقامة سوق أصبح مستحيلا"...
أقول: كم تسرق الرأسمالية اليوم من العقول والثرواة والموارد البشرية والطبيعية..هل هذا يعني استحالة قيام سوق في ظلّ الرأسمالية المتوحّشة؟


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ادريس هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/15



كتابة تعليق لموضوع : الاقتصاد السياسي للكذب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net