صفحة الكاتب : حسين باجي الغزي

افخاخ في دروب الصحافة الالكترونية
حسين باجي الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
..على حين غرة تفجر الموقف بين  المواقع الالكترونية وبعض  رجالات سلطة  الصحافة الورقية من حيث لا يحتسب الطرفان ؟
 وانقلبت الصورة المشرقة التي كنا نتوقعها ونتخيلها عن هذا الفتح الإعلامي الجديد  إلى الضد وأنبأت نتيجته التي آل إليها بأن كلا الطرفين كان يضمر " شيئا ما " تجاه الآخر أو على الأقل كان ينتظر احتواء الأخر فيما انقسم " فرسان السلطة الرابعة " إلى فريقين ودب الخلاف بينهم  في تصنيف الصحافة الالكترونية وألحقاها بشجرة النسب الإعلامي  أم نبذها ووأدها كمولود غير شرعي ،ما أنبأ بأنهم ليسوا على قلب رجل واحد .
 
سقت ما سبق لأني اشهد كما غيري المخاض الذي تخوضه الصحافة الالكترونية صحافة المستقبل وما يتهدد وجودها ومحاولات احتوائها من جهة هنا أو قوى هناك بالترغيب تارة وبالترهيب تارات أخرى .. فتراهم يرسمون حولها ألوانا زاهية وينعتونها بأرق العبارات وأجملها وفي نفس الوقت ينصبون في دروبها " الأفخاخ " كي يُعيقوا مسيرتها ويحطوا من قيمتها بين الناس .. فأكثروا الجدل واللغط حولها كوسيلة اتصال جديدة يصعب السيطرة عليها وشكمها لأنها فتحت أفاق التواصل بين الناس دون حواجز بعيدا عن الرقابة المُسبقة والوصاية المفروضة والإدارة المباشرة .. وانتبه الناس لأول مرة أنهم أصبحوا أحرارا في عراقنا الجديد  وهم أحرار أيضا في  الوصول إلى المعلومات أو توصيلها والتعبير عن آرائهم " فعلا " وقولا .. صورة وصوتا في ثوان معدودة ؟ ويتلقون أصداء
 
" أفعالهم " في زمن قياسي لايمكن تخيل سرعته ودقته .
 
تمترس وراء هذا الجدل الذي هب كعاصفة وما زال في وجه رواد الصحافة الالكترونية .. مراكز قوى تقاتل من اجل حماية مصالحها بكل السبل والأدوات قوى تفتك بخصومها دون رحمة وتستعبد إتباعها دون وازع من ضمير.. إضافة إلى بعض القوى  التي اعتادت البطش وكتم الأنفاس ولجم الأفواه ، أجندات  رأت في هذا الفتح الجديد طوفانا داهما يمس هيبتهما ويحد من طموحات المتنفذين فيها ويربك مناوراتهم ، طوفان لم يعتادوه أو يعهدوه شدة وخطرا فقامت الدنيا ولمَا تقعد بعد !
 
وجد هذا الإعلام نفسه مستهدفا من كل صوب حتى ضاق عليه الفضاء قبل الأرض وتعرض لهزات أفقدته في كثير من الأحيان توازنه، وساهم بعض الدخلاء والأجراء.. وأصحاب الأجندات الذين خاضوا غماره دون دراية مهنية في إضعاف موقفه فارتبك أداؤه واخذ يخوض معارك غير متكافئة دفاعا عن النفس والوجود ؟.
 
نقابة الصحفيين العراقيين وبعض الاتحادات والجمعيات  الصحفية لعبت خلال الفترة الماضية دورا محيرا مترددا غير حاسم! ورفضت جملة وتفصيلا الاعتراف بشرعية هذه الصحافة واحتواء عامليها تحت خيمتهم  ولم توفق في كل أطروحاتها   إن تضع الصحافة الالكترونية في نصابها الصحيح  ومن فرض وجودها  بين شقيقاتها من فروع الإعلام  ولم تمهد لها باتصالات جس نبض أو تحسس ضمائر الناشرين ومعرفة مراميهم أو احتياجاتهم وإنما اعتمدت على  أراء وتصورات مسبقة عن الصحافة الالكترونية هي صحافة من (هب ودب ) وانه ليست هناك من ضوابط ولامحددات للنشر الالكتروني وتجاهلت رغبة المواقع وتجاهلت مدونين وصحفيي المواقع الالكترونية التي تواتر الحديث فيها عن الانضواء تحت مظلة النقابة  أو الاتحادات ألصحفييه والاعلامييه والاستفادة من قواهم المعنوية والإعلامية  وتأثيرها على الرأي العام  .. ؟ وإيجاد ملاذ وظهر لهذه المواقع تستند إليه في أي مواجهة قضائية أو إي تشريع مستقبلي ينظم ترخيصها ويحكم أداءها.
 
ويبحث قضايا وهموم المواقع الالكترونية ؟؟  ولكن بأي صفة تلتقيهم وليس لها ولاية عليهم ؟ ثم هل تعرفت هذه التنظيمات النقابية على أراء أعضاءها وتصوراتهم. أولا حول لهم ولا قوة في البت في شرعية الصحافة الالكترونية !؟
 إذا علمنا أن
التعريف العالمي للإعلام هو :
" كل وسيلة نشر دونت فيها المعاني والكلمات أو الأفكار بأي طريقة من الطرق " وهو تعريف إذا تزيدنا في تفسيره لقال بعضنا إن الانترنت وسيلة نشر وهذا صحيح لولا ان  بعض المشرعين  المتزمتين  حدد من القانون أنواع وأصناف المطبوعات الصحفية على سبيل الحصر " بالمطبوعة اليومية " وهي التي تصدر يوميا بصورة مستمرة باسم معين وأرقام متتابعة وتكون معدة للتوزيع على الجمهور .
 
 
بقي إن نقول إن عدد من القوانين عرف الصحافة بأنها " مهنة إعداد " المطبوعات الصحفية " وتحريرها ! بمعنى إن ماسبق من تعاريف لاينطبق على غير الصحافة الورقية التي تلوث أحبارها أصابع أيدينا كل صباح ؟
 
وبعيدا عن الاتهامات والخلافات والمناوشات التي جرت  حول هذا التعريف  قسَمت أراء المنظرين في  المواقع والصحافة الالكترونية إلى فريقين إلا اننا نرى انه كان مفيدا بكل المقاييس  إن يزال الحاجز النفسي بينهما ووضع الجانبين وربما لأول مرة في مواجهة مباشرة يحتاجون إليها كفاتحة لبدء حوار يفترض إن يتواصل مستقبلا لما فيه مصلحة المهنة ومصالح العاملين فيها من شتى وسائل الأتصال ولعلي لم آت بجديد اذا قلت إن بعض النقابات والاتحادات الصحفية  أخذت تفقد بريقها ودورها الريادي عندما سيطرت عليها أدارت المؤسسات الصحفية الورقية  التي عملت على جعلها أداة لخدمة مصالحها وكرستها كجهات  مطلبيه ، وكذلك عندما سمنتها واغتصبتها للصحافة الورقية إلى " وسائل " إعلام " اعتقادا منها بان تغليب عضوية الأعلام الرسمي مع بعض " المأمورين " من باقي المؤسسات الصحفية سيؤمن لها السيطرة المطلقة على  الساحة الإعلامية  ومواقفها وهذا تحقق إلى حد ما في فترات ودورات انتخابية مضت .. لكنه من الصعب أن يدوم ذلك أبدا.
 
من هنا ولأن الجهات الريادية في العمل الصحفي  في الأصل " للورقيين " وهذا مالا يجب إن تكون عليه مستقبلا فما الذي يمنع إن يكون لزملائنا في الإذاعة والتلفزيون نقابة تخصهم ؟ وما الذي يمنع إن يكون للصحافة الالكترونية نقابة تظلهم ؟ ألا يوجد ثلاث نقابات للأطباء مثلا ؟ وربما يصبح لهم نقابة رابعة وخامسة حسب التخصصات الطبية ؟
 
باعتقادي إن الإشكال وحل معضلات ما نحن بصدد لن يتم بتعديل التشريعات الإعلامية لضم جماعة وافصل غيرها اولأخضاع مؤسسة واستثناء أخرى وإنما يتم من خلال التوقف عن سياسة التسمين والاحتواء والتقويم والعبث في الجسم الصحفي والعمل على إيجاد نقابات واتحادات  لكل لون من ألوان العمل الإعلامي تحقيقا للعدالة واحتراما لذوات العاملين في هذه القطاعات .. ثم لا مانع إن يقوم بينها مستقبلا اتحاد أو مرجعيه صحفيه واحده كما هو معمول ببعض الدول المجاورة. إلى حين ذلك يتطلع مدونوا واعلاميوا هذه المواقع الى من ينصفهم ويرفع الحيف عنهم .وأملنا إن لايكون ذلك ببعيد .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين باجي الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/06



كتابة تعليق لموضوع : افخاخ في دروب الصحافة الالكترونية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net