الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : صالح الطائي

الإفلات من السلطوية
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نحن يجب أن لا نكتفي بتحريم تقديس السلطويين مهما كانت توجهاتهم فحسب وإنما علينا رفع الحصانة وتحريم تقديس الكثير جدا من القيادات التاريخية التي تولت قيادة أمتنا عبر التاريخ، فالأعم الأغلب منهم، أسهموا في مصادرة وعينا وإرادتنا، وحولونا إلى آلات تسير بأمرهم، وتقف بأمرهم، وتأكل بأمرهم، وتقتل بأمرهم.
إن النماذج التي نجحت بالتحكم في الحياة العامة للمجتمع الإسلامي عبر تاريخه الطويل، نجحت كذلك في تربيته تربية سلطوية قهرية، قتلت فيه الطاقات الإبداعية، وحولت الفرد إلى شخصية ضعيفة مهزوزة مشوهة مضطربة غير متوازنة، ثم قوضت مهاراته، وشلت قدراته، وعطلت طاقاته البدنية والفكرية، ومحقت إبداعاته، لكي تتمكن من قيادته وتلوينه بالشكل الذي يضمن لها الاستمرار في الحكم، والدليل على ذلك أن كل الثورات التي وقعت منذ ثورة الحسين بن علي(عليه السلام) سنة 61 للهجرة وإلى الآن، كان قادتها من الذين أفلتوا من التربية السلطوية، ولم يخضعوا إلى مؤثراتها، فلم تتلوث فطرتهم، وحافظوا على نقائهم. أما الذين حاربوهم، والذين تمسكوا بالحديث عن نوع واحد وجانب واحد من أوجه الإسلام، والذين سكتوا عن خرق الحكام للقوانين الإسلامية، ولم يعترضوا عليهم بحجة وحدة الجماعة وغيرها من الأقوال، فهم كلهم تخرجوا من تحت يد التربية السلطوية القهرية، ففقدوا الإرادة والكثير من الكرامة. وتحولوا بإرادتهم أو ما تبقى منها إلى أدوات طيعة تنفذ للسلطة رغباتها، وتنجز لها مهامها، وتعينها في مشروعها، دون أن يشعروا أن الاصطفاف مع السلطويين الاستبداديين باهظ الثمن جدا، كان من نتائجه أنهم أفسدوا أحلام المسلمين بالحياة الحرة الكريمة، ومهدوا للسلطات الاستبدادية العربية والأعجمية طريق السلطة، وحكم الأمة بالنار والحديد على مدى قرون طويلة، فحملوا أوزارهم وأوزار غيرهم. وهم مهما تقدموا الناس لن يفوزوا في السباق، وسيأتي من يتقدم عليهم، وينال الكأس، وهم ينالون الخيبة والخسران.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/22



كتابة تعليق لموضوع : الإفلات من السلطوية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 4 + 6 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net