صفحة الكاتب : ايليا امامي

حديث لاولي الالباب
ايليا امامي

 اليوم دار نقاش بيني وبي أحد أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف ومن القريبين من الحدث بشكل كبير .. وكان من ضمنه : 

 
قلت له :  في السابق كان عندما يحصل تفجير إرهابي .. يكون للناس نوعين من الخطاب : 
@ خطاب موجه للإرهابيين ( القاعدة في ذلك الوقت ) وتحدي كبير لهم بأننا لن نترك خط التشيع الذي تقتلوننا من أجله .. وهذا التحدي كان يثير الإحباط واليأس في نفوس الأرهابيين ولكنهم يستمرون بالعمل بدعم من الدول المعاديه . 
 
@ وخطاب موجه الى الحكومة ( حكومة المالكي حينها ) بأن هذا الفشل المتواصل في إمساك الملف الأمني عواقبه وخيمه ولابد من تدارك الوضع . 
 
ولكن يامولانا مانشهده هذه المره .. منذ إنفجار مدينة الصدر وحتى انفجار الكراده .. من حملة شعواء على المرجعيه أمر عجيب جداً !! 
 
أليست المرجعية مع الشعب ؟!  
 
وكأنها أصبحت بقدرة قادر .. هي وزيرة الدفاع .. والداخليه .. ورئيسة لجنة الأمن والدفاع .. ورئيسة جهاز الأستخبارات .. ورئيس جهاز الأمن الوطني .. وقائدة عمليات بغداد !! 
فلماذا هذا الوضع وهذا التحول العجيب في أفكار الناس . 
 
@ والحقيقه أني سألته هذا السؤال وأنا أعيش حالة الصدمة والمفاجأة مما أرأه في مواقع التواصل الإجتماعي .. فقال لي الأستاذ حفظه الله وهو يحاول ترتيب أفكاري : 
 
أولاً : ماتراه من إنتقاد أو حديث حول المرجعيه أغلبه ايجابي وليس سلبي .. فإن الانتقاد على قسمين : 
 
١)) هناك انتقاد سلبي .. يحاول أن يزرع في قلبك بذور الشك بالمرجعيه .. وانها عاجزة وليس لديها تصور كافي للمرحله .. او غير مباليه وقلبها ليس محروقاً للوضع . 
 
ولاشك أن هذا النوع من الإنتقاد سلبي وغير مقبول واغلبه يصدر إما من جهات مغرضه هدفها إسقاط المرجعيه .. أو من بعض شبابنا الذين تأثروا بهذا الخطاب وقبلوه .. ولو كانوا قريبين من أجواء عمل وجهود المرجعيه  فإنهم سرعان ما يفهمون الحقيقه . 
 
٢)) وهناك إنتقاد إيجابي .. فالناس تفزع في المصائب والنوائب لمن تراه بيده الحل .. ومن تراه كهفاً وملاذاً لها .. ومن حقها أن تعتب عليه .. ليس لقلة الثقه .. ولا للشك فيه والعياذ بالله .. بل لصعوبة الوضع وقلة الصبر .. ولعلمك فأنا أعرف عن سماحة السيد دام ظله وسمعت منه شخصياً أنه يتقبل مثل هذا العتب بقلب مشفق عطوف منكسر على بلايا الشيعة الكرام . 
 
هل ترى كيف يعاتب الشاعر والعالم السيد حيدر الحلي صاحب الزمان عليه السلام بعتاب قاسي فيقول له إن لم تتحرك الان فمتى تتحرك ياترى ؟؟؟ 
 
( ماذا يهيجك إن صبر    ت لوقعة الطف الفضيعه ) 
 
وهل ترى كيف يعاتبه الشاعر الآخر عبد الحسين شكر فيقول له أنك إذا بقيت ساكتاً هكذا سيفنى بنو هاشم كلهم : 
 
( لاتلد هاشمية علوياً     إن تركتم أمية بقرار ) 
 
وشاعر ثالث السيد رضا الهندي يعاتبه بأقسى من هذا العتاب كله فيقول له لاتعتذر بأن جنودك قليلون : 
 
( هب أن جندك معدود فجدك قد     لاقى بسبعين جيشاً ماله عددُ ) 
 
@ وبالتالي ياعزيزي فإن الشعراء العلماء ايضا  يعاتبون صاحب الزمان لشدة حرقتهم وألمهم من دون أن يتسرب الشك به .. وبحقانية طريقه .. وصدق منهجه الى نفوسهم .. فلا داعي للتحسس من هذا الانتقاد الذي يصدر من المحبين . 
 
@ ثم قال : بل أعطيك مثالاً أقوى مما سبق : بحيث يصل الحال بالمؤمنين الى درجة أن قلوبهم تتزلزل لشدة الإمتحان والمصاب ويبدؤون بالإستغاثه سائلين الله متى النصر ياربنا ومتى نخلص من هذا البلاء ؟؟؟ 
 
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤) البقرة . 
 
@ وختم الأستاذ كلامه بالقول : إن سماحة السيد السيستاني دام ظله من النوع الذي يتفهم هذه الأمور جيدا  .. وهذا جزء من قدرته على تحمل الضغوط والصبر وعدم إتخاذ قرارات إنفعاليه في غير وقتها الذي يراه مناسباً تحت ضغط الجماهير . ولديه نسبه عاليه من التوكل على الله والتوسل بجدته الزهراء عليها السلام مما يخفف عنه ألم مايسمعه من الناس  .. وشدة ما يتلقاه من لسعات الكلام من أهلنا. 
 
@ وقبل سنوات ومع دخول الاحتلال الى العراق .. كان بعض المقربين منه يناقشه حول كلام الشارع والأتهامات المستمره لسماحته بعد الافتاء بالجهاد ضد المحتل .. فكان سماحته يقول : 
( لقد شتمنا حتى من قبل أولادنا سابقا فهذا ليس بغريب ) وكان يعني بذلك قصيدة لأحد الشعراء يهجو فيها علماء الدين بعد أن كان واحداً من سلك الطلبة ثم خرج منقلباً عليه ورحل باحثاً عن لذة الحياة في أوربا . 
 
@ في الواقع كان كلام الأستاذ كالماء البارد على قلبي وخفف عني الكثير من الضغط الذي أشعر به بسبب التجاوزات .
 
@ ثم قلت له : طيب شيخنا ولماذا كثر الحديث هذه المره دون سابقها فقال : في السابق كان السيستاني حجر عثره غير مباشر امام مصالح ومشاريع البعض .. فكانوا بالمقابل لايشغلون جيوشهم الالكترونيه بقوه ضده ويكتفون ببعض الاعتراضات والدعايات . 
 
أما الان .. فيمكنك ان تمسك بالسبحه وتحسب كم جهة متضررة من هذا الرجل بشكل مباشر .. وفي نفس الوقت هم يعجزون عن الانتقام منه ميدانياً لان الناس في العالم الواقعي معه .. فيصبون جام غضبهم على العالم الافتراضي .. فتحسبهم كثرة .. وهم شرذمة قليلون .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/07



كتابة تعليق لموضوع : حديث لاولي الالباب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net