صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

السؤال :
لماذا ظهرت المراجع وتبعية الناس له مع ان الائمة الاطهار في احاديث نهت عن تقليد غير الامام عليه السلام
مثلًا
*حرمة تقليد غير المعصوم*
روى الشيخ المفيد عن الصادق عليه السلام
(إياكم والتقليد، فإنه من قلد في دينه هلك) إن الله تعالى يقول: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم - حلالا، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون). تصحيح اعتقادات الامامية - ص72
وقد ذم الشيخ المفيد التقليد في نفس الكتاب ص73 وقال: ( ولو كان التقليد صحيحا والنظر باطلا لم يكن التقليد لطائفه أولى من التقليد لأخرى، وكان كل ضال بالتقليد معذورا، وكل مقلد لمبدع غير موزور، وهذا ما لا يقوله أحد....الخ
وجاء أيضا في الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 53 (باب التقليد)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : \\" اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله \\" ؟ فقال : \\" أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون.
وجاء في وسائل الشيعة - ج27 - (ص127 الى ص143) - باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما يقول برأيه ، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهم
( عليهم السلام ).
[ 33386 ] 5 ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مسكان ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون ، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل ، إلا هلك وأهلك .
 [ 33387 ] 6 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن أيوب ، عن أبي عقيلة الصيرفي ، عن كرام ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إياك والرياسة ، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال ، قلت : جعلت فداك ، أما الرياسة فقد عرفتها ، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا (1) ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال ، فقال لي : ليس حيث تذهب ، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال .
[ 33389 ] 8 ـ وعنه ، عن أبيه وعن علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد جميعاً ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : من أطاع رجلا في معصية فقد عبده .
[ 33390 ] 9 ـ وعن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد ابن محمد بن إبراهيم الأرمني ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فان كان الناطق يؤدي عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان .
 [ 33396 ] 15 ـ وفي ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إياك والرياسة ، فما طلبها أحد إلا هلك ، فقلت : قد هلكنا إذاً ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ، ويقصد ، ويؤخذ عنه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال ، وتدعو الناس إلى قوله .
الجواب:
1- التقليد المنهي عن في الروايات والآيات ليس هو الرجوع والإتباع للعلماء الصالحين الثقات ، كيف وقد أمر الكتاب والسنة للمعصومين ع بالرجوع للعلماء ذوي الأوصاف المعينة كما في آية النفر ليتفقهوا في الدين ولينذروا قمهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ، فأوجب على الفقهاء إنذار قومهم لأجل ان يحذر القوم من إرتكاب المعاصي . وقوله تعالى :(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ) ..فأسند الحكم في الدين للانبياء ثم للربانيين وهم الأوصياء ثم للأحبار وهم العلماء ، وغيرها من الآيات والروايات ،
2- والتوفيق بين اللسان الذام للتقليد و اللسان المادح هو بما في مضمون  رواية التفسير المنسوب العسكري  من قوله ع : 
ﻓﺈﻥ ﻋﻮاﻡ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﻋﺮﻓﻮا ﻋﻠﻤﺎءﻫﻢ ﺑﺎﻟﻜﺬﺏ اﻟﺼﺮاﺡ ، ﻭﺃﻛﻞ اﻟﺤﺮاﻡ ، ﻭاﻟﺮﺷﺎء ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ اﻷﺣﻜﺎﻡ ، ﻭاﺿﻄﺮﻭا ﺑﻘﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ، ﻭﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺫﻣﻬﻢ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻮاﻣﻨﺎ ﺇﺫا ﻋﺮﻓﻮا ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ اﻟﻔﺴﻖ اﻟﻈﺎﻫﺮ ، ﻭاﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ، ﻭاﻟﺘﻜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﺮاﻣﻬﺎ ، ﻓﻤﻦ ﻗﻠﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻء ﻓﻬﻮ ﻣﺜﻞ اﻟﻴﻬﻮﺩ اﻟﺬﻳﻦ ﺫﻣﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻔﺴﻘﺔ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ ، ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺻﺎﺋﻨﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ، ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻟﺪﻳﻨﻪ ، ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻮاﻩ ، ﻣﻄﻴﻌﺎ ﻻﻣﺮ ﻣﻮﻻﻩ ، ﻓﻠﻠﻌﻮاﻡ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺪﻭﻩ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻻ ﻛﻠﻬﻢ ، ﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﻳﺢ ﻭاﻟﻔﻮاﺣﺶ ﻣﺮاﻛﺐ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ، ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻻ ﻛﺮاﻣﺔ .
اي ان التقليد الممدوح هوالإتباع للعلماء مع التزامهم بالضوابط العلمية والعملية .
اما العلمية فهو ان لا يخالفوا ضرورات الدين واما العملية فهو ان لا يرتكبوا الفسق الظاهر و القبايح .
اي لابد من توفر الاهلية العلمية والأمانة العملية .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/22



كتابة تعليق لموضوع : لماذا ظهرت المراجع الدينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net