حيّرني أمر الإنسان...هذا الكائن الذي خلق للرّقي..فإذا ما انهار كان أدنى من الأنعام، لأنّ الأنعام نفسها لا تتدانى أكثر مما هو مناسب لها..بينما الإنسان يفعل..ولكنه يتدانى إلى أقصى الأدنى وفي قلبه إمكان خفي للارتقاء..فلا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون..إلاّ من يكفر بحقيقة أنّ الروح من أمر ربّي..في سرّها العظيم..واقتدارها الخلاّق..هو كائن انطوى على الكون وهو ما يعزز هولوغرامية كائن يعيد تشكيل كلّيانيته من أجزائه المتقطعة..إنّ الحكم على الكائن حينما لا يكون يائسا من رقيّه إذ أقبح ما يقال هنا: "أنا هكذا لا أتغيّر"، هو حكم خاطئ لأنّ التعريف الذي نراه للإنسان هو أنّه كائن متحرك الجوهر دون استحالة مادية، أي الاستحالة هنا معنوية..وهو وحده قادر على التخارج النوعي..ثم إنّ التعريف الأمثل هو أنه كائن متأله..إمّا أن يرقى إلى عالم الوحدة وإما أن يغرق في عالم الكثرة..إما يتكامل برسم الإله أو يحل محلّه منازعا إيّاه..ولذا لا أغلو لأقول بأنّ تأليه الإنسان لذاته أو سقوطه في الوثنية أو غيرها هي جزء من ماهيته المتقلبة حيث هو كائن متأله ويحدث أن تتفرق به سبل تحقيق هذه الماهية..والإنسان يكتسب قيمته بالمعرفة..حتى تصور الإله يرقى أو ينحدر بحسب المعرفة..فإذا تدانت تلك المعرفة كان الإله المتخيل رمزا للتعسف والشّطط سرعان ما يهزمه متخيّل موت الإله..أما حينما يرقى ويصبح منبع الخير الوجودي فتكون الدورة الكونية اكتملت لتكتمل معها دورة الإنسان الكامل..حروب الآلهة إذن هي حروب إنسان منقسم على نفسه في خبرة الوجود..من هنا قال علي بن أبي طالب: "أوّل الدّين معرفته".. المعرفة التي قد تبدأ بمعرفة النفس والعالم..إنّك تستطيع أن تخرج بانطباعات كثيرة من تأمّل الوجود..الإنسان في انحطاطه دليل على هشاشة الخبرة الوجودية..ولا شكّ أنّ الإنسان في صعود ونزول..كائن أحيانا يسقط في خفة لا تحتمل..أو يرقى إلى منازل لا يطاله فيها مخلوق..الإنسان ليس رواية بسيطة في تاريخ الخلق..إنّه الكائن المحاط بالأسرار..ويحدث أن يغفل عنها ويتجاهلها فيصبح مفلسا، ويكون من أغرب الكائنات..هذا الكائن إمّا أن يكون مفرطا في إنسانيته (بتسكين الفاء) أو مفرّطا في إنسانيته (بفتح الفاء وتشديدها)..أما الاعتدال في الأنسنة فليس ذي موضوع بالنسبة لكائن لا حدود له في إمكانيات الرقي بقدر ما أنه لا حدود له في إمكانية الانحطاط..حينما تكون إنسانا كبيرا ينطوي العالم الأكبر فيه..ستشعر بعظمة الوجود..وحينها تجد الكون كله معك..الإنسن والجن..الملائكة والنواميس الكونية...والعصافير....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حيّرني أمر الإنسان...هذا الكائن الذي خلق للرّقي..فإذا ما انهار كان أدنى من الأنعام، لأنّ الأنعام نفسها لا تتدانى أكثر مما هو مناسب لها..بينما الإنسان يفعل..ولكنه يتدانى إلى أقصى الأدنى وفي قلبه إمكان خفي للارتقاء..فلا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون..إلاّ من يكفر بحقيقة أنّ الروح من أمر ربّي..في سرّها العظيم..واقتدارها الخلاّق..هو كائن انطوى على الكون وهو ما يعزز هولوغرامية كائن يعيد تشكيل كلّيانيته من أجزائه المتقطعة..إنّ الحكم على الكائن حينما لا يكون يائسا من رقيّه إذ أقبح ما يقال هنا: "أنا هكذا لا أتغيّر"، هو حكم خاطئ لأنّ التعريف الذي نراه للإنسان هو أنّه كائن متحرك الجوهر دون استحالة مادية، أي الاستحالة هنا معنوية..وهو وحده قادر على التخارج النوعي..ثم إنّ التعريف الأمثل هو أنه كائن متأله..إمّا أن يرقى إلى عالم الوحدة وإما أن يغرق في عالم الكثرة..إما يتكامل برسم الإله أو يحل محلّه منازعا إيّاه..ولذا لا أغلو لأقول بأنّ تأليه الإنسان لذاته أو سقوطه في الوثنية أو غيرها هي جزء من ماهيته المتقلبة حيث هو كائن متأله ويحدث أن تتفرق به سبل تحقيق هذه الماهية..والإنسان يكتسب قيمته بالمعرفة..حتى تصور الإله يرقى أو ينحدر بحسب المعرفة..فإذا تدانت تلك المعرفة كان الإله المتخيل رمزا للتعسف والشّطط سرعان ما يهزمه متخيّل موت الإله..أما حينما يرقى ويصبح منبع الخير الوجودي فتكون الدورة الكونية اكتملت لتكتمل معها دورة الإنسان الكامل..حروب الآلهة إذن هي حروب إنسان منقسم على نفسه في خبرة الوجود..من هنا قال علي بن أبي طالب: "أوّل الدّين معرفته".. المعرفة التي قد تبدأ بمعرفة النفس والعالم..إنّك تستطيع أن تخرج بانطباعات كثيرة من تأمّل الوجود..الإنسان في انحطاطه دليل على هشاشة الخبرة الوجودية..ولا شكّ أنّ الإنسان في صعود ونزول..كائن أحيانا يسقط في خفة لا تحتمل..أو يرقى إلى منازل لا يطاله فيها مخلوق..الإنسان ليس رواية بسيطة في تاريخ الخلق..إنّه الكائن المحاط بالأسرار..ويحدث أن يغفل عنها ويتجاهلها فيصبح مفلسا، ويكون من أغرب الكائنات..هذا الكائن إمّا أن يكون مفرطا في إنسانيته (بتسكين الفاء) أو مفرّطا في إنسانيته (بفتح الفاء وتشديدها)..أما الاعتدال في الأنسنة فليس ذي موضوع بالنسبة لكائن لا حدود له في إمكانيات الرقي بقدر ما أنه لا حدود له في إمكانية الانحطاط..حينما تكون إنسانا كبيرا ينطوي العالم الأكبر فيه..ستشعر بعظمة الوجود..وحينها تجد الكون كله معك..الإنسن والجن..الملائكة والنواميس الكونية...والعصافير....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat