أراك أيّها الطيب الحيران في عوالم العدوان، هائما، قلقا، منقهرا، ماذا دهاك وقد علمت أنّه قدر العالم أن لا يتمحّض لخير قطّ.. وها قد نسيت فوجب أن تذكّر إن نفعت الذكرى لكي لا تذهب نفسك حسرات على بؤس عالم في حالة سقوط حرّ من شواهق المروءة إلى حضيض الخسّة والنذالة..حيث جنود إبليس بعدد حبّات الرّمل..من كلّ شيطان رجيم ولقيط..فأنّى المفرّ ولا مفرّ من بلاء الوجود لمن اختار أن يتطهّر مغاضبا..
إنّ حظّك من الخلاص أن تقاوم..تقاوم لأنّ الغالب على العالم هو الشّر..وهم من بعد غلبهم سيغلبون..ولا تنسى أيّها الطّيب أنّ للشّر الجولة الأخيرة..وأنّ مخلّصك بعد أن يقهر الباطل سيلقى حتفه من شرار الخلق..وأنّه بعد الخلاص ستحصلّ الرّدة..ذلك لأنّه لا ظاهر تفوق ظاهرة النّفاق..وحده النفاق لا تقهره حرب ولا حتى المقاومة..فانظر مليّا كي تعلم أنّه لو كان الخير غالبا على عالمك لكان حظّ الطوبى منه كبير..ولكنها طوبى لأنها بلا مكان في مجال كان فيه للجور دولة وجولة وصولة..فاشدد حيازمك واعلم أنّ أشرف الخلق قضوا في التباس مدلهمات الزمن المرّ..قضى ربّك أنّ هذا العالم شريط متواصل من الصّراع..ولا تعجب من أمر النّفاق فهو ملح الوجود الأدنى..ولا تحسبنّ ما ضاع منك له ثقل في موازين الحقّ..واعلم أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغاة بني إسرائيل..وكلّما أمسكت بحبل نجاة كلما أحاطت بك البلايا..وشرّ البلايا ألسن البهتان الطولى من أتفه الطّغام..وما من شأنه أن يستنزل من همّتك ويشغلك عن الحق بقوارض المروءة..يريدون أن تكون فيمن مردوا أن يكونوا أحلاس بيوتهم لا تسمع لهم ركزا..فإذا ساء الزمان كما ذهب صوت العدالة الإنسانية فسوء الظّنّ أولى..فبنية الخلق على قدر من الهشاشة مثقلة بالثلم والفتوق..والجهاد الأكبر ليس في تشابك السيوف في ميادين الوغى بل هو رهق السفر إلى كمالاتك.. واعلم أنّ في دنيا النّفاق جزر منيعة يسكنها مجاذيب الخلق من رامها من مسوخ الخلق احترق..ومن دنا وتدلّى فوق رؤوسهم أكبّه الله من عل..وانتظر قليلا كي ترى ماذا سيحيق بأصحاب الألسن المتورّمة بالتّقوّل في شرفاء الخلق..فقد فاض الكأس وهاجت روح المجذوب فرمى غريمه بمنجنيق مسبحته، والعاقبة للمتّقين..وتنام عين الألعبان وعين المكسور المظلوم لا تنام..والمجاذيب مملوكون للحق مسيّرون في ممشاه..وهم الأسود راسخة براثينهم في الأرض وليس للقرود بعد ذلك إلاّ الشقاوة بين أغصان الشجر..قلوب المجاذيب معلّقة بين السماء والأرض..فالويل لمن أشغلها سوءا ودجلا..وما نال لقيط من مجذوب إلاّ وذاق من كأس الآفات ما لم يحسب..فاجعل الخير منك نضالا ومقارعة لباطل له مفارخ في مزابل تاريخنا الذي ينوء بغرائب انحطاط الوجود..فاعلم أنّ العالم هو هذا فالزم...
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
أراك أيّها الطيب الحيران في عوالم العدوان، هائما، قلقا، منقهرا، ماذا دهاك وقد علمت أنّه قدر العالم أن لا يتمحّض لخير قطّ.. وها قد نسيت فوجب أن تذكّر إن نفعت الذكرى لكي لا تذهب نفسك حسرات على بؤس عالم في حالة سقوط حرّ من شواهق المروءة إلى حضيض الخسّة والنذالة..حيث جنود إبليس بعدد حبّات الرّمل..من كلّ شيطان رجيم ولقيط..فأنّى المفرّ ولا مفرّ من بلاء الوجود لمن اختار أن يتطهّر مغاضبا..
إنّ حظّك من الخلاص أن تقاوم..تقاوم لأنّ الغالب على العالم هو الشّر..وهم من بعد غلبهم سيغلبون..ولا تنسى أيّها الطّيب أنّ للشّر الجولة الأخيرة..وأنّ مخلّصك بعد أن يقهر الباطل سيلقى حتفه من شرار الخلق..وأنّه بعد الخلاص ستحصلّ الرّدة..ذلك لأنّه لا ظاهر تفوق ظاهرة النّفاق..وحده النفاق لا تقهره حرب ولا حتى المقاومة..فانظر مليّا كي تعلم أنّه لو كان الخير غالبا على عالمك لكان حظّ الطوبى منه كبير..ولكنها طوبى لأنها بلا مكان في مجال كان فيه للجور دولة وجولة وصولة..فاشدد حيازمك واعلم أنّ أشرف الخلق قضوا في التباس مدلهمات الزمن المرّ..قضى ربّك أنّ هذا العالم شريط متواصل من الصّراع..ولا تعجب من أمر النّفاق فهو ملح الوجود الأدنى..ولا تحسبنّ ما ضاع منك له ثقل في موازين الحقّ..واعلم أن من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغاة بني إسرائيل..وكلّما أمسكت بحبل نجاة كلما أحاطت بك البلايا..وشرّ البلايا ألسن البهتان الطولى من أتفه الطّغام..وما من شأنه أن يستنزل من همّتك ويشغلك عن الحق بقوارض المروءة..يريدون أن تكون فيمن مردوا أن يكونوا أحلاس بيوتهم لا تسمع لهم ركزا..فإذا ساء الزمان كما ذهب صوت العدالة الإنسانية فسوء الظّنّ أولى..فبنية الخلق على قدر من الهشاشة مثقلة بالثلم والفتوق..والجهاد الأكبر ليس في تشابك السيوف في ميادين الوغى بل هو رهق السفر إلى كمالاتك.. واعلم أنّ في دنيا النّفاق جزر منيعة يسكنها مجاذيب الخلق من رامها من مسوخ الخلق احترق..ومن دنا وتدلّى فوق رؤوسهم أكبّه الله من عل..وانتظر قليلا كي ترى ماذا سيحيق بأصحاب الألسن المتورّمة بالتّقوّل في شرفاء الخلق..فقد فاض الكأس وهاجت روح المجذوب فرمى غريمه بمنجنيق مسبحته، والعاقبة للمتّقين..وتنام عين الألعبان وعين المكسور المظلوم لا تنام..والمجاذيب مملوكون للحق مسيّرون في ممشاه..وهم الأسود راسخة براثينهم في الأرض وليس للقرود بعد ذلك إلاّ الشقاوة بين أغصان الشجر..قلوب المجاذيب معلّقة بين السماء والأرض..فالويل لمن أشغلها سوءا ودجلا..وما نال لقيط من مجذوب إلاّ وذاق من كأس الآفات ما لم يحسب..فاجعل الخير منك نضالا ومقارعة لباطل له مفارخ في مزابل تاريخنا الذي ينوء بغرائب انحطاط الوجود..فاعلم أنّ العالم هو هذا فالزم...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat