صفحة الكاتب : حسن الهاشمي

حوار بين عاص ومؤمن
حسن الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العاصي: المهم ان يكون قلبك طيبا وتحب ان تخدم الناس، حتى وان بدر منك بعض المعاصي كالزنا وشرب الخمر.

المؤمن: ان تخدم الناس بقلبك الطيب هذا حسن، ولكن اعلم ان من اهم الأمور التي يتقبل الله تعالى منك الخدمة هو تركك المعصية، والا فان عملك الحسن يكون كالحليب الذي تركله البقرة بعد استحلابه!!.

العاصي: مهلك ايها المؤمن انا ليس كما تدعي، فإنني مواظب على الصلاة والصيام وقراءة القران منذ نعومة اظفاري.

المؤمن: لا ينفعك ذكر ولا فكر في تصفية القلب، اذ لا فائدة من خدمة الله تعالى من جهة، ومخالفته من جهة أخرى.

العاصي: ونعم بالله تعالى فانه أرحم الراحمين يغفر لي ذنوبي ما دامت محبا للخير ملتزما بأمور الدين.

المؤمن: فأي سلطان اعظم من سلطان السلاطين جل وعلا، وأي مخالفة أعظم من مخالفته، فافهم مما ذكرته لك.

العاصي: ان للقلب اقبال وادبار فان اقبلت احملها على الطاعات، وان ادبرت لا بأس بان احملها على بعض المعاصي، فان الله غفور رحيم.

المؤمن: ان طلبك للمحبة الإلهية مع ارتكاب المعصية أمر فاسد جدا.

العاصي: من أين جاءت تلك المفسدة وان قلبي محب لله ولرسوله ومن اجتبى من عباده الصالحين؟!.

المؤمن: كيف يخفى عليك ان المعصية سببا للنفرة، والنفرة لا تجتمع مع المحبة أبدا.

العاصي: كيف اذن اصل الى مبتغاي في حب الله تعالى لكي احظى برضاه وانجو من عذابه. 

المؤمن: اذا تحقق عندك ذلك، ان ترك المعصية أول الدين وآخره وظاهره وباطنه.

العاصي: كيف أقدر على ذلك وان نفسي تريد ان أروّح عنها بعد الفينة والأخرى؟!.

المؤمن: تمتع بالحلال الطيب دون الحرام الخبيث، وبادر الى المجاهدة، واشتغل بتمام الجد بالمراقبة، من يقظتك، من نومك، في جميع آناتك، الى نومك ثانية.

العاصي: هذا أمر صعب لا يقدر عليه الا من امتحن الله قلبه بالإيمان، وهل يكون ذلك لمثلي!.

 المؤمن: اذا اعتقدت انك امام حضرة الخالق، والتزمت الأدب في قدس حضرته، وعلمت انك بجميع أجزاء وجودك ذرة ذرة أسير قدرته، فإنك ستراعي حرمة شريف حضوره، وتعبده كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك.

العاصي: هل استطيع ان اصل الى ما ذكرت من المراقبة والرياضة وكف النفس عن الهوى واقحامها في فضاءات التقى؟!.

المؤمن: نعم تستطيع ذلك، اذا التفتّ دائما الى عظمة الله وحقارتك، ورفعته ودنائتك، وقوته وذلتك، وغناه وحاجتك. 

العاصي: ألستم تقولون ان الله تعالى يغفر الذنوب جميعا، ولا سيما اللمم منها؟!

المؤمن: نعم نقول ذلك، ولكن كيف بك اذا جاءك الموت بغتة وانت منهمك بالذنوب والمعاصي، وعليه لابد ان لا تغفل شناعة غفلتك عنه جل جلاله، مع التفاته اليك دائما، وقم بين يديه مقام العبد الذليل الضعيف، لكي توفق في الدنيا وتنجو من أهوال الآخرة.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/10



كتابة تعليق لموضوع : حوار بين عاص ومؤمن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net