صفحة الكاتب : نزار حيدر

آخِر حُرُوب العِرَاقِييِّن بِالنِّيابَةِ!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  ١/ الْعِراقيُّون على موعدٍ قريبٍ جدّاً من تحقيق الانتصار النَّاجز على الارهاب، والذي يحقِّقونهُ بتضحياتهِم الغالية التي حَمَت الأَرض والعِرض، وبصبرِ أُسَر الشُّهداء السُّعداء الذين قدَّموا أَفلاذ أَكبادهم من أَجل هذا اليومِ الموعود.
   ٢/ لقد ظلَّ العراقيُّونَ يقاتلون الارهاب بالنِّيابة عن العالم، وهذا ما يكرِّرهُ دائماً كلّ المسؤولين العراقييِّن!.
   نتمنّى أَن تكون هذه آخر الحروب التي يخوضها العراقيُّونَ بالنِّيابة عن أَحدٍ! فلا نقبلَ أَن تتجمَّع [جراثيم] الآخرين عندنا مرَّةً أُخرى!.
   لقد ظلَّ العراقيُّونَ يخوضونَ حروب النِّيابة على طول عهدِ نِظامُ الطّاغية الذّليل صدَّام حسين! ومنذُ التَّغيير في التَّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن يقاتلون الارهاب الذي جيَّشت لَهُ دوَل المنطقة وتحديداً نِظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة بفتاوى فُقهاء الحزب الوهابي التَّكفيري التي تُغطِّيها أَموالٍ البترودولار والاعلام العُنصري والطَّائفي، بالنِّيابة عن العالَم! فلماذا؟!.
   لماذا لا يُقاتل غيرنا الارهاب بالنِّيابة عنَّا وعن العالَم؟!.
   لا نريدُ أَن نقاتلَ بالنِّيابةِ عن الآخرين، كما لا نريدُ أَن يقاتلَ الآخرون بالنِّيابةِ عنَّا! فكلٌّ يقاتلُ عن نَفْسهِ!.
   ينبغي أَن يلتفتَ العراقيُّونَ الى مصالحهِم الوطنيَّة، الأَمنيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة وغيرِها، ليضعوا حدَّاً لمرحلة الحروب بالنِّيابة والتي دمَّرت كلَّ شيءٍ! ويبدأوا ببناءِ بلدهِم الذي حباهُ الله تعالى بالكثيرِ من الخيرات والطَّاقات التي لو وظَّفتها حكومة رشيدة بصورة صحيحة لأَصبح الْعِراق من أَفضل دوَل العالم والعراقيُّون من أَسعد شعوب العالَم!.
   ٣/ إِنَّ إِتفاقيَّة الشَّراكة الاستراتيجيَّة بين واشنطن وبغداد، ليست إِتِّفاقيَّة أَمنيَّة فحسْب كما يحاول الاعلام العروبي تسويقهُ للتَّقليل من شأنِها ولإرهاب العراقييِّن منها، أَبداً، فالبروتوكول الأَمني هو واحِدٌ من بروتوكولات الاتفاقيَّة! فهي شاملةٌ وعامَّةٌ، تتعلَّق بالتَّعاون على مُختلفِ المجالات منها التَّعليم والطَّاقة والبيئة والبترول وغير ذلك!.
   وبرأيي فانَّ الوقت قد حانَ ليعملَ العراقيُّونَ على تفعيلِ بنودِ الاتفاقيَّة بما يُحقِّق مصالح بلادهِم، فعندما يعلنُ الْعِراق عن النَّصر النَّاجز في الحَرْبِ على الارهاب ستنطلق عمليَّة البِناء والإِعمار والاستثمار والتي هي بحاجةٍ الى جهودٍ دوليَّةٍ لا تقلّ عن الجهود الدوليَّة التي بُذلت في الحَرْبِ على الارْهابِ الى جانبِنا!.
   كما أَنَّ مُعالجة ملفّ النَّازحين هو الآخر بحاجةٍ الى جهودٍ دوليَّةٍ من المُمكن أَن توفِّرها الاتفاقيَّة المذكورة! وكلُّ ذلك بحاجةٍ الى أَن يمتلك العراقيُّونَ رؤيةً وخطَّةً تتناسب والمرحلة الجديدة.
   ٤/ بقدر ما عبَّر البيان المشترك الصادر عن إِجتماع رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي والوفد المرافق لَهُ بالرَّئيس الأَميركي ترامب وأَعضاء إِدارتهُ في البيت الأَبيض عن أَهمِّيَّة وجديَّة المواضيع المطروحة للنِّقاش وتبادل وجُهات النَّظر والاتِّفاق عليها، بقدر ما تعبِّر عن حجمِ المسؤوليَّة الكبيرة التي تتحمَّلها الدَّولة العراقيَّة بمختلفِ مؤسَّساتها وعلى وجهِ الخُصوص الحكومة والبرلمان، لتهيئة الأَرضيَّة اللّازمة والمُناسبة لتنفيذ ما تمَّ الاتِّفاق عليه!.
   إِنَّ المواضيع التي ذُكرت في البيان المشترك مهمَّة جدّاً وحيويَّة بالنِّسبةِ للعراق وهو يدشِّن مرحلة جديدة بعد تحقيق النَّصر النّاجز على الارهاب والذي بات قريباً جدّاً باذن الله تعالى، فلا يكفي مُناقشة هذه المواضيع أَو إِدراجها في البيان المُشترك بل لابدَّ من تهيئة الأَرضيَّة وعلى مُختلفِ المستويات ليكونَ بالامكانِ تنفيذها بما يُحقِّق مصالح العراقييِّن الَّذِينَ يتطلَّعون الى غدٍ أَفضل يسودهُ الأَمن والاستقرار والبناء والإِعمار والرَّفاه بعد كلِّ هذه التَّضحيات الضَّخمة التي قدَّموها من أَجْلِ حمايةِ تجربتهم الجديدة التي انطلقت بعد سقوط نِظامُ الطَّاغية الذَّليل صدّام حسين عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن. 
   ٥/ برأيي فانَّ الرَّئيس ترامب لم يبنِ لحدِّ الآن رؤية كاملة وواضحة تجاه الكثير من قضايا السِّياسة الخارجيَّة سواء الأوربيَّة والدَّوليَّة أَو الشَّرق أَوسطيَّة ولذلك نرى مِنْهُ كلَّ هذا التَّناقض في التَّصريحات والتقلُّبات التي تشهدها مواقفهُ! لدرجةٍ أَنَّ أَحد أَبرز أَعضاء الكونغرس من المُخضرَمين الجمهوريِّين، وهو جون ماكِّين، وصف الادارة بأَنَّها تعيش الفوضى!.
   إِنَّهُ يُحاول في الـ [١٠٠] يوم الأُولى العثور على ملامح هذه السِّياسات! ليستقرَّ عليها، ولهذا نراهُ يسعى للقاءِ أَكبر عددٍ مُمكن من زُعماء العالَم بمن فيهم زُعماء من الشَّرق الأَوسط.
   ولذلك أَرى أَنَّ بامكان العراقييِّن، كما غيرهِم، مساعدتهُ أَو على الأَقلّ مشاركتهُ في رسمِ هذه السِّياسات بما يخدم مصالحنا، الأَمرُ الذي يتطلَّب المزيد من التَّواصل مع الادارة ومع صُنَّاع القرار الأَميركي، وإِنَّ من الخطأ الفضيع إِذا تصوَّرنا أَنَّ كلَّ شيءٍ جاهز وليس بوسعِ الرَّئيس، أَيَّ رئيس، سوى أَن ينفِّذ الخُطَّة!.
   إِنَّ هذه الطَّريقة من التَّفكير تركُلنا دائماً لنقفَ في نِهايةِ الطَّابور! ما يُضيِّع علينا مصالحَنا ودورَنا وتأثيرنا في هذا العالَم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/03/22



كتابة تعليق لموضوع : آخِر حُرُوب العِرَاقِييِّن بِالنِّيابَةِ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net