صفحة الكاتب : ياس خضير العلي

أخفاء الاباء لحقيقة الأقرباء والأصدقاء عن الأبناء ؟
ياس خضير العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اعذرني يا والدي فما وقفت قبل اليوم ناقدا لك , ولكن المفاجئة عند معرفة حقيقة بعض الأقرباء والأصدقاء الذين كنت تصنع منهم في نظرنا أحبة وملائكة وتتزاور معهم وكنت النموذج الكامل لنا في محبة الآخرين وطيبتك في مظاهر الكرم والوفاء والاباء وموقفك من السمو الروحي ونشأتك ورعايتك لنا لنكون ممن يتواصل مع الآخرين في كل مناسباته ويؤدي لهم الواجبات .
وكان كرمك معنا عندما وفرت لنا سبل طلب العلم لكي ترانا علماء وأدباء ووجهاء ووصيتك التي وضعتها على حائط البيت وهي ( النجاة في الصدق ),  للأسف وجدناها بعض الأحيان لا تدفع شر الأشرار وعلمتنا الوفاء للأقرباء والأصدقاء ولذلك لم نتخلف يوما عن احد لا من صلة الأرحام ولا جيران ولا أصدقاء ألا وفينا معه , ولكن بعد الحروب التي مر بها العراق ظهرت معادن الناس الحقيقية , يا والدي لم تعرف مقدار صدمتي اليوم عندما رأيت حقيقة بعض الناس وتبين أن هم لا تدفعهم حتى ممارسة السلام على الآخرين ألا بقدر مصالحهم الشخصية والأنانية للاسف جعلوني أتوارى عنهم لئلا أراهم , وأتمنى أن لا أشاهدهم ولكن عندما أتألم وأنا بينهم أحس بأنني فقدت من يرد علية الدين الذي سلفته له , يا والدي هل تصدق أن أحدى قريباتنا امرأة ريفية طيبة زارتني في البيت وقالت لي أنها ذهبت لزيارة بيت اخيها في بغداد وهو احد أقاربنا وكانت تحمل معها الخضار والحليب الطازج والخبز الريفي الحار وطرقت الباب ولم يخرج احد واستمرت لساعتين حتى اطر الجيران للطلب منها أن تدخل أليهم لتستريح ولكن لمعرفتها ببيت والدها الذي  تنازلت عن حصتها من الورثة فيهي لاخيها لهو بابا خلفي فقالت ربما يكونون بالاتجاه الآخر فأستدارت ألى الباب الخلفي الى أن ملت  وجلست في ظل الحائط تستريح وتبكي على ذكريات والديها وعندها ظن أخوها وزوجته وأولاده أنها رحلت ففتحوا الباب وهي تسمع زوجة أخيها وهي تقول ماذا تريد منا هذه المرأة الريفية أمام الجيران ولكنها كتمت آلامها وتقدمت من أخيها لتقبله وكأن شيا لم يكن قد حصل ودخلت معهم الى البيت, وزوجة أخيها  بدل من استقبالها كانت تأنبها على هذه ( الصوغة ) كما يقولون بالعامية العراقية , وتقول لها من قال لكي اننا محتاجين , يا والدي لا ادري هل هذه الزوجة التي درست حتى بالجامعة الم يمر عليها قول العرب ما ولدت العرب أكرم منك .

قال الشاعر احمد شوقي :

دقات قلب المرء قائلتا لــــــــه              أن الحياة دقائق وثواني

فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها             فالذكر للانسان عمر ثاني

لقد كنت في مكتب الجريدة كمحرر استمر بالعمل ليلا حتى أكون وحيدا ويأتي الحارس الرجل الريفي الكبير بالعمر واطلبه ليجالسني وأساله لاشتراكي معه  بمحبة شرب الشاي هل لديك شيئا منه , وغايتي أن أسأله عما مر به من تجاربه وعن طبائع العشائر العراقية العربية وما لا اعرفه من عادات وأعراف لتنوعها فقال لي مرة ( كان في رحلة من الجنوب الى العاصمة بغداد وكانت الطرق قبل نصف قرن بأيام الأنظمة السابقة مهملة و الأحوال الجوية السيئة يضطر المسافر أن يبيت ليلته في الطريق وكانت التجمعات السكنية العشائرية على الطريق حيث لا وجود للفنادق والمطاعم وأنما بأمكانك ان تنزل عند اقرب تجمع منها عند حلول غروب الشمس لتقضي ليلتك بالضيافة العربية الكريمة وتواصل رحلتك عند الصباح الباكر مع أول  ضياء لليوم الجديد بعد ان تتناول فطورك , وكان معي صديق كثير الكلام ولا يستطيع مسك لسانه عن الكلام وأوصيته بأننا سنكون بضيافة عشيرة لها على عشيرتنا دين ثأر وعلينا الا نذكر حقيقة لقبنا ونسبنا العشائري والأفضل نتحجج بأننا مرهقون من تعب السفر وننام مبكرا ولا نجالسهم لكي لا يفلت لسان صاحبي ويكشفون امرنا ولكنه لم يتحمل وكما نقول بالعراقي ( اخذه الواهس ) أي استرسل بالكلام معهم ولولا تنبيهي له كاد أن يعرفهم بأننا من عشيرة ... بالبصرة وبينما انا أوصيتهة بأن يقول اننا من أهل مدينة العمارة وعشيرة ... لعلاقتهم الطيبة معهم ...

كانت الناس تحترم الضيف وترحب به لكي تضمن سمعتها الطيبة بين الناس وتضمن التعامل بالمثل ... ).

لا أدري ما الذي حصل بالعالم حيث وجدت سيدة عراقية من أغنى بلد بالنفط يهديه مجانآ للأردن الأشقاء العرب والمسلمون الذين لايسمحون بالأقامة ألا لمن يودع بالبنك 25 ألف دولار والفيزا والكفالة والمذلة وهي  تقيم وحيدة بالأردن وبالعاصمة من أهل العراق فسألتها هل تحتاجين أي مساعدة ؟

قالت لي _ لا أحتاج .. الحمد لله أنا ابنة أغنياء بغداد والمال عندي لكن غدر الزمن  وتنازلت بكل شيء لأخي و زوجة اخي الذي تنازلت له بحصتي بالبيت والعمارة والمحلات التي تركها والدي وحتى السيارة ...طردتني بعد ان زوجني من احد أصدقاءه والذي تبين أنه لا يخلف أولاد والسبب منه طبيآ وعليه وصلت المشكلة بيننا للطلاق ولكن زوجة أخي طردتني ولم تقبل أن أعيش معها ببيت أخي حتى تعرفت على جارتنا التي كانت أيام وفاءآ لأمي المرحومة تأخذني للمبيت عندها , ولكون أبنها وعائلته مقيميين بالأردن وبسبب الحرب وأحتلال العراق وهي كما نقول مصائب قوم عند قوم فوائد , أقنعوني بالمجيء معهم للعيش بالأردن والتسجيل كطالبة لجؤ والأدعاء بان زوجي تم ذبحه من قبل الميليشيات الطائفية , ومنحتني المفوضية السامية للاجئين  مساعدة مالية شهرية واكملت مقابلتي بمنحي اللجؤ بأمريكا بولاية تكساس الأمريكية و بعد يومين أو ثلاثة أسافر للعالم الجديد , لقد حن علي الأمريكان المحتلون للعراق لعلي أجد حصتي من النفط الذي صادروه بينما أهلي العراقيين منعوني من العيش عندهم !

هي تعتقد انها مظلومة و قلت لها الحمد لله اني ل اأتسلم من الحكومة العراقية أية مبالغ مالية ولم أمنح متر مربع واحد بالعراق و ولولا ما وجدته من والدي ماكنت أعيش وأتجول بالعالم , ولو البعض يعتبرني وخاصة من عائلتي أني ابذر أموالي على طبع الكتب ومصاريف الصحافة والطباعة وأجهزة الكومبيوتر والأتصالات لكني أحس بالسعادة عندما أوثق تاريخ العراقيين ولعله أوصل معاناة الناس وأكون سبب بأطلاع الناس على ما يحصل حولهم ولو أن الحقيقة مرة وهي مشكلة العراق أنه مكون من قوميات وطوائف دينية متناحرة ومتحاربة اعتقد أنهم لن يتفقوا مدى الحياة ومن يستحي أن يعترف بالحقيقة هذه عليه أن يشاهد الكويت من العراق انفصلت وشعبها يعيش بسعادة وأقليم الأكراد الآمن السعيد وليس عيبآ أن تشكل أقاليم الوسط للعرب السنة والجنوب للعرب الشيعة ليأمن كل واحد ببيته أو كما قال احد السياسيون اللبنانيون عندما سألته لماذا تجامل أعداءك قال لضمان أن يذهب أولادي للمدارس آمنين وأنام في بيتي وسط عائلتي ولاأترك المزرعة الجميلة هذه كما ترى وليذهب المستقبل للجحيم ...

لاادري هل ماأكتبه مقال أم خاطرة أم تاريخ شعب دمرته الحروب وثأر اليهود الذين قال لي أحدهم قبل أيام وكان صحفي فرنسي الجنسية أمام زملاء بفندق _

أنت من العراق .. أخذنا ثأرنا منكم كما سبيتمونا بالسبي البابلي سبيناكم اليوم ...

فعلآ ها أنذا أشاهد العراقيين وقد تاهوا بالعالم وأعراضنا ونساءنا بالعالم لاجؤون والأشقاء العرب والمسلمون الأخوة بالدين لايرحمون يعاملوننا بالأقامة وسمة الدخول وكأننا أرهابيون وبينما نحن سواح نعيش بأموالنا العراقية ...

ياوالدي لقد تفاجأنا بأن عميد الأسرة بالعشيرة وكان رمز تجتمع عنده الناس بالعيد والمناسبات كان حرامي وسارق لأموال الشعب ومتسلط وظالم ألخ من صفات ... واقاربنا بأطراف بغداد تبين أنهم أصبحوا يمارسون العنف ضد جيرانهم ويصادرون الأراضي الزراعية بالتزوير والقوة والسلطة ... وأنت تقول أنصر أخاك ظالمآ او مظلومآ قل له انك ظالم وأنا أذا أقول ذلك يخطفوني وربما اختفي والأفضل أسافر ولاعين أتشوف ولا قلب يحزن ....وبوقت أصبحت المقرات الحزبية هي دور العبادة للطائفتين المذهبين الرئيسيين بالعراق وعندما يهجم بعضهم على بعض ويفجرون المقرات  الحزبية هذه  يقولو أعتداء على بيوت الله ودور العبادة وينسون أنها مقرات أحزاب سياسية دينية وليست دور عبادة دينية وحتى المجرم صدام نظامه كان يبني بالساحات الفارغة مقراته الحزبية ولايؤثر على دور العبادة الا بالحرب أتخذها ثكنات عسكرية وعندما تضرب وتقصف بالطائرات يقول تم ضرب بيوت العبادة والمدارس لتسويق الحدث لصالحه سياسيآ وأعلاميآ والحقيقة لم يأتينا بعد رجل يحكم العراق بالحق والعدل ويمنح الناس حقهم ...

الصحفي العراقي

ياس خضير العلي

مركز ياس العلي للآعلام _ صحافة المستقل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياس خضير العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/08/29



كتابة تعليق لموضوع : أخفاء الاباء لحقيقة الأقرباء والأصدقاء عن الأبناء ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net