الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : واثق الجابري

لكي لا تمتزج الدماء بالمرطبات
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

غالباً ما نتحدث عن إعادة التاريخ لنفسه، وكأن الحديث عن دورة، محصورة في اوقات المآسي والنكبات، وننسى أن لكل فرحة ونصر ضريبة، وها هي التفجيرات تضرب بغداد والكرادة تحدياً، مع قناعتنا أن عدونا يستهدف  المناسبات وكل ما يمكن أن يجتمع الناس فيه على وئام، مع القناعة بالواقع وتخمين الوقائع؛ إلاّ  ان ما يحدث من خروقات لا تدلل على وجود إجراءات إحترازية وخطط استباقية، لمنع أختلاط الدماء بالآيس كريم.
يخطف الإرهاب سنوياً عشرات الشهداء، وغزوات رمضان تبحث عن ثغرات أمنية وتراخٍ، وردّة فعل لنصر تحققه القوات العسكرية.
 يتكرر المشهد سنوياً، ويخطف الإرهاب مجموعة من الشباب من أمام محال التبضع والمرطبات، ومع إقتراب  الذكرى السنوية  لفاجعة الكرادة عام 2016م، التي راح ضحيتها مئات الشباب، وإنفجار ثانٍ ينهي حياة الواقفين لشهور أمام دائرة التقاعد؛ للبحث عن راتب يسد رمق ما تبقى من عمرهم، وهم يُذلون على شبابيك الموظفين، ويتعرضون لشتى سبل الإستهزاء، وعدم الأكتراث بالكرامة والعمر والخدمة للوطن.
مُنْ يعرف واقع العراق يتوقع حدوث التفجيرات، ولكن ماذا يقول لخطط بالية كلاسيكية بتضيق الشوارع، وقرب مكان تفجير الكرادة، سيطرة تحبس انفاسك وتتوقع من بين السيارات إنتحاري لزحمتها، وتساؤل ما السر في إطالة مراجعة المتقاعدين بشروط تعجيزية وروتينية، وجمعهم من المحافظات في بغداد على توقيع، او حبس المواطنين في الشوارع دون القبض على سيارة مفخخة؟!
إن ما يحدث  تكرار لنفس السيناريو، وسيحدث مرات ومرات ولا حلول لدى السلطات الأمنية، التي يتقاطع عملها بين قيادة العمليات ووزارة الداخلية، وسؤال عن سر الإصرار على نفس الخطط ووجود قيادة لعمليات كل محافظة، مع وجود الشرطة المحلية والإتحادية والإستخبارات، والأمر لا يقتصر على المحافظات القلقة، بل حتى المحافظات المستقرة، وكأن وجود الجيش في المدن عُرف عراقي لحفظ الأمن بلا جدوى، والدماء تستمر بالجريان، ولن  تنفع العراقيين الإدانة الدولية أو إطفاء مصابيح برج إيفل لدقائق.
تتكرر المأساة في مشهد مألوف، ولا أحد يُقال أو يُحاسب، والضحية نفسها، وسياسيّونا مترفون يتقاذفون الإتهامات، ويندرجون ضمن مخطط الإرهاب بإثارة الفزع.
 تكرر المشهد، وأعاد التاريخ نفسه بنصب المآتم وصيحات الإستنكار والشجب، ويتسابق السياسيون على تبرئة أنفسهم من المسؤولية، وسيعطي بعضهم مبررات لفعل الإرهاب،  وينبش في إعادة نشر الفوضى والخوف، وسلب النصر في ساحات الوغى، نعم تكرر المشهد مع تحرير الفلوجة، ويتكرر مع تحرير الموصل، وينتظر العراق معارك أخيرة فاصلة، وإرهاباً يتحين الفرص لسلب النصر والفرح، وسرقة دماء الشهداء وتضحياتهم، وما الإرهاب إلاّ وليد الفساد، وقد كانت فتوى المرجعية حد فاصلاً في طرد الإرهاب، ونجح العراقيون حين إلتزموا مجتمعين بها، ومنعوا إباحة العرض والمقدسات، ولكن الفساد أدى الى تواطيء مع الإرهاب  وزيادة عدد الضحايا، ومن عرف حق  الفتوى وأطروحتها للسلام وبناء الدولة؛ عليه الإلتزام بتوجيهات المرجعية، وعدم العودة الى إنتخاب الفاسدين وتأييد مواقفهم الإعلامية، التي تُعيد وجوه كالحة سلبت من العراق قوة إجتماعه ووحدته، وفرقته على أساس مصالح شخصية؛ والنتيجة مذابح عشوائية، ودماء تختلط بالمرطبات، لتسلب فرحتنا ونصرنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/07



كتابة تعليق لموضوع : لكي لا تمتزج الدماء بالمرطبات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط·آ·ط¢آ£ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ®ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ¸ط¦â€™ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ¯ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ : 3 + 2 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net