صفحة الكاتب : د . السيد حسين البدري

حمزة بن عبد المطلب (رضوان الله عليه)
د . السيد حسين البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

هو عم النبي ص ولد قبل النبي ص بسنتين و قيل بأربع سنين و استشهد يوم أحد في النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة على رأس اثنين و ثلاثين شهرا من الهجرة و عمره 59 سنة.

اسمه : في الجاهلية و الإسلام حمزة (و الحمزة) في اللغة الأسد كما في القاموس و يقال انه لحموز لما حمزة اي ضابط لما ضمه و منه اشتقاق حمزة أو من الحمازة و هي الشدة.

كنيته : أبو يعلى و أبو عمارة بولديه يعلى و عمارة.

لقبه : أسد الله و أسد رسوله، في كتاب لأمير المؤمنين علي ع إلى معاوية: و منا أسد الله و أسد رسوله و منكم أسد الاحلاف.

أبوه: اسم أبيه شيبة الحمد و اشتهر بعبد المطلب.

أمه: هي بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف أم النبي ص كما في الاستيعاب.

إسلامه : 
يقال ان حمزة أعلن اسلامه في السنة الثانية من المبعث، كما ذكره ابن عبد البر وعلى راي ابن اسحاق انه في السنة السادسة من المبعث الا انه لا يظهر من رواية ابن اسحاق ما يدل على ان بداية اسلامه كان من هذه الحادثة وقصارى ما يظهر انه اعلن نصرته للنبي (ص) بعد وفاة ابي طالب (ع) ، والمرجح ان حمزة اسلم قبل اسلام احد من عامة الناس وذلك بعد دعوة النبي (ص) اهل الاقربين بنزول آية ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)﴾ الشعراء/214ـ 215، حين قال النبي (ص) لبني هاشم :

إني لرسولُ الله إليكم خاصّة وإلى النّاس كافَّة والله لتموتُنَّ كما تنامون ولتُبعثُنَّ كما تستيقظون ولتُحاسبُنَّ بما تعملون ولتُجزون بالإحسان إحساناً وبالسّوء سواءً وإنّها للجنّة أبداً والنّار أبداً وأنتم لأولى من أنذر.

فقال أبو طالب : ما أحب إلينا معاونتك ومرافدتك وأقْبَلُنا لنصيحتك وأشدُّنا تصديقاً لحديثك ... امضِ لما أُمرت به فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك. وما خالف منه علانية إلا ابا لهب.

ويظهر من ضمير الجمع (إلينا) ان الوقف العام لبني هاشم من دعوة النبي (ص) هذه هو القبول والنصرة وذلك باعلان كبيرهم وشيخهم ابو طالب حامي النبي (ص) ناصره.

صفته : كان رجلا ليس بالطويل و لا بالقصير.

هجرته : كان حمزة من المهاجرين الأولين.

ما ورد في فضله : قال النبي (ص) وقد وقف عليه يوم أحد و رأى ما صُنع به:

ما وقفت موقفا قط أغيظ لقلبي من هذا الموقف و قال رحمك الله اي عم فلقد كنت وَصولا للرحم فَعولا للخيرات.

وفي السيرة الحلبية عن ابن مسعود: ان رسول الله (ص) وقف على جنازة حمزة يقول يا عم رسول الله و أسد الله وأسد رسول الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله.

و في شرح النهج ج 3 ص 37 قد روى كثير من المحدثين ان عليا (ع) عقيب يوم السقيفة قال: وا جعفراه و لا جعفر لي اليوم وا حمزتاه و لا حمزة لي اليوم.

وقد اورد السيد علي خان المدني في الدرجات الرفيعة عن الباقر (ع) انه قال كان أمير المؤمنين (ع) دائما يقول و الله لو كان حمزة و جعفر حيين ما طمع فيها فلان .

وقال بعد ذكر الحديث : دل هذان الحديثان على ان حمزة و جعفرا كانا يعتقدان استحقاق على (ع) الخلافة بعد رسول الله (ص) و انهما لو كانا حيين لم يطمع فيها غيره و لذلك ذكرناهما في طبقات الشيعة.

ـ كان أول لواء عقد في الإسلام لواء حمزة.

ـ في وقعة بدر بالغ حمزة في نصر رسول الله (ص) و حماية الدين شهد بدرا و ابلى فيها بلاء حسنا و شهد أحدا و ابلى فيها كذلك و كان قائد الجيش.

ـ استشهد يوم أحد قتله وحشي بن حرب و هو عبد حبشي يرمي بالحربة قلما يخطئ و لم تكن العرب تعرف ذلك بل هو مخصوص بالحبشة.

كيفية شهادته :

في شرح النهج ج 3 ص 385 قال الواقدي كان وحشي عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف و يقال كان لجبير بن مطعم بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف و قالت له ابنة الحارث ان أبي قتل يوم بدر فان أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حر محمدا أو علي بن أبي طالب أو حمزة بن عبد المطلب فاني لا ارى في القوم كفوا لابي غيرهم فقال اما محمد فقد علمت اني لا اقدر عليه و ان أصحابه لن يسلموه و اما حمزة فو الله لو وجدته نائما ما أيقظته من هيبته و اما علي فالتمسه قال وحشي فكنت يوم أحد التمسه فبينا انا في طلبه طلع علي فطلع رجل حذر مرس كثير الالتفات فقلت ما هذا بصاحبي الذي التمس إذ رأيت حمزة يفري الناس فريا فكمنت له إلى صخرة ... ثم اقبل علي مكبا حين رآني فلما بلغ المسيل وطئ على جرف فزلت قدمه فهززت حربتي حتى رضيت منها فاضرب بها في خاصرته حتى خرجت من مثانته و كر عليه طائفة من أصحابه فاسمعهم يقولون أبا عمارة فلا يجيب فقلت قد و الله مات الرجل و ذكرت هندا و ما لقيت على أبيها و أخيها و انكشف عنه أصحابه حين أيقنوا بموته و لا يروني فاكر عليه ((( فشققت بطنه و استخرجت كبده فجئت بها إلى هند بنت عتبة فقالت ما ذا لي ان قتلت قاتل أبيك قالت سلبي فقلت هذه كبد حمزة فمضغتها ))) ثم لفظتها فنزعت ثيابها و حليها [فاعطيتنيه] فأعطتنيه ثم قالت إذا جئت مكة فلك عشرة دنانير ثم قال ارني مصرعه فأريتها مصرعه فقطعت مذاكيره و جدعت انفه و قطعت أذنيه ثم جعلت ذلك مسكتين و معضدين و خدمتين حتى قدمت بذلك مكة و قدمت بكبده أيضا .

وفي رواية ابن الاثير : قال وحشي اني و الله لأنظر إلى حمزة و هو يهذ الناس بسيفه ما يلقى شيئا يمر به الا قتله فهززت حربتي و دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه و اقبل نحوي فغلب فوقع فأمهلته حتى مات فأخذت حربتي ثم تنحيت إلى العسكر قال : ووقعت (((هند))) و صواحباتها على القتلى يمثلن بهم و اتخذت هند من آذان الرجال و آنافهم خدما و قلائد و اعطت خدمها و قلائدها وحشيا و بقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع ان تسيغها فلفظتها.

ويكمل ابن الاثير الرواية فيقول : ووجد حمزة ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده و مثل به فحين رآه الرسول (ص) بكى، ثم قال: لن أصاب بمثلك، ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا الموقف.

و كان من رثائه له قوله: يا عم رسول الله و أسد الله و أسد رسول الله، يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله.

و صلى رسول الله على القتلى فكان كلما اتي بشهيد جعل حمزة معه و صلى عليهما و جلس على حفرته .

و لما رجع رسول الله (ص) إلى المدينة مر بدار من دور الأنصار فسمع البكاء و النوائح (((فذرقت عيناه بالبكاء))) وقال: حمزة لا بواكي له فرجع سعد بن معاذ إلى دار بني عبد الأشهل فأمر نساءهم ان يذهبن فيبكين على حمزة .

قال الواقدي فيما حكاه ابن أبي الحديد فقال رسول الله (ص) رضي الله عنكن و عن أولادكن قالت أم سعد بن معاذ (((فما بكت منا امرأة قط الا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا))) .

و في الاستيعاب ذكر الواقدي قال : (((لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله ص هذا الا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها))).

وروى ابن سعد في الطبقات (((ان فاطمة (ع) كانت تأتي قبر حمزة ترممه و تصلحه))).

ملاحظة : مابين الاقواس الثلاثة، مواضع مهمة للتامل .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . السيد حسين البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/10



كتابة تعليق لموضوع : حمزة بن عبد المطلب (رضوان الله عليه)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net