يا حوزةَ العلمِ اِبقي دائما وَطني
لولاكِ ما عرفت نفسي حقيقَتها
والقلبُ غامرَ لو لمْ تَرعَهُ قيمٌ
فالعلمُ رَوحٌ ورَيحانٌ وتزكية
قدْ ارسلَ اللهُ ألواحا معلمةً
والأنبياءُ على آفاقنا نَقشوا
زانوا العقولَ بعلمٍ فاض فانبَجَستْ
قد اَسَّسوا حلقات الذكرِ غايتُها
تُذكَّرُ الخلقَ بالأَيمانِ اَذ اُخِذَتْ
وهكذا يستنُير الخلقُ من ألقٍ
وتبدأُ الحوزةُ الكبرى مسيرتَها
وَفتَّحتْ كلَّ بابٍ من معارفِها
وأسستْ في بقاع الأرض قاطبةً
وأطلقت في سماءِ المجدِ أنجمَها
وشيدت في رحابِ الطفِ مدرسةً
فدارَ في فُلكِها الاعلامُ وانتثرتْ
وأصبحت لتراتيلِ الكتابِ صدى
وطافَ حولَ ذُراها العارفون على
قالوا لها وسيوفُ الهندِ تحرسُها:
وبات يخدمها، يرعى محافِلَها
سمُي أحمدَ والكرارِ أولُهم
مَهديُ اصلُهمُ والجودُ فرعهمُ
إِيهاً لمدرسةٍ بالذكرِ خالدةٌ
مذ ان بَدَتْ اثمرت أرَّختُ: (مبدأَها

وبعد ذا محنُ كُبرى تؤرخها:

ثم أرتقت للعلا والعلم سلمها
وجددت عهدها والعزم سائسها
زد (باء) بلسمة يمناً مؤرخةً  فَمِنْ رُضابِكِ قدْ غُذِّيتُ باللبنِ
والعقلُ لولاكِ ما أومى إلى الحَسَنِ
وهامَ دونَ العُلا في الأحورِ الشَدنِ
يُبري النفوسَ منَ الأمراضِ والدَرَنِ
يَهوي اليها فؤادُ المؤمنِ الفَطنِ
سِرَّ الوجودِ بِخافِ العلمِ والعلنِ
منهُ المعارفُ تَروي الخلقِ من عَدنِ
للعالمينَ كَمالُ النفسِ والبدنِ
في عالم الدْر يومَ اَرتدَّ ذو الفتنِ
ويعَبقُ الوردُ في الارجاءِ والدمَنِ
يقودُها كل محمودٍ ومؤتَمنِ
يمدُهُ بابُ علمٍ من أبي الحسنِ
مدارسَ الوحي من شامٍ إلى يَمنِ
فأشرقَ الكونُ، يالله من مِنَنِ
قُربَ الحسينِ ليرعاها من الأَحنِ
منها النجومُ على الآفاق والفَننِ
وقت الصلاةِ بصوتِ الشاديَ الجَدَنِ
لحنِ الخلودِ وناعْوها بلا شَجنِ
كُبرى بحدِ سيوفِ الهند فأقترني 1
آلُ المجاهِد بيتٌ بالعلوم غني 2
والمرتضى ثانيا، ثلّث بِمُمتَحنِ 3
طابت رياضُهمُ، ان كنتَ تسألني 4
بالعلم شامخةٌ، بالحُسنِ تُدهشني
رَسَتْ قواعدُها بالعلمِ والسُنن)
1270هـ
(وهِّدمتْ بيدِ الأقدارِ والوثنيّْ)
1411هـ
والنور يرشدها في غيهب المحن
وصافي النجر حدايها مدى الزمن
(أعلامها رفرفرت في مولد الحسن
1429هـ)