صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

الحلة الفيحاء فريسة للارهاب
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحتل محافظة بابل مركزاً مهماً بالنسبة لمحافظات الوسط ،  واستطيع ان  اقول  انها عاصمة وسط العراق  ،  بابل مدينة الاثار القديمة  ،  ومدينة العلماء  ، فقد كانت في مرحلة زمنية قديمة عاصمة العلوم ومركز للعلماء والمجتهدين  ،  ومركزا  للشعراء والادباء والمثقفين ، ولا زالت منتدى كبيرا للادباء والشعراء ، تتمتع بابل  ومركزها الحلة بموقع ستراتيجي حيث تقع جنوب بغداد العاصمة ، وهي المعبر لبغداد ولجميع المحافظات الواقعة في شمال بابل الى المحافظتين المقدستين النجف وكربلاء ، كذلك هي مجاورة لمحافظات الديوانية والانبار والكوت،هي اذن مجاورة لخمس محافظات اضافة للعاصمة بغداد  ، بابل نبض الوسط والجنوب من بابل يتوزع نهر الفرات الى اربعة فروع من مركز ناحية سدة الهندية هي جدول الحسينية وبني حسن من الجانب الايمن ،وجدول الكفل وشط الحلة من الجانب الايسر اضافة الى نهر الفرات المجرى الاصلي الذي يستمر في الجريان باتجاه الجنوب  ،  لكن اسمه يتبدل  بعد التفرع  الى نهر الهندية ، اذن من محافظة بابل يتفرع نهر الفرات الى وسط وجنوب العراق  هذه المحافظة ذات التأريخ الناصع والموقع الستراتيجي التي تجمع بين الطيفين  المسلمين السني والشيعي ، اصبحت محط  انظار المحبين  للعراق  ولفتت  كذلك  انتباه  اعداء العراق من ارهابيين وغيرهم ، الاعداء الذين يريدون الانتقام من شعب بابل المتآخي اولاً ، ومحاولتهم استغلال موقعها الستراتيجي لتنفيذ  مخططاتهم ضد  شعب  العراق ثانيا  ،  اذ نجح هؤلاء الارهابيون  اعداء  الشعب العراقي  بايجاد  حواضن لهم  في بعض مناطق المحافظة لاجل الانطلاق منها  الى  اجزاء المحافظة  الاخرى ، وحتى الى المحافظات المجاورة  ،  فعندما يضّيق الخناق على الارهاب  وخلاياه  في  بغداد  تلجأ العناصر الارهابية الى حواضنها في بابل  ، لممارسة جريمة الارهاب في الحلة  او باقي اجزاء المحافظة  ،  وربما الانطلاق الى المحافظات المجاورة ، وآخر عملية ارهابية في الحلة الفحياء  ، التفجير الارهابي  بواسطة بهيمة من  بهائم  القاعدة  التي تستهدي بالفكر التكفيري الحاقد على المسلمين والانسانية  ،  لمجلس فاتحة قرب مقام النبي ايوب ، ويخشى اهالي الحلة الفيحاء ان لا يكون هذا العمل الاجرامي اخر عمل ارهابي فيها ، اذ سبقه تفجيرات بسيارات مفخخة ، وفتل بالمسدسات الكاتمة ، اضافة لاعمال الخطف التي تجري بنسبة عالية قي الحلة، وبشكل منظم ، من دون خشية من الاجهزة الامنية  ، حيث تبدأ عمليات  الخطف لافراد من عوائل ثرية  ،  لتجري  بعد عملية الخطف المساومة على حياة المخطوفين بعشرات الملايين من الدنانير العراقية  وقد جرت مرة  عملية  خطف في  مدينة  الحلة  واتفق  اهل المخطوف  مع  الشرطة لغرض عمل كمين  ،  لالقاء القبض على الخاطفين  ،  لكن الذي جرى  ان الخاطفين وصل الخبر اليهم ، كيف لا احد يعلم  او يصرح  ،  وكانت  النتيجة  قتل  المخطوف ورميه في احدى المناطق القريبة من مدينة الحلة  ، تخيلوا  من الذي  اخبر اهله  بان المخطوف في مكان كذا ؟ انهم الخاطفون ، السؤال كيف وصل خبر الكمين والاتفاق مع الشرطة الى الخاطفين  ؟  وقريب هذا المقتول المخطوف  ايضا خطف  ،  فامتنع ذويه من اخبار الشرطة خوفاً على حياة ابنهم ، وبدأت المفاوضات مع الخاطفين بعد ان طرقوا هم باب اهل المخطوف ، واتفقوا معهم على مبلغ كبير من المال  ،  فجُلب المخطوف قبل الفجر الى اهله ، في وقت يمنع فيه التجوال  ،  كيف انتقل  الخاطفون بسيارتهم  ومعهم المخطوف في هذا الوقت الذي يمنع  فيه التجوال؟لا نعلم ذلك  حيث تم تسليم المخطوف الى اهله بعد ان استلموا المال المتفق عليه  ،  ولا نعلم  شيئا  عن مصير هذه الاموال المستلمة هل تذهب لدعم عمليات الارهاب ، ام تذهب الى جيوب افراد العصابات والجريمة المنظمة ، يفترض ان من  يعرف  ذلك ويشخصه الاجهزة الامنية في المحافظة ، لكن للاسف الاجهزة الامنية تلتزم الصمت ازاء ما  يجري من  خروقات  امنية  ،  خاصة عمليات الخطف  ،  فهل  هي عاجزة وقاصرة عن معرفة خفايا عمليات الخطف ومن  يقف وراءها  ؟  ام هي  تعرف ولا تتكلم  ،  ام ان هناك اموراً اخرى لا نعلمها ، العلم عند  الله  تعالى  ،  والملاحظ  ان  ما يجري  في  بابل عقب كل عملية ارهابية يذهب فيها ضحايا كثيرون مثل تفجير مديرية النجدة  وتفجير مقام  النبي ايوب الاخيروغيرها من  التفجيرات  ،  ان  تلقي  الاجهزة  الامنية  اللوم بعضها على البعض الاخر، لكن الصحيح يجب ان تتحمل الاجهزة الامنية المسؤولية بمجموعها من قمة الهرم الامني الى  القاعدة ،كل  حسب  درجة مسؤوليته ، ان  كان هناك تقصير ،  اننا من  هذا المنبر نطالب  اولا القيادات  الامنية  في بابل  بضرورة التنسيق فيما بينها وتشكيل غرفة عمليات  مشتركة بين اصناف القوى الامنية لغرض التنسيق وكشف نوايا  الارهاب قبل وقوعه  ،  ونطالب المركز ثانيا  بان  يلتفتوا  الى محافظة  بابل  بعدة امور ،  منها  اولا  يجب تعزيز القوة  الامنية  في  محافظة  بابل بالافراد  والعدة  والامكانات الامنية  المتاحة  الاخرى ، ثانيا في  حالة حدوث  خرق امني كبيرلا سامح الله تعالى في المحافظة ويذهب  فيه  ضحايا  ،  يجب  فتح  تحقيق عاجل  وفوري  من قبل  المركز لتشخيص  الخلل  ومحاسبة  المقصر ،  ثالثا  يجب  التدقيق في هويات  وسيرة القيادات الامنية في المحافظة ولجميع  الضباط والمنتسبين خشية تسلل عناصرغير كفوءة او متعاونة مع  خلايا  الارهاب  لدوافع شتى  ويجب ان يقوم  بهذه  المهمة  المركز  مع  الاستفادة  من  الآراء  المحلية  ذات  المصداقية والثقة  ،  هذه الملاحظات يجب اخذها  بنظر الاعتبار لاهمية محافظة  بابل  بالنسىبة للمحافظات الاخرى  ، وهناك ظاهرة  التفتت اليها  جاهير بابل وهي  انه في  اعقاب  كل تفجير ارهابي نرى  شرطتنا  الاعزاء في  السيطرات  قد عملوا  طابورا  طويلا من السيارات وكأن أِحداث مثل هذا الطابور الطويل هو عنوان  للضبط  والدقة   في العمل ،وعندما نسأل لماذا هذا الطابورالطويل  من السيارات ، يأتيك الجواب  سريعا  لان قيادة شرطة بابل ارسلت سيارة فيها متفجرات والسيطرة التي لا تكتشفها  تعاقب  واصبحت هذه الظاهرة والممارسة حالة ثابتة عقب كل تفجير ، وكأن مقولة  ارسلت قيادة شرطة بابل سيارة تحمل متفجرات تجوب السيطرات عقب كل  تفجير اصبحت هذه المقولة لعبة تسلية للسيطرات يتحمل نتائجها المواطن  ،  حتى يتجنب  الشرطي عقوبة قطع الراتب لثلاثة ايام اواكثراواقل اوالسجن لثلاثة ايام مثلا ، ونسأل هل فعلا قيادة بابل تقوم بهذا العمل ام لا؟ لا علم لنا بذلك  ، لكن هذا الامراصبح   مفروغا منه عند  شرطتنا عقب كل  تفجير وقانا الله  تعالى شرّها  ،  ونحن بدورنا نسأل ان  صح الخبر، لماذا تقوم  قيادة  شرطة  بابل  بهذا العمل؟ الا يفترض ان  تتابع  القيادة   اداء  الشرطة والسيطرات على وجه الخصوص بصورة  منتظمة  بغض النظرعن  وجود تفجير اوعدمه  والاحسن عدم  ارسال  سيارة تحمل  متفجرات عقب  كل  انفجار ان صح هذا الخبر الشائع عند الشرطة ،لان مثل هذا العمل يعتبر ردة فعل آنية لا تخدم  استتباب  الامن في المحافظة  بل الذي  يخدمها  المتابعة  المستمرة المتواصلة ،  لان مثل هكذا ردات فعل تخلق  اجواء  من  التوتر  والازدحام  الشديد وتكديس السيارات وعرقلة السير، فهل عمل  طابور طويل  من  السيارات  يوحي  للمسؤولين و خاصة للضباط المسؤولين ان مثل هذه السيطرة  مضبوطة  في  عملها ، بل طرق  مسامعنا ان بعض الضباط هو من  يأمر او يوحي  للشرطة  بعمل  مثل هذا  الطابور  ،  لانه  في تصورهم يوحي للاخرين ان  الشرطة  مضبوطون  في عملهم  والدليل هو وجود   هذا الطابور الطويل من السيارات  ،  متناسين  سلبيات  مثل  هذا الفعل  غير المبرر ان التفتيش مطلوب وواجب وفي كل الظروف  ليس  عقب التفجيرات فقط  ،بل يجب ان  يكون  سياقا  ثابتا ،  ولكن  يجب  ان يتم  بآلية  سلسلة وسهلة لا تجلب التذمر من المواطنين  ، ولا تعرقل وصولهم  الى  مراكزعملهم او الى المناطق  التي   يرومون  الوصول اليها  ومنها بيوتهم التي يسكنونها  ،  هذه  الظاهرة  بحاجة  الى متابعة من قبل الحكومات المحلية في مركزالمحافظة  والاقضية والنواحي وللاسف ان البعض من ضعاف النفوس في السيطرات يجد ذلك وسيلة  للتسلية عندما يرى  الناس وقوف  امامه  ،  وبعضهم  من  يتوسل  اليه بالمرور لوجود شغل مهم عنده لا يمكن تأخيره ، كوجود مريض مثلا ، واننا  نعتبر الحكومات المحلية  مسؤولة ايضا عندما  يحدث  خرق امني  لا سامح  الله  ،  لان  من واجبها  المتابعة لا المجاملة لغرض  تشخيص الخلل قبل وقوعه ، واننا نعتبر الحكومة المحلية في بابل ،( مجلس المحافظة ) يتحمل جزءا من المسؤولية عند  حدوث  خرق  امني لا سامح الله  ، كما  ان وحدة الحكومة المحلية وانسجامها مع بعضها في العمل  يساعد في  نجاحها ونجاح  متابعتها  لدوائر  ومؤسسات المحافظة، لكن التجاذبات السياسية والصراعات  الشخصية  والمصلحية تترك اثارها السلبية على الوضع  العام في المحافظة ،  وتترك  تأثيرها  على  الحالة  الامنية  ايضا  ،   ويجب  الالتفات الى  ان  محافظة  بابل  اصبحت   تحوي  اوكارا للارهاب خاصة في شمال  بابل لقربها من بغداد عليه لابد  للمركز من الالتفات  الى محافظة بابل لاهميتها ،ودعم الاجهزة الامنية فيها كما ونوعا ، واجراء فرمته حقيقية لجميع عناصر الامن يقوم بها مختصون وغيارى واصحاب ضمير، مع  الاخذ بنظر الاعتبار رأي ابناء المحافظة ، لمعرفة نظرتهم لما يجري في بابل،خاصة ابناء مدينة الحلة  مركز المحافظة  ،  وارسال لجان  مختصة  لتقصي عدد المخطوفين  لمعرفة  الاجراءات المتخذة بهذا  الخصوص   وتشخيص المقصرين والمتعاونين والمستفيدين  وعلى المركز فتح تحقيق مهني لمعرفة اسباب الخروقات  الامنية  من تفجيرات وقتل  بالكواتم  وخطف بأعداد غير طبيعية  واحيانا يتحرك الخاطفون  باوقات  ممنوعة  او حرجة  ،  ولا احد يكشفهم  ،  بل ربما  يعبرون بطريقة رسمية  ، لابد  من الوصول الى الاسباب الحقيقة ، وبالمناسبة  ان المعلومات  تشير الى  ان  كثيراً من  الخاطفين يتجهون  اما الى جنوب بابل  او  شمالها  وهذا يعني وجود حواضن في هذه المناطق    واخيرا نقول لجميع المسؤولين في  المحافظة من  عسكريين  او مدنيين  كونوا عونا للقانون،ولا تقفوا بجانب المسيء حتى لو  كان قريبا منك ، ونقول لمنتسبي  الاحزاب والتيارات والتكتلات كونوا عونا للمظلوم  ،  بالانتصار له ، ولا تكونوا عونا  للظالم حتى وان كان منتميا لحزبك او تيارك او كتلتك  ،  وبذلك تنتصروا  لشعبكم  ووطنكم  واخيرا نسأل هل يجوز ان نقف مع من يقتل ، او يخطف او يسيء ، او يتجاوز على الاخرين  ؟  الجواب  متروك  للمسؤولين   والاحزاب واصحاب النفوذ .      
A_fatlawy@yahoo.com  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/09



كتابة تعليق لموضوع : الحلة الفيحاء فريسة للارهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net